القسم :
محلي - نافذة على الاردن
نشر بتاريخ :
14/02/2025
توقيت عمان - القدس
10:16:00 PM
تحفظات أميركية على الشرع.. واشنطن تحدد شروطها للعلاقة مع سوريا بعد سقوط النظام
في جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي،
حدد السيناتور جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، أربعة شروط رئيسية لأي علاقة
مستقبلية بين الولايات المتحدة وسوريا بعد سقوط النظام السوري. جاءت هذه التصريحات
خلال جلسة بعنوان "ما بعد الأسد: رسم ملامح السياسة الأمريكية تجاه
سوريا"، حيث أكد ريش أن المرحلة الجديدة في سوريا تمثل تحديات وفرصًا أمام
واشنطن، مشددًا على أن أي تواصل مع الحكومة الانتقالية يجب أن يكون مشروطًا بإجراءات
واضحة وملموسة.
سقوط النظام السوري وتداعياته على
إيران وروسيا
أوضح السيناتور الأمريكي أن انهيار
النظام السوري شكّل ضربة قوية لإيران، حيث تأثرت شبكات تهريب الأسلحة التابعة لها،
إضافةً إلى تراجع نفوذ حزب الله، الذي كان يعتمد على دمشق كمنصة لعملياته في
المنطقة. كما أشار إلى أن روسيا فقدت حليفًا استراتيجيًا مهمًا، وهو ما قد يعيد
رسم توازن القوى في الشرق الأوسط.
وأشار ريش إلى أن الولايات المتحدة
أمام خيارين، فإما أن تتحرك بسرعة لضمان استقرار سوريا الجديدة بما يخدم مصالحها،
أو تتباطأ في التفاعل، مما قد يمنح روسيا وإيران فرصة لإعادة ترتيب أوراقهما
واستعادة نفوذهما داخل البلاد.
تحفظات أمريكية على الرئيس الانتقالي
أحمد الشرع
رغم تقديم أحمد الشرع، الرئيس
الانتقالي لسوريا، نفسه كزعيم معتدل يسعى لتحقيق الاستقرار، إلا أن ريش أبدى
تحفظات بشأن ماضيه، متهمًا إياه بوجود صلات سابقة مع جماعات متطرفة مثل القاعدة
وداعش في العراق. ومع ذلك، اعترف السيناتور بأن هذه الروابط قد تعود إلى فترة
ماضية، مشيرًا إلى أن تصرفات الشرع المستقبلية ستكون المقياس الحقيقي لمصداقيته،
وليس تاريخه فقط.
شروط أمريكية للتعامل مع سوريا الجديدة
حدد السيناتور الأمريكي أربعة مطالب
رئيسية ينبغي على الحكومة الانتقالية الالتزام بها قبل أن تفكر واشنطن في رفع
العقوبات أو تطوير العلاقات مع دمشق.
أولًا: منع سوريا من أن تصبح منصة
للإرهاب
شدد ريش على ضرورة ضمان ألا تُستخدم
الأراضي السورية كنقطة انطلاق لأي عمليات تستهدف الولايات المتحدة أو حلفاءها في
المنطقة. كما أكد على أهمية إزالة جميع مخزونات الأسلحة الكيميائية التي استخدمها
النظام السابق، باعتبارها تهديدًا خطيرًا للاستقرار الإقليمي والدولي.
ثانيًا: إخراج روسيا وإيران من سوريا
أكد ريش أن الوجود العسكري لكل من
موسكو وطهران داخل الأراضي السورية يجب أن ينتهي بالكامل، مشيرًا إلى أن الولايات
المتحدة لن تتعامل مع حكومة سورية جديدة تحت تأثير النفوذ الروسي أو الإيراني. كما
أعرب عن قلقه بشأن المحادثات الأخيرة بين دمشق وموسكو حول اتفاقيات عسكرية جديدة،
معتبرًا أن هذه التحركات تمثل "إشارة سلبية" تتعارض مع المصالح
الأمريكية.
ثالثًا: تفكيك شبكات المخدرات
اتهم السيناتور الأمريكي النظام السوري
السابق بتحويل سوريا إلى "دولة مخدرات"، مشيرًا إلى أن تجارة الكبتاغون
كانت تشكل مصدرًا رئيسيًا لتمويله. وأكد أن أي خطوة نحو رفع العقوبات يجب أن تكون
مشروطة بإغلاق هذه الشبكات بالكامل، معتبرًا أن استمرار تهريب المخدرات يمثل
تهديدًا أمنيًا للدول المجاورة ولأوروبا.
رابعًا: الكشف عن مصير الأمريكيين
المحتجزين في سوريا
طالب ريش الحكومة الانتقالية السورية
بتقديم معلومات دقيقة حول مصير المختفين الأمريكيين، وعلى رأسهم الصحفي أوستن
تايس، الذي اختفى في سوريا عام 2012. وأكد أن هذا الملف يُعد "أولوية
قصوى" بالنسبة لواشنطن، وأن أي علاقة مستقبلية مع دمشق ستكون مشروطة بالتعاون
الكامل في هذا الجانب.
مخاوف أمريكية من عودة الاستبداد
أعرب السيناتور الأمريكي عن قلق بلاده
من احتمال إعادة إنتاج نظام ديكتاتوري جديد في سوريا، مشيرًا إلى أن الرئيس
الانتقالي أحمد الشرع قرر مؤخرًا حل الدستور وتعيين نفسه رئيسًا لفترة انتقالية
مدتها أربع سنوات، وهو ما يثير مخاوف بشأن نواياه السياسية المستقبلية.
وقال ريش خلال الجلسة:
"السوريون لم يضحوا من أجل إسقاط
نظام قمعي ليجدوا أنفسهم تحت حكم استبدادي آخر. واشنطن لن تدعم حكومة استبدادية
جديدة تهدد أمن الشعب السوري أو مصالح الولايات المتحدة في المنطقة."
العقوبات الأمريكية: تخفيف مشروط وليس
إلغاء فوري
رغم النقاشات التي أثيرت حول إمكانية
تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، وخاصة تلك التي جاءت ضمن قانون قيصر، شدد
السيناتور ريش على أن أي تخفيف سيكون تدريجيًا ومرتبطًا بسلوك الحكومة الانتقالية.
وأوضح:
"لن نرفع العقوبات دفعة واحدة، بل
سنقيّم الخطوات التي تتخذها الحكومة الجديدة، وعندها فقط يمكننا الحديث عن تخفيف
تدريجي للعقوبات."
يأتي هذا الموقف الأمريكي في وقت تشهد
فيه سوريا مرحلة انتقالية غامضة، وسط تحركات إقليمية ودولية متسارعة لمحاولة رسم
ملامح المستقبل السياسي للبلاد، في ظل صراع النفوذ المستمر بين القوى الكبرى.
الحقيقة الدولية - وكالات