الاحتلال يعتقل 7 فلسطينيين في الخليل ويقيم حواجز عسكرية إصابات خطيرة خلال اقتحام الاحتلال لنابلس عدوان الاحتلال على طولكرم يتواصل لليوم الـ66.. دمار واسع واعتقالات ارتفاع غرام الذهب إلى 63 دينارا الاحتلال يهدم منشآت فلسطينية في عناتا جرش.. لقاء حواري في بليلا حول الرؤية الملكية للتحديث السياسي الإرهابي المتطرف بن غفير يقود اقتحام المستعمرين للأقصى بحراسة مشددة قوات الاحتلال تقتحم مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم عدوان الاحتلال على جنين يتواصل لليوم الـ72.. دمار واسع ونزوح جماعي قوات الاحتلال تهدم بركسا للخيول في القدس المحتلة لبنان يتلقى إشارات "غير مطمئنة" بتصعيد صهيوني وشيك ارتفاع مأساوي لضحايا زلزال ميانمار.. 2886 قتيلاً و4639 مصابًا الأمم المتحدة ترفض ادعاء الاحتلال بوفرة الغذاء في غزة: "سخافة مطلقة" الصين تطلق مناورات عسكرية واسعة في مضيق تايوان.. وتحذيرات أمريكية من "العدوان" 21 شهيدًا في غارات متواصلة لجيش الاحتلال على غزة

القسم : مقالات مختاره
لم تنته القصة في القدس
نشر بتاريخ : 12/24/2017 11:56:31 AM
ماهر ابو طير



ماهر ابو طير

الجمعية العامة للامم المتحدة اتخذت قرارات سابقة، لصالح فلسطين، والتصويت الاخير الذي يحمل مضمونا ضد القرار الاميركي بنقل السفارة الاميركية الى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، يوجه صفعة سياسية الى واشنطن وتل ابيب معا، لكنه غير ملزم نهاية المطاف لاحد.

هذا امر معروف، اذ ان قوة القرار اخلاقية فقط، وليست ملزمة لواشنطن التي قد تمضي حتى النهاية في قرارها، مما يعني ان السؤال الاهم الواجب طرحه هذه الايام، ماذا لدى العرب بعد هذا التصويت، حتى لا نبقى في حالة ابتهاج غير منتجة، باعتبار ان هذا انتصار كبير ضد واشنطن وتل ابيب؟!.

حين تتسرب معلومات حول نية واشنطن مواصلة التحدي عبر الاعلان لاحقا عن اعتراف واشنطن، بيهودية اسرائيل، واعتبار مستوطنات القدس، شرعية، وشطب حق العودة فعليا، بما يعنيه ذلك، من توطين للفلسطينيين في الدول التي يقيمون فيها، وما يعنيه اعتراف واشنطن بيهودية اسرائيل، على صعيد الفلسطينيين في فلسطين المحتلة عام 48، فان علينا ان نعرف اننا امام معركة كبيرة، ومازلنا في مشكلة وازمة اكثر تعمقا، مما يظنه كثيرون، خصوصا، اولئك الذين يحتفلون بتصويت الجمعية العامة للامم المتحدة، بشأن القدس.

الكارثة التي اشير اليها مرارا، ان ردود الفعل العربية لم تتذكر القدس، الا بعد خطاب ترمب يوم السادس من كانون الاول الحالي، برغم اننا شهدنا على مدى اكثر من ستين عاما، عملية بطيئة ومتدرجة لتحويل القدس، من مدينة عربية اسلامية، الى مدينة يهودية، ولم يتلفت احد الى كل مشاريع تهويد الهوية، وطمس الملامح العربية والاسلامية، التي وصلت حد نبش قبور الصحابة، وج وجرفها، ومرت ببناء المستوطنات والكنس، والحفر تحت المسجد الاقصى، وغير ذلك من عمليات جرت تدريجيا، لتحويلها الى مدينة يهودية، وطمس هويتها الاصلية.

كل هذا لم يتسبب بأغضاب العرب، ولم يستيقظوا الا بعد خطاب ترمب، فيما الخطوات الفعلية وعلى ارض الواقع بحق المدينة المحتلة، كانت اخطر بكثير جدا، من اعتراف واشنطن الاخير.

في كل الاحوال لابد ان يشار هنا الى ان المأزق اليوم، يبلغ ذروته، فحتى الذين يتنازلون فعليا ويقولون أن القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، قابلين ضمنيا بالقدس الغربية عاصمة لاسرائيل، لايقرأوون مايقوله رئيس الحكومة الاسرائيلية ان «القدس الموحدة» هي عاصمة اسرائيل، اي ان حتى تنازلنا عن نصف القدس، لاتقبله اسرائيل، وهذه مفارقة نضعها امام الذين يظنون ان ماقاله ترمب بشأن مساحة القدس سوف يتم تحديدها في الحل النهائي، وبعد اطلاق وصفة الحل الاميركي المنتظرة منذ دهر وأكثر، وهذا يعني نهاية المطاف ان جدولة ازمة القدس، بالهروب والحديث عن قدس شرقية متاحة للعرب، جدولة للخيال والوهم، واضاعة للوقت.

المشكلة، ليست مشكلة القدس وحسب، وهذا ما تريده اسرائيل اي ان نبقى اسارى لملفات محددة، لان اصل المشكلة هي احتلال كل فلسطين، وتشريد الملايين، وادعاء ملكية وطن، واقامة دولة عدوة وسط مليار ونصف مليار عربي ومسلم، وبدون العودة الى تعريفات المشكلة الاساس، ومساواة القدس بيافا وعكا وحيفا، والعودة الى المطالب الاساس، اي استرداد كل فلسطين، حتى في ظل هذا الزمن الصعب، نكون فعليا، قد اضعنا كل شيء، وتم استدراجنا الى الدوائر الاصغر ثم الاصغر على صعيد المطالبات، بشأن قضية تعد قضية عربية واسلامية وعالمية.
يبقى السؤال: ماذا بعد حفلات الابتهاج بتصويت الجمعية العامة للامم المتحدة، خصوصا، مع التسريبات عن قرارات اميركية جديدة متوقعة، من باب الثأر والانتقام، بعد التصويت، ومن باب دعم اسرائيل بمزيد من القرارات التي تضع واشنطن في خانة العداوة المشهرة مع هذه المنطقة. هذا هو السؤال.

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023