انتهاء موسم نجم تشيلسي انقلب السحر على الساحر.. قوة جيسوس تتحول لنقطة ضعف الهلال "مستقلة للانتخاب" : مستعدون للانتخابات .."الشؤون السياسيه" : المجلس القادم فرصة للأحزاب - فيديو الصحة العالمية: 57% من أطفال أوروبا بعمر 15 عاما شربوا الخمر مرة على الأقل أدوية الحموضة تزيد احتمالات الصداع النصفي 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة البريزات يلقي كلمة أعضاء الفدرالية العالمية لمدن السياحة في نيوزلندا. مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي قبيلة بني حميدة الفرايه من جرش يؤكد على أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية "تنظيم الاتصالات” تتخذ تدابير لإيقاف التشويش في نظام “GPS” الملك والرئيس الفرنسي يبحثان هاتفيا التطورات الراهنة رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدين من رابطة الفنانين التشكيليين والتقدم الأكاديمي التربوي مركز صحي خريبة السوق الشامل يحصل على شهادة الامتياز لتغذية الأمهات والرضع وصغار الأطفال جامعة مؤتة: نشرع أبوابنا للأشقاء العُمانيين للاستفادة من برامجنا الأكاديمية "مكافحة الأوبئة”: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا

القسم : بوابة الحقيقة
الدمار الأبيض ...!
نشر بتاريخ : 9/30/2017 12:11:11 AM
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران




بقلم: م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

هو ليس نملاً بمعناه الحقيقي، إنما حشرة كانسة معروفة بحياتها السرية تعتبر من أخطر الحشرات التي تقضي سنوياً على العديد من الأبنية والأثاث والمكتبات والأشجار المعمرة، والقضاء عليها في حال إخترقت جدران البيوت يحتاج لجهد كبير وخطوات معقدة جداً.

ذلك هو "النمل الأبيض" الذي يشعرك إسمه بأنه مخلوق أبيض جميل لطيف، تماماً كاعتقاد كثيرين ممن إطلعوا على منشور لنا على أحد صفحاتنا في مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام قلنا فيه: "أن هناك البعض ممن يحملون بداخلهم بياضاً ناصعاً تماماً كبياض النمل الأبيض"، مما أوحى أن مثل هذه العبارة تحمل مديحاً بينما المقصود معاكس تماماً، خصوصاً وأن "النمل الأبيض" لا يمت للبياض بصلة لا باللون ولا بالفعل المدمر الذي يحدثه.

وهو بذلك يشابه تماماً من يعيشون بيننا في مجتمعاتنا أو ينتمون إليها ببياض ظاهري مصطنع خلف لحية توهمك أن صاحبها يحمل قلباً أبيضاً نقياً طاهراً، أو أعمالاً خيرية ودعوية لاثبات أن صاحبها هو الأنقى على وجه البسيطة، أو مقال يكتب بأجمل الكلمات وكأنه صيغ بماء الذهب، أو خلف تصنع إحداهن الحياء والعفة والدعوة للرشاد أو غير ذلك من أساليب التلون والتصنع وما أكثرها، لنجد بعد ذلك أنه وبمجرد تمكن هؤلاء مما يريدون حتى يبدأون باعمال خناجرهم المسمومة في خاصرة المجتمعات الوادعة المستقرة، وإطلاق حناجرهم المتخمة بالكراهية والفتنة لهدم أساسات المجتمعات الآمنة وضربها في قلب وحدتها وصميم قوتها.

وأمثال هؤلاء ممن يشتركون مع "النمل الأبيض" في الدمار الذي يسببونه بأفعالهم الخبيثة والذي يخفونه خلف أسوار حياة سرية تخفي حقيقة نيتهم الساعية للوصول إلى إحداث "الدمار الأبيض" في مجتمعاتهم وأوطانهم، ذلك الدمار الذي يخترق صفوفنا بثوب ناصع البياض وهو في حقيقته ناراً تحرق كل من يقف أمامها وتسبب له الفناء والهلاك، وهو الذي ينخر أساسات المجتمع ويهدم أعمدته من الداخل ليشكل أكبر الخطر علينا وعلى أهلينا وأوطاننا، وهو ما يؤكد حاجتنا الدائمة للحذر من أمثال هؤلاء والوقوف صفاً واحداً في مواجهتهم ومنعهم من تحقيق مآربهم مع ضرورة الحفاظ على معنى النظر في قلوب من نتعامل معهم قبل النظر إلى مظاهرهم وأسمائهم دائماً، فليس كل بياض راحة وسلام ولا كل سواد هلاك ودمار دائماً، وكم منا من وجد أكبر السكينة والطمأنينة في سواد الليل وعتمته، تلك السكينة والطمأنينة التي يحافظ عليها ولا يتخلى عنها أبداً كثيرون بيننا ممن عرفت قلوبهم الصفاء ويسعون ليل نهار لأن يكونوا هم بأنفسهم علامة "زائد" في مجتمعاتهم وأوطانهم في كل وقت وميدان يتواجدون فيه، ومهما كانت الظروف التي يمرون بها محتفظين بصفاء ونقاء معدنهم الأصيل الذي لا يتأثر بالمظاهر كالماء النقي الذي لا يتغير الصفاء والنقاء فيه سواء تم تقديمه في كوب من الذهب أو من الفخار.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023