نشر بتاريخ :
06/04/2025
توقيت عمان - القدس
7:48:19 PM
توصلت دراسة حديثة أجراها علماء في
جامعة كوينزلاند إلى نتائج واعدة تشير إلى أن تعديل تركيبة ميكروبيوم الأمعاء يمكن
أن يؤثر بشكل إيجابي على الجهاز المناعي، وبالتالي الحد من تطور داء السكري من
النوع الأول، وهو أحد أكثر أمراض المناعة الذاتية شيوعًا.
وفي سبيل فهم تأثير بكتيريا الأمعاء
على تطور هذا المرض، أجرى الفريق العلمي تجربة شارك فيها 21 شخصًا مصابًا بالسكري
من النوع الأول. تلقى المشاركون علاجًا حيويًا فمويًا يحتوي على أحماض دهنية قصيرة
السلسلة (SCFA)، وهي مركبات تنتجها
بكتيريا الأمعاء أثناء تخمير الألياف الغذائية، وتلعب دورًا حيويًا في تعزيز صحة
الجهاز المناعي والجهاز الهضمي.
وأوضحت البروفيسورة إيما هاميلتون
ويليامز، من معهد فريزر، أن المرضى الذين خضعوا للعلاج أظهروا تغييرات إيجابية في
وظيفة حاجز الأمعاء. وأضافت: "نعلم أن داء السكري من النوع الأول مرض مناعي
ذاتي، وهناك اختلاف في تكوين ميكروبيوم الأمعاء لدى المصابين به، ما قد يؤثر على
استجابتهم المناعية".
وفي اختبارات لاحقة، أشارت هاميلتون
ويليامز إلى أن نقل هذا الميكروبيوم المعدل إلى الفئران أدى إلى تأخير ظهور المرض،
مما يعزز الفكرة القائلة بأن التعديلات الميكروبية قد تكون وسيلة فعالة في الحد من
تطور داء السكري من النوع الأول.
وأكدت البروفيسورة هاميلتون ويليامز أن
"الطرق السابقة، مثل تناول بكتيريا البروبيوتيك أو المكملات، لم تكن فعالة في
زيادة مستويات هذه الأحماض لدى المرضى. لكن هذه الدراسة تعد الأولى التي تحقق هذا
الهدف بنجاح".
من جانبها، أوضحت الدكتورة إليانا
مارينو، المعدة المشاركة في الدراسة من جامعة موناش، أن الدراسة كشفت عن مسارات
جديدة تؤثر على الوظيفة المناعية، مما يفتح الباب أمام استراتيجيات علاجية مبتكرة.
وقالت: "تشير النتائج إلى أن التعديلات الميكروبية قد تساعد في إيقاف تطور
السكري من النوع الأول، أو حتى منعه، ما يمنح المرضى فرصة لحياة أكثر صحة".
ويعتزم العلماء حاليًا إجراء تجربة
موسعة تشمل عددًا أكبر من المرضى في المراحل المبكرة من داء السكري، على أن يلي
ذلك اختبار على أشخاص لم يتم تشخيصهم بعد بالمرض ولكنهم معرضون لخطر الإصابة به،
بهدف تأكيد هذه النتائج الواعدة وتطوير علاجات جديدة تعتمد على تعديل ميكروبيوم
الأمعاء.
الحقيقة الدولية - وكالات