وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الخميس 25 -4 -2024 اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات الجامعة العربية تدعو العالم للاعتراف بدولة فلسطين لإنقاذ فرص السلام روسيا تمنع تمرير مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن الدولي حول عدم نشر الأسلحة النووية في الفضاء القسام: استدرجنا قوتين صهيونيتين واوقعناهم بكميني ألغام " البلقاء التطبيقية" تقر خطة النشاطات الرياضية للفصل الثاني 3 وفيات جراء حادث سير مروع بوادي موسى - فيديو "البدور والنوايسة": سيكون هناك 'غربلة ' للأحزاب ولا يمكن إيقاف "الانتخابات" لأنها غير جاهزة نقل نجم المنتخب الأرجنتيني السابق إلى المستشفى قانون التنمية الاجتماعية يدخل حيز التنفيذ من هولندا.. تقرير يشير إلى بديل محتمل لكلوب مدير الدفاع المدني: "سواعد النشامى" محاكاة لتهديدات التغيرات المناخية مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشريتي الظهراوي والنعيمات أرباح "تسلا" تهبط 55% في الربع الأول من العام الملك ينبه من خطورة التصعيد في المنطقة

القسم : بوابة الحقيقة
القدس فوق السياسة.. وليست قضية جانبية
نشر بتاريخ : 12/24/2017 1:34:45 PM
راسم عبيدات

بقلم: راسم عبيدات

نعم يجب ان تكون  القدس عاصمة العواصم برمزيتها الدينية والوطنية السياسية والتاريخية والحضارية والإنسانية، وان تبقى فوق الخلافات والتجاذبات والمحاور العربية العربية والإسلامية، ونرى بأن تتعرض له القدس في ظل عصر البلطجة الأمريكية،  وقرار رئيسها المتصهين ترامب بإعتبارها عاصمة لدولة الإحتلال، أن يحدث صدمة وصحوة كبيرة عند صناع القرار العربي والإسلامي، لتحقيق مصالحات عربية-عربية وعربية - إسلامية، فالإستهداف الأمريكي- الصهيوني، لن يترك أحد، ولذلك نحن ندرك تماماً بأن هناك ضغوط كبيرة مورست وتمارس على القيادتين الأردنية والفلسطينية للتخلي عن مدينة القدس ورعاية الأماكن المقدسة والقبول بأبا ديس عاصمة لكيان فلسطيني هزيل، حيث طلب بعض العرب من القيادتين الأردنية والفلسطينية عدم الذهاب الى قمة التعاون الإسلامي في اسطنبول، او تخفيض تمثيلها في حضور تلك القمة، وكذلك مارست دولاً عربية ضغوطاً كبيرة على الرئيس عباس، للقبول بأبا ديس عاصمة للدولة الفلسطينية، والتخلي عن القدس مقابل إغراءات مادية كبيرة، عشرة مليار دولار امريكي، ولا ننسى ان البعض العربي هذا، يسعى الى سحب الوصاية والرعاية الأردنية عن  وللأماكن المقدسة وفي المقدمة منها المسجد الأقصى،  وكذلك العمل على تهميش دور الأردن سواء في ما يسمى بصفقة القرن والمفاوضات والملف السوري، وزيادة ازمتها الاقتصادية، بعدم تقديم مساعدات مالية لها، ونحن نتذكر جيداً في هبة باب الإسباط بأن بعض الأطراف العربية أجرت اتصالاتها مع دولة الإحتلال بعيداً عن الأردن، طامحة في رعاية الأماكن المقدسة والأقصى كبديل للرعاية والوصاية الأردنية.

القيادتان الفلسطينية والأردنية، بعد التصويت في الجمعية العامة ضد القرار الأمريكي، ستواجهان ضغوطاً كبيرة، فالأردن مهدد بقطع او تخفيض المساعدة المالية الأمريكية عنه، وإمكانية تحوله للوطن البديل بطرد المزيد من اللاجئين الفلسطينيين اليه من أكثر من دولة، وقد عقدت مؤتمرات لهذا الغرض، أشركت فيها شخصيات أردنية ومن أصول أردنية سياسية واكاديمية، والقيادة الفلسطينية،  في الوقت التي كانت ترفض فيه مقابلة مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي المتطرف، على خلفية القرار الأمريكي بإعتبار القدس عاصمة لدولة الإحتلال، كانت هناك شخصيات فلسطينية اقتصادية وسياسية، تجري معها الحكومة الأمريكية اتصالات حثيثة، لحثها على تشكيل قيادة بديلة، تقبل بالحل والمشروع الأمريكي، معيدة استنساخ مشروع روابط القرى الذي قبره شعبنا الفلسطيني.

ولذلك نرى بأن هناك تطورات جداً خطرة قادمة، مستهدفة الأردن وفلسطين، وبالتالي آن الاوان لكلا الطرفين ضرورة التحرك خارج إطار ما يسمى بالمحور العربي السني المتلفع بالعباءة الأمريكية، فقضية القدس تحتاج الى توحيد كل الجهود العربية والإسلامية، ولذلك نحن ندعم وبقوة، تحرك أردني - فلسطيني نحو تركيا وايران وسوريا والعراق وروسيا والصين، لإيجاد مظلة داعمه لموقفيهما، فيما يتعلق بقضية القدس، وما يحاك من مؤامرات ضدهما، وواضح انها لا تستهدف قضية القدس فقط، بل الأردن وفلسطين في دائرة الإستهداف لمشاريع ومخططات أمريكية - اسرائيلية مشبوهة قادمة.

في ذروة المعركة والإشتباك  والمواجهة الفلسطينية والعربية والإسلامية والعالمية مع أمريكا ودولة الكيان الصهيوني حول القرار الأمريكي بإعتبار القدس عاصمة لدولة الإحتلإل خرج علينا البعض العربي بتغريدات يريد من خلالها، ان يثبت انه صهيونياً ومكابياً، اكثر من الصهاينة انفسهم، فكأن البعض العربي هذا، نتيجة لحالة الذعر والإنهيار التي يعاني منها، يصل الى مرحلة فقدان التوازن، وتشل قدرته على التفكير، ونحن ندرك بأن هذه الدول، هي مستدخلة لثقافة الهزيمة و"الإستنعاج" في منطقتنا العربية، وهي بتغريداتها ووفودها التطبيعية القادمة للقدس وغزة، تحت مسميات حوار الأديان، والتي إهتمت بامرها جماهيرنا الفلسطينية جيداً، وقالت لها القدس وفلسطين ليستا للبيع، ولا جسور تواصل مع عدو يحتل أرض فلسطين ويهودها، وقدسها لن تتلقح بغير لغة الضاد، ولن تقبل بالتطبيع  العربي مع دولة الإحتلال على حساب حقوق شعبنا الفلسطيني.

فقط هي حالة الإنهيار والخوف والجبن، هي من دفعت وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة للقول قبيل التصويت على القرار الفلسطيني المقدم للجمعية العامة، حول إبطال وإلغاء قرار الرئيس الأمريكي بإعتبار القدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال، ورفض أي تغيير وتشويه لطابعها التاريخي والقانوني، بأنه يتوجب علينا كعرب ومسلمين تفادي المعارك الجانبية مع واشنطن، والمقصود هنا معركة القدس والأقصى والمقدسات، والرعاية الأردنية والوضعين القانوني والتاريخي للمدينة، والتركزي بدلاً من ذلك على توثيق علاقات ما يسمى بالمحور السني العربي" عرب أمريكا" ، او ما يكنون انفسهم بعرب الإعتدال"الإعتلال" مع أمريكا لمواجهة ومحاربة العدو المشترك ايران، والتي حسب زعمه وزعم غيره من الزعامات والمشيخات الخليجية، تقود الإرهاب وزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة.

أن ترتعد فرائصك يا وزير خارجية البحرين، وان لا تريد أن تعمل انت وبلدك لمصلحة فلسطين والقدس والقضايا العربية، فنحن ندرك بأنه ناتج عن عقدة "الإرتعاش" السياسي المستديمة في التعامل مع أمريكا، ونحن ننصحك بان تأخذ شيئا من جينات الشجاعة من قادة العديد من دول أمريكا اللاتينية كموراليس البوليفي وماودرو الفنزويلي، فهؤلاء هم عرب أقحاح من صلب عدنان وقحطان، اما انت وامثالك فنشك في نسبكم وانتماءكم للعروبة.وتغريدتك هذه وقدوم وفد بلادك للقدس وغزة في ذروة الإشتباك والمواجهة العربية – الإسلامية وفي المقدمة منها الفلسطينية والأردنية مع المشروع الأمريكي المهود للقدس والمغير لطابعها القانوني والتاريخي،  يجعلنا نضع كثير من علامات الإستفهام والشكوك حول مثل هذا السلوك والتصريحات.

أريدك ان تعلم يا معالي وزير البحرين، بان أمريكا ومن قبلها بريطانيا وغيرهما من الدول الإستعمارية، قالت بشكل واضح والتاريخ يعلم، بانه لا صداقات دائمة لديها في المنطقة، بل مصالح دائمة، ولعل قضايا اكراد العراق وقبلهم حلفائها من قادة العديد من الأنظمة العربية، أسدلت عليهم أمريكا الستار ولم تلتفت لمصيرهم، بعد استنفاذ صلاحيتهم، وانت ودولتك، لن تكون بالإستثناء لأمريكا، فمع انتهاء الصلاحية ستجد نفسك على قارعة الطريق.

القدس،  ليس معركة جانبية يا معالي الوزير... القدس عاصمة العواصم ودرتها وتاجها، وهي كانت وستبقى عربية – إسلامية – مسيحية ... إن كنت لا تكترث لأمرها من منظور ديني أو قومي،  فذاك شأنك،  ولكن دع غيرك يهتم بأمرها.

 تاكد تماماً يا معالي الوزير، انت والعديد من العرب الذين يستعجلون التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، ويريدون نقله من مرحلة العشق السري الى الزواج العلني وعلى رؤوس الأشهاد، كما يريد رئيس وزراء الإحتلال نتنياهو،  فلا القدس،  ولا فلسطين،   يمكن أن تكونا القربان على مذبح التقرب من واشنطن وكسب ود نتنياهو وبينت وليبرمان ... ومن يريد أن يتصدى لإيران فله ذلك،  وثمة حدود مفتوحة معها،  وهي على مرمى حجر على أية حال،  وليس ثمة من داع لمد اليد إلى حقوق الفلسطينيين ومقدساتهم وعاصمتهم،  لتقديمها "أضحية" على مذبح التزلف والتقرب.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023