ولي العهد يحذر من خطورة الإجراءات "الإسرائيلية" الأحادية في تقويض السلام الوحدات يخسر من المحرق البحريني برباعية نظيفة في دوري أبطال آسيا 2 إربد .. هل يحسم القضاء اشكالية مشروع "حسبة الجورة" ؟ ترحيب عربي ودولي واسع بخارطة الطريق الأردنية السورية الأميركية بشأن السويداء ايمن هزاع المجالي: زيارة الأمير تميم تعكس عمق العلاقات الأردنية القطرية - فيديو الزعبي: المال السياسي شوّه الحياة النيابية وشراء الأصوات أضعف ثقة الأردنيين بالبرلمان - فيديو مجزرة جديدة.. عشرات الشهداء باستهداف الاحتلال مدينة غزة مبابي يكشف سر فوز ريال مدريد على مارسيليا إيزاك ينضم لقائمة ليفربول أمام أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا الفيدرالي الأمريكي يخفض الفائدة لأول مرة في 2025 علي السنيد يكتب : مستشارية العشائر والدور المنشود الاردن يدين قيام جمهورية فيجي بفتح سفارة لها في القدس المحتلة فريق طبي أردني ينقذ شاباً فلسطينيا تعرض لإصابة قاتلة من مستوطنين ورشة توعوية حول الآثار السلبية للإدمان والمخدرات في جرش مديرية شباب البترا تعقد لقاءً مع أصحاب المبادرات والمشاريع الصغيرة
القسم : مقالات مختاره
لم تنته القصة في القدس
نشر بتاريخ : 12/24/2017 11:56:31 AM
ماهر ابو طير



ماهر ابو طير

الجمعية العامة للامم المتحدة اتخذت قرارات سابقة، لصالح فلسطين، والتصويت الاخير الذي يحمل مضمونا ضد القرار الاميركي بنقل السفارة الاميركية الى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، يوجه صفعة سياسية الى واشنطن وتل ابيب معا، لكنه غير ملزم نهاية المطاف لاحد.

هذا امر معروف، اذ ان قوة القرار اخلاقية فقط، وليست ملزمة لواشنطن التي قد تمضي حتى النهاية في قرارها، مما يعني ان السؤال الاهم الواجب طرحه هذه الايام، ماذا لدى العرب بعد هذا التصويت، حتى لا نبقى في حالة ابتهاج غير منتجة، باعتبار ان هذا انتصار كبير ضد واشنطن وتل ابيب؟!.

حين تتسرب معلومات حول نية واشنطن مواصلة التحدي عبر الاعلان لاحقا عن اعتراف واشنطن، بيهودية اسرائيل، واعتبار مستوطنات القدس، شرعية، وشطب حق العودة فعليا، بما يعنيه ذلك، من توطين للفلسطينيين في الدول التي يقيمون فيها، وما يعنيه اعتراف واشنطن بيهودية اسرائيل، على صعيد الفلسطينيين في فلسطين المحتلة عام 48، فان علينا ان نعرف اننا امام معركة كبيرة، ومازلنا في مشكلة وازمة اكثر تعمقا، مما يظنه كثيرون، خصوصا، اولئك الذين يحتفلون بتصويت الجمعية العامة للامم المتحدة، بشأن القدس.

الكارثة التي اشير اليها مرارا، ان ردود الفعل العربية لم تتذكر القدس، الا بعد خطاب ترمب يوم السادس من كانون الاول الحالي، برغم اننا شهدنا على مدى اكثر من ستين عاما، عملية بطيئة ومتدرجة لتحويل القدس، من مدينة عربية اسلامية، الى مدينة يهودية، ولم يتلفت احد الى كل مشاريع تهويد الهوية، وطمس الملامح العربية والاسلامية، التي وصلت حد نبش قبور الصحابة، وج وجرفها، ومرت ببناء المستوطنات والكنس، والحفر تحت المسجد الاقصى، وغير ذلك من عمليات جرت تدريجيا، لتحويلها الى مدينة يهودية، وطمس هويتها الاصلية.

كل هذا لم يتسبب بأغضاب العرب، ولم يستيقظوا الا بعد خطاب ترمب، فيما الخطوات الفعلية وعلى ارض الواقع بحق المدينة المحتلة، كانت اخطر بكثير جدا، من اعتراف واشنطن الاخير.

في كل الاحوال لابد ان يشار هنا الى ان المأزق اليوم، يبلغ ذروته، فحتى الذين يتنازلون فعليا ويقولون أن القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، قابلين ضمنيا بالقدس الغربية عاصمة لاسرائيل، لايقرأوون مايقوله رئيس الحكومة الاسرائيلية ان «القدس الموحدة» هي عاصمة اسرائيل، اي ان حتى تنازلنا عن نصف القدس، لاتقبله اسرائيل، وهذه مفارقة نضعها امام الذين يظنون ان ماقاله ترمب بشأن مساحة القدس سوف يتم تحديدها في الحل النهائي، وبعد اطلاق وصفة الحل الاميركي المنتظرة منذ دهر وأكثر، وهذا يعني نهاية المطاف ان جدولة ازمة القدس، بالهروب والحديث عن قدس شرقية متاحة للعرب، جدولة للخيال والوهم، واضاعة للوقت.

المشكلة، ليست مشكلة القدس وحسب، وهذا ما تريده اسرائيل اي ان نبقى اسارى لملفات محددة، لان اصل المشكلة هي احتلال كل فلسطين، وتشريد الملايين، وادعاء ملكية وطن، واقامة دولة عدوة وسط مليار ونصف مليار عربي ومسلم، وبدون العودة الى تعريفات المشكلة الاساس، ومساواة القدس بيافا وعكا وحيفا، والعودة الى المطالب الاساس، اي استرداد كل فلسطين، حتى في ظل هذا الزمن الصعب، نكون فعليا، قد اضعنا كل شيء، وتم استدراجنا الى الدوائر الاصغر ثم الاصغر على صعيد المطالبات، بشأن قضية تعد قضية عربية واسلامية وعالمية.
يبقى السؤال: ماذا بعد حفلات الابتهاج بتصويت الجمعية العامة للامم المتحدة، خصوصا، مع التسريبات عن قرارات اميركية جديدة متوقعة، من باب الثأر والانتقام، بعد التصويت، ومن باب دعم اسرائيل بمزيد من القرارات التي تضع واشنطن في خانة العداوة المشهرة مع هذه المنطقة. هذا هو السؤال.

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025