وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الخميس 18 – 4- 2024 اعتصام أمام البرلمان البريطاني للمطالبة بوقف تصدير السلاح ل"إسرائيل" 7200 جريح "إسرائيلي" احتاجوا للتأهيل منذ بداية الحرب إعلام غزة: 520 شهيدا في اقتحام الاحتلال لمخيم النصيرات رئيس الإمارات يوجه بدراسة سريعة للبنية التحتية بالدولة ودعم متضرري الأمطار مفوض "أونروا": الهجوم ضد الوكالة هدفه تجريد اللاجئين الفلسطينيين من صفة اللجوء وزير الخارجية: "إسرائيل" تقود حملة ضد "أونروا" قبل 7 أكتوبر الماضي فرسان التغيير في الاغوار الجنوبيه تطلق الحملة الوطنية للتبرع بالدم لأجل فلسطين "دمنا دمكم" البرلمان العربي: القضية الفلسطينية تتعرض لمحاولات تصفية ممنهجة ومتعمدة غارات إحتلالية على البقاع اللبناني إغلاق ميناء نويبع البحري بسبب سوء الأحوال الجوية بيربوك تدعو إلى وقف التصعيد في الشرق الأوسط أحمد أبو السعود أول لاعب جمباز أردني يتأهل إلى الأولمبياد الشرفات : على الدولة ان تأخذ بأدواتها القضائية حيال الممارسات التي تعمل على تجيّش الشارع - فيديو مشروع قانون في مجلس النواب الأميركي يقترح تقديم 26.38 مليار دولار ل"إسرائيل"

القسم : بوابة الحقيقة
ما للعشائر وتعثر الحكومات؟؟
نشر بتاريخ : 10/15/2017 5:36:48 PM
راتب عبابنه


بقلم: راتب عبابنه

الأردن الدولة قامت على نبض العشائر والعشائر كانت دائما موضع احترام عند الحسين طيب الله ثراه كما هي عند خلفه الملك عبدالله. وذلك من الثوابت التي عهدناها بالهاشميين وهم من أشرف القبائل.

نغوص بالمحيط العشائري الأردني مستغربين من دولة فيصل الفايز وهو ينسب الفشل بالإصلاح للعشائرية وهو ابن عشيرة من صفوة عشائرنا. والعشائرية بمفهومها الحديث ليست القبلية بمفهومها العربي القديم. البعض ينفر من العشائرية وبذهنه القبلية الجاهلية. وهي أداة بناء لا هدم وتقوم بالإصلاح الإجتماعي وهي التي شكلت نواة الدولة عند قدوم الملك المؤسس. وقد لمس الجميع دورها الإيجابي والبناء على مر السنين.

معالي ليلى شرف يوما حاولت التصدي للعشائرية وكتبت الصحف الكثير محاولة طمس أو التقليل من شأن ودور العشائر الريادي. وبعدها انبرى الحسين طيب الذكر بأحد خطاباته ليفاخر ببني هاشم أهله وعشيرته وكانت رسالة واضحة بأن العشائرية باقية ولا مجال لتحقيق ما كان يدور من محاولات لطمسها وإلغاء دورها. وقد كان لابن هاشم ما صدح به.

هناك قضايا يصعب على القانون معالجتها والخروج بنتائج مرضية. لكن الأعراف العشائرية تكفل توفير الحل خاصة بحالات القتل سواء العمد أو الصدفة. وكذلك بحال الحوادث والإصابات والتأذي، وبحالات الخلافات بين الأفراد والجماعات وغيرها من القضايا التي تعالجها القوانين العشائرية.

سياسيا، كانت العشائر عامل استقرار وقوة للدولة والنظام، إذ وقفت وذادت وأعانت على حماية الوطن والنظام السياسي بوقت عسير كان يرسم للإطاحة بالوطن ومعه النظام الذي قدر وأظهر قربه للعشائر بشتى الوسائل لقناعة راسخ لديه بأن العشائر ركائز إن كانت صلبة فللوطن وإن ضعفت ضعف الوطن. هذا الإدراك لم يكن نظريا، بل عملي أحسسناه ولمسناه مثلما لمسه المرحوم عاكف الفايز وحابس المجالي ووصفي التل وغيرهم ممن آمنوا من العشائر بأن الوطن والنظام صنوان لا ينفصلان.

فالعشائر رديف للأمن ومساعد له بحل الكثير من المعضلات ما يظهر منها للعلن وما لا يعلن عنها للملأ. لكن يبدو لنا أن البحث جارٍ عن تحميل أسباب فشل وعجز الحكومات للشعب ممثلا بالعشائر. لا نؤمن بما أدلى به دولة الفايز أنه جاء عن قناعة شخصية بقدر ما هو رسول ينقل ما طلب منه واختياره لهذا الأمر يحمل رسائل كثيرة. فهو خليفة أبيه شيخ بني صخر فعندما تأتي الرسالة من مثله تكون ذات وقع ألطف من أن تأتي ممن لا يتحلى بمواصفاته. فقد خيب أملنا وصدمنا وهو  يحاول سلخ نفسه وسلخنا عن حواضننا التي وقتنا ووقَتِ الوطن من العديد من المخاطر.

عندما بيعت روافد الخزينة وخصخصت الشركات والمقدرات وصارت بمثابة أدوات استعمارية، هل للعشائر دور بذلك؟؟ عندما تفشى الفساد والعجز أصاب الخزينة ورفع المديونية بمعدل مليار سنويا، هل العشائر شاركت بذلك؟؟ عندما تمتد يد أحدهم للمال العام ولا يحاسب، من المسؤول ومن يعلم عنه قبل الآخر العشائر أم الحكومة؟؟ من بيده منع السارق من السرقة العشائر أم الحكومة؟؟ وبعد تفاقم الأمور وتعدد وسائل التواصل وانكشاف المستور الذي رأيتموه ولم تعالجوه، نبهكم الشعب وصرخ ليسمعكم صوته ولم تكترثوا واستمر الحال السيء بالنمو حتى أوصلتمونا لنفق مسدود. وضعتمونا بين المطرقة والسندان والوطن كان شفيعا وها أنتم الآن تعملون على تفريغنا من هويتنا وتنزعون هويتنا عنا وتبررون عجزكم وضعفكم بوقوف العشائر بوجه إصلاحكم.

أي إصلاح هذا يا دولة رئيس مجلس الأعيان الأردني يا ابن الأردن ويا ابن القبيلة التي بثقلها وإرثها أوصلتكم لموقعكم وهناك مثلكم الكثير لكن لم نسمع من أحدهم ما سمعناه من دولتك. والله دولتك قد صدمتنا وتكاد تكون سابقة على مستوى العالم أن ينسب مسؤول كبير بحجم دولتك فشل وعجز وضعف الحكومات للشعب. نفاذ القانون بتطبيقه بعدالة بعيدا عن الواسطة والمحسوبية والشللية لا يجعل لقولك هذا أي مبرر. لو كان العدل والمساواة محققان، هل لنا أن نشكو ونتألم؟؟ واعلم أن ما أدليت به دولتك قد نال من شعبيتك وبدأ الناس يصنفوك بقائمة لم نكن نرضى بها وأنت م عشيرة ذات تاريخ مجيد ومواقف نبيلة.

عندما تقرروا وتقوننوا وتفرضوا من وراء حجب هل كانت العشائر شريككم؟؟

ربّ قائل أن عشيرة ما تنتصر لابنها إذا اتهم بفساد أو جرم معين، لا نختلف بذلك، لكن السبب هو الإنتقائية وعدم إنفاذ القانون على الجميع رغم أن جلالة الملك قالها مرات عديدة بأن لا أحد فوق القانون والقصور بالتطبيق والتنفيذ من الحكومات.

ولإبن العشيرة نقول مجتمعنا عشائري سيدي وليس من السهل إزاحة هذه الصفة عن المجتمع الأردني. وهل هي بداية حرب على العشائر وتمهيد لما يتبع أم هي إشغال وتلهية أم جس نبض لردة الفعل أم تغطية للأداء الضعيف للحكومات وخاصة الحالية؟؟ ربما أحدها وربما جميعها.

وللحقيقة لم نلمس منكم محاولة إصلاح جدية ننسبها لكم. والإصلاح يعني عكس الخطأ والخلل والعطب وتلك صفات سيطرت على أداء الحكومات، فهل حاولتم محاسبة من تسببوا بذلك أم أخرجتموهم من دائرة المحاسبة وها هم ينعمون بما غرفت أيديهم من أموال الوطن؟؟ 

العشائر حاجزا أمام مصالحها؟؟ وإن تحققت التنمية بما فيها إطلاق مشاريع وخدمات وإنجازات فجميعها تنسب للحكومة وتبدأ بالتفاخر بها وتمن بها على العشائر التي عشيرتك جزء منها، أليس كذلك؟؟ أما عجز وفشل وتغول واستقواء واستهتار الحكومات بالمواطن فينسب للعشائر التي تكوّن الشعب!!! مفارقة عجيبة وتنكر للواقع وهروب من الحقيقة!!!

ربما جزء ليس بالبسيط لن يرضى من طرحنا هذا، لكنه الواقع والمحسوس والذي دأبنا عليه ردحا من الزمن. وآحر قولي أن العشائر هي الركيزة الداعمة لاستقرار الوطن ونمائه وأمنه وأمانه، وهنا لا نقلل من دور قواتنا المسلحة ورجال أمننا ودركنا ومخابراتنا واحترافيتهم وجهودهم المباركة بالسهر والعمل لمنع كل ما يمكن أن ينال من الوطن وهم جميعا أبناء عشائر وليسوا أبناء مسؤولين. لهم منا كل الإحترام والتقدير نفخر بهم ونرفع قبعاتنا لهم إجلالا وتبجيلا.

حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023