أول تعليق رسمي في مصر على زراعة البن بعد 40 عاما من التجارب المدير السابق للأمن العام اللبناني: ظهور "داعش" مجددا ذريعة لبقاء الغرب في المنطقة وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الجمعة 26- 4 – 2024 الولايات المتحدة و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن المحتجزين لديها بايدن يعين ليز غراندي مبعوثة خاصة جديدة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط أطعمة تحتوي بلاستيك فاحذرها انتهاء موسم نجم تشيلسي انقلب السحر على الساحر.. قوة جيسوس تتحول لنقطة ضعف الهلال "مستقلة للانتخاب" : مستعدون للانتخابات .."الشؤون السياسيه" : المجلس القادم فرصة للأحزاب - فيديو الصحة العالمية: 57% من أطفال أوروبا بعمر 15 عاما شربوا الخمر مرة على الأقل أدوية الحموضة تزيد احتمالات الصداع النصفي 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة البريزات يلقي كلمة أعضاء الفدرالية العالمية لمدن السياحة في نيوزلندا. مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي قبيلة بني حميدة الفرايه من جرش يؤكد على أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية

القسم : بوابة الحقيقة
الاستراتيجية الأمريكية الجديدة: استبدال داعش بجبهة النصرة
نشر بتاريخ : 9/5/2017 4:20:36 PM
زهور أسامة



بقلم: زهور أسامة*

بعد انهيار داعش في سوريا والعراق توصل مسؤولو وكالة الاستخبارات الأمريكية والموساد في اجتماع عقد مؤخرا إلى استبدال داعش بجبهة النصرة التي كانوا يعملون على تجهيزها لفترة مديدة لتصبح أقوى جماعة مسلحة في سوريا تهدف إلى تغيير النظام.

وفي إعلان وقف إطلاق النار من جانب روسيا والولايات المتحدة في عام 2016 م وفي سياق المفاوضات الثنائية لما دعت روسيا الولايات المتحدة إلى فصل المعارضة السورية من الإرهابيين وتصنيف جبهة النصرة جماعة إرهابية وإدراجها على لائحة الإرهاب الدولي رفضت السلطات الأمريكية هذا الأمر وانتهجت مسارا مغايرا مما أدى إلى إلغاء المفاوضات الثنائية بين الطرفين.

ومع أفول شمس تنظيم الدولة في سوريا والعراق تسعى الولايات المتحدة إلى استخدام جبهة النصرة كآلية لتحقيق أهدافها في المنطقة.

اطلاق سراح أسامة العبسي الواحدي المعروف بـ أبي محمد الجولاني قائد جبهة النصرة لأهل الشام من معسكر بوكا الأمريكي في عام 2008 م والتحاقه بـ أبي مسلم التركماني أحد أهم قياديي داعش وواليها في العراق إضافة إلى إطلاق سراح مئات المتطرفين في بداية لهيب الثورات في سوريا لم يكن إشفاقا على هؤولاء القتلة أو صدفة من الولايات المتحدة بل جاء كل ذلك في نفس السياق الذي كان مخططا له في سوريا والعراق.

حيث قام الجولاني في بداية عمله بالقضاء على "جبهة ثوار سوريا" و" الجيش الحر" كما أنه حصل على دعم مالي كبير من أجهزة غربية من خلال وسائط خفية تحت غطاء فدية وتبرعات مالية للإفراج عن الرهائن. ويعد هذا القدر من المال الذي تجاوز80 ميليون دولار أضعاف الدعم الذي تلقاه "جمال معروف" و"حركة الحزم" خلال الثورة السورية من الخارج والذي تم اتهامهم بسببه. كما تسلم الجولاني أطنان من السلاح والذخائر من غرفة العمليات الأمريكية "مودم" عن طريق بعض الجماعات المسلحة.

ومن الجدير بالذكر أن كل الجماعات المسلحة والمستقرة في شمال سوريا والتي تتلقى دعمها من هذه الغرفة كانت تسلم بعض هذه الدعومات شهريا أو سنويا إلى جبهة النصرة وذلك كله بأمر من الولايات المتحدة حتى أنشأ الجولاني في حلب مجموعة وهمية أصبحت جزءا من تنظيمات موم لتلقي الدعم مباشرة من الولايات المتحدة فمازالت المساعدات الأمريكية مستمرة على الجولانی ليهيمن على جميع المجموعات المسلحة في سوريا.

وتجدر الإشارة إلى أن جبهة النصرة تحالفت في الغوطة الشرقية مع فيلق الرحمن المدعوم من قبل السلطات الأمريكية وفي المقابل قاتل الجولاني كل الجماعات المعارضة بتعلة التحاقهم بمحادثات أستانة كما هاجم أحرار الشام الذين كانوا يعارضون كل هذه الاجتماعات وإلى جانب كل هذه الخطوات قام الجولاني بتسليم عدة مدن وقرى إلى الجيش إدلب الحر المدعوم أمريكيا.

ومن جهة ثانية تعد تسوية الخلافات بين جبهة النصرة وجيش الإسلام المدعوم سعوديا بقيادة زهران علوش من أحدث التطورات الميدانية التي شهدتها هذه الجماعة في الفترة الأخيرة.

وبعد زيارة زهران علوش إلى السعودية في موسم الحج الماضي قد تسرّبت معلومات كثيرة عن هذه الزيارة، سواء لجهة لقاء علوش مع ضباط استخبارات سعوديين، واجتماعه مع شيوخ ورجال أعمال داعمين للفصائل المسلحة، أو اجتماعه الملتبس مع الشيخ سليمان العلوان، الذي يعتبر من أكبر مؤيدي تنظيم «القاعدة» في السعودية. وبعد عودة علوش من زيارة الحج بدأ الحديث عن سعي الفصائل للتوحد ضمن «جيش واحد» أو جبهة واحدة أطلق عليها لاحقاً اسم «الجبهة الإسلامية»، وضمت «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» و«لواء التوحيد» و«صقور الشام» و«لواء الحق».

وكان من أبرز ثمرات زيارة علوش إلى السعودية، التقارب الذي حصل بينه وبين «جبهة النصرة»، وذلك بعد عامين من الخصومات وتبادل الاتهامات، حتى أن مفتي «جيش الإسلام» الشيخ أبو عبد الرحمن الكعكي طالما وصف «جبهة النصرة» بأنهم خوارج، ولكن على ما يبدو فإن علوش سمع في السعودية كلاماً واضحاً بضرورة التقارب مع «تنظيم القاعدة في بلاد الشام» (جبهة النصرة)، وقد يكون لقاؤه مع الشيخ سليمان العلوان، أحد أكثر المغضوب عليهم من السلطات السعودية (هو بانتظار تنفيذ حكم يقضي بحبسه 15 عاماً)، البوابة التي أتاحت لهذا التقارب أن ينجح، كما لا يمكن التصديق بأن علوش التقى بالعلوان فوق الأراضي السعودية من دون ضوء أخضر أو مباركة من استخباراتها.
وبينما خرج علوش قبل يوم واحد من إعلان تأسيس «الجبهة الإسلامية»، كي يفسر الخلافات السابقة مع «النصرة – فرع القاعدة في الشام» ويعلن أنهما في صف واحد وأنه سبق والتقى بزعيمها أبو محمد الجولاني، كانت «جبهة النصرة» في اليوم التالي ترد التحية بمثلها حيث باركت تأسيس «الجبهة الإسلامية»، ورأت فيها عبر لسان مسؤولها «الشرعي» أبو ماريا القحطاني جهداً مشكوراً لتوحيد صفوفهم.

علاوة على أن العديد من المصادر تحدثت أن «جبهة النصرة» كانت في صلب المفاوضات بين الفصائل الإسلامية بخصوص تأسيس «الجبهة الإسلامية»، وأنه كان يجري إطلاعها على المجريات أولاً بأول، ما يشير إلى وجود تنسيق عالي المستوى بين «الجبهة الإسلامية»، المدعومة سعودياً، و«النصرة » وبهذا أصبحت جبهة النصرة مدعومة سعوديا إضافة إلى الدعم الأمريكي لها. وهذا ما يفسر إصرار السعودية على تحقيق القرار الذي اتخذته السلطات الأمريكية والإسرائيلية من استبدال داعش بالنصرة ودعمها وتعزيزها أكثر من قبل لتهيمن بالأول على كل الجماعات المعارضة ومن ثم تصبح القوة الضاربة للقتال مع قوات النظام والمتحالفين معه وتحقيق مصالح الأطراف الداعمه لها في سوريا.

والملاحظ في هذا الأمر هو التنسيق والتحالف الذي يجري في سوريا بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وحليفتها الإمارات العربية المتحدة حيث اتفق الطرفان على تعزيز وتمويل جبهة النصرة التي كانت في عداد أعداء السعودية ولكن سرعان ما تغير الأمر بتغيير الأوضاع واقتضاء المصالح وهذا يعتبر ضربة قاصمة على ظهر تركيا وقطر اللتين تمولان هذه الجماعة بغطاء جماعة جيش الفتح التي كانت جبهة النصرة تعد من ركائزها الأساسية.  

* كاتبة ومحللة سياسية مصرية مقيمة في فرنسا

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023