القسم :
علوم وتكنولوجيا
نشر بتاريخ :
08/04/2025
توقيت عمان - القدس
7:11:33 PM
كشف علماء الفلك عن حقيقة مذهلة تؤكد
أن البشر يمارسون بشكل روتيني ما يمكن اعتباره شكلًا طبيعيًا من أشكال السفر عبر
الزمن، وذلك ببساطة عن طريق تأمل النجوم المتلألئة في سماء الليل.
ووفقًا لبيان صادر عن جامعة كورنيل،
فإن الضوء المنبعث من النجوم البعيدة يستغرق فترات زمنية هائلة تُقاس بالسنين
الضوئية الطويلة ليقطع المسافة الشاسعة ليصل إلى كوكب الأرض. وهذا يعني بشكل مباشر
أن الصورة التي نراها لتلك الأجرام السماوية في سمائنا الليلة هي في الواقع لقطة
من ماضيها السحيق، تعود إلى آلاف أو حتى ملايين السنين.
وأوضح الدكتور مايكل بويل، أستاذ الفلك
المرموق في جامعة كورنيل، أن "الضوء القادم من أبعد النجوم التي يمكن رؤيتها
بالعين المجردة قد بدأ رحلته إلينا قبل آلاف السنين، بينما الضوء الذي تلتقطه
التلسكوبات الحديثة والمتطورة قد يكون انطلق في رحلة عبر الفضاء قبل مليارات
السنين".
وتشير البيانات الفلكية الدقيقة إلى أن
نجم "ذنب الدجاجة" الساطع، والذي يمكن رؤيته بوضوح بالعين المجردة في
الليالي الصافية، يقع على بعد يقارب 2600 سنة ضوئية من كوكبنا. وهذا يعني أن الضوء
الذي نراه اليوم قادمًا من هذا النجم قد انطلق في رحلته إلينا في القرن السادس قبل
الميلاد تقريبًا. أما النجم البعيد "إيتا كاريناي"، الذي يبعد عنا حوالي
7500 سنة ضوئية، فإنه يظهر لنا اليوم كما كان في العصر الحجري الحديث.
ومن بين الأمثلة الأكثر إثارة للدهشة
في هذا السياق مجرة أندروميدا الحلزونية العملاقة، التي تبعد عنا مسافة تقدر بنحو
2.5 مليون سنة ضوئية. فعندما ننظر إلى هذه المجرة الباهتة في السماء، فإننا في
الواقع نراها كما كانت تبدو قبل 2.5 مليون سنة، أي في الفترة التي كان فيها
أسلافنا الأوائل من الجنس البشري يتطورون ويكافحون من أجل البقاء على سطح كوكب
الأرض.
وقد أثار الاكتشاف المثير لنجم
"إيريندل" في عام 2022 اهتمامًا خاصًا بين مجتمع علماء الفلك، حيث يقع
هذا النجم على بعد هائل يقدر بنحو 28 مليار سنة ضوئية من الأرض، مما يجعله بمثابة
نافذة نادرة وفريدة من نوعها تطل بنا على الكون في مراحله المبكرة جدًا، بعد فترة
وجيزة من الانفجار العظيم.
ويؤكد الخبراء في هذا المجال أن هذه
الظاهرة الفلكية الفريدة توفر للبشرية وسيلة طبيعية واستثنائية لدراسة تاريخ الكون
وتطوره عبر مليارات السنين. فالسماء الليلية تعمل بمثابة آلة زمن طبيعية وهائلة،
تتيح لنا رؤية الماضي الكوني البعيد دون الحاجة إلى أي تقنيات متقدمة أو معقدة.
ويضيف العلماء أن التطور المستمر
والمتسارع في تقنيات الرصد الفلكي الحديثة قد يمكننا في المستقبل القريب من الحصول
على صور أكثر دقة وتفصيلاً للماضي الكوني السحيق، وهو ما قد يساعد بشكل كبير في
كشف العديد من الأسرار العميقة حول نشأة الكون وتطوره المعقد عبر بلايين السنين.
الحقيقة الدولية - وكالات