جامعة مؤتة: نشرع أبوابنا للأشقاء العُمانيين للاستفادة من برامجنا الأكاديمية "مكافحة الأوبئة”: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا الأشغال: بدء أعمال مشروع صيانة تأهيل طريق جرش-المفرق يوم السبت مواطنون : المقاعد الحزبية بمجلس النواب يمكن أن تشكل تمثيل أكثر فاعلية – تقرير تلفزيوني العبداللات: الأردن أنجز مراحل مناقشة الاستعراض تمهيدا للاعتماد في مجلس حقوق الإنسان – تقرير تلفزيوني الذكرى الثلاثون لوفاة الملكة زين الشرف ارتفاع الفاتورة النفطية للأردن بنسبة 4.9% خلال شهرين التنمية الفلسطينية تبدأ صرف مساعدات لأيتام غزة بالتعاون مع الأردن قرار بتوقيف محكوم "غَسل أموال" اختلس مليون دينار الجيش ينفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي في خان يونس على مدار 5 أيام الهلال الأحمر: لا توجد بيئة صالحة للحياة في قطاع غزة تشافي سيبقى في منصبه مدربا لبرشلونة مباراتان بدوري المحترفين الجمعة

القسم : بوابة الحقيقة
صراع المصالح في دير الزور
نشر بتاريخ : 10/21/2017 4:23:51 PM
د هايل ودعان الدعجة


بقلم: د. هايل ودعان الدعجة

مع اقتراب هزيمة التنظيمات الإرهابية في سورية ، والانعطاف بالازمة السورية الى مسار الحلول السياسية ، بعد طرد تنظيم داعش من الرقة من قبل قوات سورية الديمقراطية ( قسد ) ، ومحاصرته وتشديد الخناق عليه في أخر معاقله  في دير الزور من قبل قسد وقوات النظام السوري والفصائل الحليفة ، ومحاصرة هيئة تحرير الشام ( ومنها جبهة فتح الشام / النصرة سابقا ) في ادلب من قبل فصائل المعارضة ، يلاحظ بان هذه الأطراف السورية التي تقوم بالعمليات العسكرية ، أنما تسير وفق خطوط عملياتية مرسومة لها من قبل أطراف دولية ( وإقليمية أحيانا ) لها مصالحها التي تسعى لتحقيقها بهذه الأدوات الداخلية . مع التمهيد لذلك بتسهيل مهمة التنظيمات الإرهابية بالسيطرة على المناطق المستهدفة ، وانتقالها من منطقة الى أخرى من خلال ممرات أمنة يتم تأمينها عبر عقد اتفاقات وصفقات ، حيث جرى تسهيل انتقالها من الحدود السورية اللبنانية الى أدلب ودير الزور ، ومن العراق الى سورية ، ومن جنوب دمشق الى الرقة ، ومنها الى دير الزور وهكذا . في إشارة الى وجود تفاهمات بين الأطراف الدولية ممثلة بروسيا والولايات المتحدة على تقاسم النفوذ في سورية ، والاتفاق على مستقبلها السياسي ، كما تعكسه تحركات القوى والفصائل السورية العسكرية حسب ما هو مخطط لها . الامر الذي يمكن ان يستدل عليه في اتفاق الطرفين على توزيع مناطق النفوذ على جانبي نهر الفرات ، بحيث تكون سيطرة قوات سورية الديمقراطية المدعومة من اميركا على منطقة الجزيرة شرق النهر ، وان تكون سيطرة قوات النظام السوري المدعومة من روسيا على منطقة الشامية غرب النهر .

 الامر الذي يمكن اسقاط نتائجه على ما يحدث هذه الأيام من صراع روسي أميركي ، وبادوات سورية داخلية في أخر معاقل تنظيم داعش في محافظة دير الزور ، لتحقيق مصالح استراتيجية وخلق وقائع سياسية وميدانية كأوراق تفاوضية على مستقبل سورية في هذه المحافظة ، الاغنى في انتاج النفط والغاز ( تمتلك 40% من الثروة النفطية) وبالثروات الطبيعية والمحاصيل الزراعية ، حيث تعتبر سلة الغذاء السورية . اضافة الى موقعها الجغرافي الاستراتيجي بين سورية والعراق ، وتحديدا على طريق مشروع ايران البري الذي تسعى من خلاله الى ربط حدودها بلبنان والبحر المتوسط عبر الأراضي السورية والعراقية ، وهو ما تحاول أميركا منعه وعرقلته من خلال تثبيت قواعدها العسكرية والتموضع في المناطق الشرقية لدير الزور وصولا الى الميادين والبوكمال . كذلك فانها تحرص على التواجد في منطقة الجزيرة الفراتية لثرواتها ومتاخمتها لمناطق الاكراد ، الذين تسعى الى دعمهم ومساعدتهم في إقامة دويلة كردية للضغط على تركيا وتعزيز تواجدها في شمال سورية . وهو ما تحاول روسيا أفشاله انتصارا لحليفها النظام السوري ، ولتفاهماتها مع تركيا لمنع تواجد العناصر الكردية في المنطقة الشمالية .

 كذلك فان روسيا تسعى من وراء تعزيز حضورها ونفوذها في دير الزور من خلال قوات النظام السوري الى وضع موطئ قدم لها في المياه الدافئة ، وتحقيق مكاسب اقتصادية والسيطرة على حقول النفط ، الى جانب تحقيق مكاسب جيو سياسية وجيو استراتيجية لتقوية موقفها التفاوضي على مستقبل سورية لصالح النظام السوري . في إشارة الى ان ما تقوم به القوات المحلية والإقليمية والدولية من عمليات عسكرية في دير الزور ، ان كانت في ظاهرها تهدف الى محاربة داعش ، الا انها في الواقع تنطوي على تحقيق مصالح ومكاسب اقتصادية وسياسية وميدانية تهدف الى تعزيز مناطق النفوذ الأميركية والروسية في المنطقة .
 
 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023