الكرملين يرجح إمكان إرسال موفد روسي إلى واشنطن هذا الأسبوع "الغذاء العالمي" يحذر من نفاد إمداداته بغزة قريبا حقيقة إقالة وليد الركراكي من تدريب المنتخب المغربي الأردن يرحب بالاتفاق الثلاثي بين كل من طاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان الملك يزور جناح جمعية استعادة الأمل الأردنية المشاركة في القمة العالمية للإعاقة ببرلين مقتل شاب بعيار ناري بالخطأ في مأدبا ثورة في الدوري الإنجليزي.. تطبيق تقنية جديدة للحفاظ على نزاهة سير المباريات 288 ألف أردني سافروا للسياحة في أول شهرين من 2025 "سيتابعني بعد تلك الرسالة".. محمد صلاح يصدم "مؤثرة" حاولت التقرب منه "سأوصله إلى المطار بنفسي وأدخله إلى الطائرة".. مدرب إيفرتون يسخر من سؤال عن كيفية إيقاف محمد صلاح مباراتان في افتتاح الجولة 18 بدوري المحترفين غدا مجزرة جديدة في غزة.. الاحتلال يستهدف عيادة للأونروا ويقتل 41 شهيدا الملك يؤكد أهمية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة خلال القمة العالمية الثالثة للإعاقة 685 حالة طبية استقبلها مستشفى جرش الحكومي خلال أول يومين من عيد الفطر إليكم أيام العطل المقبلة بالعام الحالي بالاردن

القسم : بوابة الحقيقة
ضباب اليوم والغد!
نشر بتاريخ : 7/10/2017 7:19:10 PM
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران
 
بقلم: م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

في ذروة تمدده داخل الأراضي العراقية سيطر تنظيم داعش المتطرف على مساحة تزيد عن 110 آلالاف كيلومتر مربع، أي مايزيد عن مساحة دولة كالمملكة الأردنية الهاشمية على سبيل المثال، هذا في العراق فقط عدا عن الأراضي التي سيطر ومازال يسيطر على كثير منها داخل سوريا وليبيا وغيرها، واليوم ومعركة إسترجاع الموصل أكبر المدن العراقية من قبضة التنظيم تلفظ أنفاسها الأخيرة يتأكد لنا بأنها حلقة البداية في مسلسل مازالت فصوله طويلة ومعقدة، وسيكون أعقدها إنتزاع أفكار التنظيم من رؤوس معتنقيها بعد أن تمددت داخل مساحات عقولهم أضعاف تمددها على الأرض.

واليوم وقد عم الضباب رؤوس الكثيرين وإختلط الحابل بالنابل لديهم، أصبح لزاما على أصحاب القرار في الدول العربية وكل صاحب سلطة إستدراك الأمور قبل فوات الأوان، فلم يعد ممكناً تكميم الأفواه وإخراس الألسن ومنع الشباب من التفكير فيما حولهم بتهميشهم وإبعادهم عن صناعة القرار أكثر من ذلك، وهو الذي كان أكبر أسباب ظهور مثل هذا التنظيم المتطرف، ويمكن أن يكون سبباً لظهور عشرات التنظيمات التي تحمل فكراً أشد وأسوأ من الفكر الداعشي بيننا من جديد.

ولذلك علينا جميعاً أن نستيقظ ونضع حداً لتهميش الآراء المختلفة عن آرائنا في مجتمعاتنا، ونعمل سوياً على تعزيز الحوار وتقبل الرأي المختلف، وعدم السماح لأي كان الخروج والاساءة لغيره لأن تصرفاته لم تعجبه أو لأن لباس بعض النساء لم يعجبه ليصفهم بأسوأ الصفات ويبرر الاعتداء عليهم فقط لأنه لا يقبل تصرفاتهم وليست على مزاجه وهواه، تماماً كمن يقوم بالاعتداء على عالم فاضل أياً كان علمه سواء كنا نقبله أو نرفضه ويهاجمه في محاضرته ويصفه بالكذب والدجل، وهو الذي لم يقتحم صفوفنا عنوة وإنما ألقى محاضرته بترتيب رسمي ومنظم من قبل منظومة محترمة ورسمية في مجتمعنا، فأساس الرقي والسمو لأي مجتمع في تقبل الرأي والرأي المختلف بداخله وبتعزيز إحترام كافة أطيافه مهما إختلفت فيها الديانات والأشكال والألوان، فمثل هذا المجتمع هو البيئة الحاضنة والمحفزة لأي إبداع وتميز و"إنسانية" تحفز الانسان بداخل كل منا للظهور وتطبيق القانون على الجميع بالتساوي، وعندها لن يجد "على سبيل المثال لا الحصر" أمثال المجرم الذي إرتكب جريمته المقرفة بالطفل أحمد رحمه الله ذو السنوات السبع في العاصمة الأردنية بالأمس مكاناً له فيه لأنه سيعلم علم اليقين بأن عقاباً قاصماً ينتظر ظهره.

وبجعلنا قول الله عز وجل في الآية 13 من سورة الحجرات في القرآن الكريم: {{ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}} أولى الأساسات في بناء مجتمع يحترم كل طرف فيه غيره بكل ما فيه من إختلاف وتنوع، ويطبق فيه قانون يحكم الجميع بالعدل والمساواة سيكون شبابنا أبعد ما يكون عن فكر التطرف والاقصاء بكافة أنواعه، وسنزيح من أمامهم ضباب اليوم والغد باذن الله.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023