أول تعليق رسمي في مصر على زراعة البن بعد 40 عاما من التجارب المدير السابق للأمن العام اللبناني: ظهور "داعش" مجددا ذريعة لبقاء الغرب في المنطقة وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الجمعة 26- 4 – 2024 الولايات المتحدة و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن المحتجزين لديها بايدن يعين ليز غراندي مبعوثة خاصة جديدة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط أطعمة تحتوي بلاستيك فاحذرها انتهاء موسم نجم تشيلسي انقلب السحر على الساحر.. قوة جيسوس تتحول لنقطة ضعف الهلال "مستقلة للانتخاب" : مستعدون للانتخابات .."الشؤون السياسيه" : المجلس القادم فرصة للأحزاب - فيديو الصحة العالمية: 57% من أطفال أوروبا بعمر 15 عاما شربوا الخمر مرة على الأقل أدوية الحموضة تزيد احتمالات الصداع النصفي 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة البريزات يلقي كلمة أعضاء الفدرالية العالمية لمدن السياحة في نيوزلندا. مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي قبيلة بني حميدة الفرايه من جرش يؤكد على أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية

القسم : بوابة الحقيقة
المشكلة فينا
نشر بتاريخ : 6/10/2017 12:30:43 PM
د هايل ودعان الدعجة
 
بقلم: د . هايل ودعان الدعجة
 
ربما لا توجد منطقة في االعالم تعاني من فوضى وازمات وأوضاع صعبة مثل منطقتنا التي ارهقتها هذه الويلات والمصائب ، فلا تكاد تمضي ازمة الا وتحل مكانها ازمة اخرى ، باعتبارها مشبعة بالعوامل والظروف المساعدة على اظهارها واثارتها وبالوقت المناسب الذي يقرره غيرنا ، كونها تمتلك الكثير من الثروات والموارد التي يستهدفها هذا الغير ، لتعزيز حضوره ومكانته ونفوذه في الساحة الإقليمية والدولية على حساب دول المنطقة ، التي عليها ان تبقى تعيش في دائرة الخلافات والتوترات القابلة للاشتعال في الوقت الذي يقرره غيرنا ، الذي يمتلك الاسباب ( المفاتيح ) لتثويرها وبما يتناسب ومصالحه . ما يعني ان دول المنطقة مهيأة للتدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية مع وجود الكثير من المبررات التي تبرر هذا التدخل وبضوء اخضر داخلي . ولو اسقطنا هذا الكلام على الأقطار العربية والإسلامية ، لوجدنا انها ورغم ما تمتلكه من عناصر قوة ووحدة ، الا انها مخترقة ويعاب عليها كثرة الخلافات فيما بينها ، بطريقة أسهمت في تباعد مواقفها حيال قضايا وملفات مشتركة ، وبات من الصعب عليها التوافق والتفاهم على موقف معين من شأنه ان يعكس وجهة نظر موحدة ، تجعل الاخر يحسب لها حساب ، بدلا من التسلل من ثغرة الخلاف ، والتعاطي مع كل قطر على حده ، وبلغة لا تخلو من التحريض واثارة الفتن بين اقطار المنظومة الواحدة حتى تبقى دائما بحاجة الى مساعدة الغريب على القريب . وهذا بالضبط ما يحدث في منطقتنا التي عليها ان تبقى دوما مشغولة بالاقتتال والحروب وغيرها يبحث عن وسائل التقدم والتطور ، لتحقيق المزيد من المكتسبات الحضارية والعصرية . واذا ما تم التفكير بعقد قمة او ملتقى عربي او إسلاميمثلا ، فان الاهتمام ينصب على معرفة مستوى التمثيل ، وما اذا كان على مستوى الزعماء ام اقل من ذلك . ما يعكس الانطباع لدى الكثيرين بوجود خلافات واجواء مشحونة بين قيادات بعض الدول العربية والاسلامية .
واللافت ان هذا الاخر اذا ما استهدف دولة عربية او إسلامية عمد الى تنفيذ مخططه بايدي عربية وإسلامية ، واذا بالجميع بدائرة الاستهداف كما حصل مع العراق أيام الرئيس صدام حسين ، عندما انضم ( الاشقاء ) الى حلف الأعداء ، واسهموا بهدم الجدار العراقي الدفاعي الذي كان يحميهم من ايران ، التي شعرت بان الأمور باتت مهيأة لتنفيذ مشروعها الطائفي في المنطقة .

والملاحظ أيضا ان هذه العدوى انتقلت الى الشعوب العربية والإسلامية ، ويكفي ان تطرح قضية عربية او إسلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثلا او أي وسيلة اتصال أخرى ، لتكتشف التباين والاختلاف في المواقف ، وصعوبة التوافق على رأي واحد ، فاذا بنا امام معركة كلامية شرسة كفيلة باعطائنا فكرة عن حجم الخلافات الداخلية ، حيث يدعي كل طرف انه يمتلك الحقيقة وانه على صواب ، وما يطرحه يمثل الراي السديد وعلى بقية الأطراف اعتماده وتبنيه . حتى ان بعض اطراف هذا النزاع ، لا يتوانى عن الاستشهاد بمصادر خارجية إسرائيلية وغربية ، لدعم موقفه وتعزيزه . الامر الذي يمكن ان يستدل عليه من طرح قضايا عربية للنقاش على طاولة وسائل التواصل الاجتماعي ، كالقضية الفلسطينية والموقف من فتح او حماس .. من مفاوضات السلام او المقاومة . وهناك أيضا الازمة السورية والموقف من النظام السوري او المعارضة ، والأوضاع في العراق والموقف من السنة والشيعة والاكراد ، دون ان نغفل الموقف من ايران واذرعها الطائفية كحزب الله وجماعة الحوثي والحشد الشعبي . إضافة الى الموقف من الازمة الخليجية الأخيرة التي تفجرت على وقع قيام كل من السعودية والامارات والبحرين ومصر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر .

 ما يؤكد ان المشكلة فينا نحن ، وان الاجواء الداخلية مهيأة لتمرير اجندات خارجية ، وتنفيذ حروب خارجية تستهدف امن الأقطار العربية والإسلامية ووجودها واقتصادها وثرواتها وخيراتها ، فعندما تكون في صف الأعداء ضد اقطار شقيقة وصديقة ، فلا عجب ان تكون الهدف القادم على قاعدة اكلت يوم اكل الثور الابيض !! .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023