تحذير لمزارعي الزيتون من الأجواء الخماسينية واشنطن توافق على طلب النيجر بسحب قواتها من أراضيها الاحتلال يدمر أكبر مصنع للأدوية في قطاع غزة مجلس الشيوخ الأمريكي يصادق على تجديد العمل بقانون المراقبة والتجسس ريم البغدادي رئيسة لملتقى سيدات الأعمال للمرة الثانية الكرملين: القوات الأوكرانية تستهدف الصحفيين الروس عمدًا الاحتلال يواصل منع دخول غاز الطهي إلى غزة دائرة الأراضي: توقف استقبال طلبات البيع يدويا في العاصمة اعتبارا من الاحد الوزير الهناندة يتابع برنامج الترميز الرقمي في مدرسة المصطبة الثانوية المختلطة رئيس الديوان الملكي الهاشمي يلتقي فعاليات شبابية وزير الطاقة والثروة المعدنية يرعى حفل اختتام مسابقة Solar Innovators Challenge بمشاركة 55 فريقاً.. منصّة زين للإبداع تطلق هاكاثون الذكاء الاصطناعي زين راعي الاتصالات الحصري لبطولة الأردن للدرِفت 2024 مطار دبي الدولي يعود للعمل بكامل طاقته عبداللهيان: إيران لن تردّ على هجوم الجمعة طالما أنّ مصالحها لم تتضرّر

القسم : بوابة الحقيقة
زيارة ترامب الى السعودية
نشر بتاريخ : 5/20/2017 1:14:24 PM
د هايل ودعان الدعجة
 
بقلم: د. هايل ودعان الدعجة
 
من كان يتابع الوعود التي اطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حملته للانتخابات الرئاسية ، وما عكسته من نظرة سلبية واراء ومواقف معادية ومناهضة للاسلام والمسلمين ومحاولته الصاق تهمة الإرهاب بالإسلام تحت ذريعة محاربة التطرف الإسلامي ، وحظره دخول مواطني سبع دول ذات اغلبية مسلمة الولايات المتحدة لمدة ثلاثة اشهر ، ومهاجمته لدول الخليج ومطالبتها بالدفع مقابل حمايتها والدفاع عنها ، وانحيازه لجانب اسرائيل في صراعها مع الجانب الفلسطيني  ، ربما لا يصدق البداية السياسية التي استهل ترامب بها عهده ، إن لجهة استقباله بعض قيادات الاقليم ، وفي مقدمتهم جلالة الملك عبد الله الثاني ، كأول زعيم في المنطقة يستقبله ترامب في البيت الأبيض بعد تنصيبه رئيسا ، تبعها بزيارة ثانية خلال فترة زمنية قصيرة ، عكست التأثير الملكي في اجندات الإدارة الأميركية الجديدة وسياساتها ومواقفها حيال قضايا المنطقة وملفاتها. ترافق ذلك مع انعقاد القمة العربية الثامنة والعشرين في الأردن التي عكست الجهود الملكية ونجاحها في لم الشمل العربي ، وتنقية الأجواء العربية وتحقيق مصالحات وتسويات وتوافقات وتفاهمات في الرؤى ووجهات نظر القيادات العربية ، قادت الى توحيد مواقفها إزاء هذه القضايا ، كالقضية الفلسطينية وإعادة الزخم الإقليمي والدولي لها ، والإرهاب والازمة السورية والتدخل الإيراني في شؤون الدول العربية الداخلية والأوضاع في العراق واليمن وليبيا ، ام لجهة اختياره المملكة العربية السعودية ، التي تمثل ثقلا سياسيا واقتصاديا وماليا وعسكريا واقليميا ورمزية دينية إسلامية  ،  كأول محطة له في جولته الخارجية منذ توليه الرئاسة ، والتي ستشهد انعقاد ثلاث قمم خلال هذه الزيارة (سعودية ـ أميركية ، خليجية ـ أميركية ، عربية إسلامية ـ أميركية ) . ما يؤكد العودة القوية للولايات المتحدة للمنطقة وانخراطها واندماجها بقضاياها ، وإعادة بناء علاقاتها وتحالفاتها الاستراتيجية التقليدية مع الأقطار العربية والإسلامية بعد الشرخ الذي أصابها في عهد سلفه باراك أوباما ، الذي خذلها وتجاهلها وتخلى عنها لصالح الاستدارة نحو منطقة شرق أسيا والمحيط الهادي ، والتقارب مع ايران والانحياز لها بشأن الاتفاق النووي  . محملا أوباما مسؤولية تراجع مكانة اميركا وهيبتها ومنح خصومها كروسيا وايران فرصة تهديد المصالح الأميركية وتهديد امن المنطقة واستقرارها . ما دفع الإدارة الأميركية الحالية الى إعادة حساباتها وترتيباتها في المنطقة ، خشية فقدانها لمناطق نفوذها ، ولحلفائها القدامي الذين ترتبط معهم بمصالح حيوية واستراتيجية ، والذين قد يضطرون لإقامة تحالفات وتكتلات جديدة وبديلة مع اطراف دولية منافسة ومؤثرة ، تمتلك من الإمكانات والنفوذ ، ما يجعلها تفكر بالاستغناء عن علاقاتها بالولايات المتحدة ، كروسيا والصين ودول أوروبا . ما يؤشر الى حرص ادارة ترامب على استعادة ثقة هؤلاء الحلفاء بالمواقف الأميركية الجادة والمسؤولة من القضايا والاولويات التي تهمهم ، الامر الذي يجعلنا نعتقد بان تكون محاربة التطرف والإرهاب ومحاصرة النفوذ الإيراني واستئناف مفاوضات السلام وحل الازمة السورية حلا سياسيا في مقدمة اهداف هذه الزيارة التاريخية . فبعد تردد إدارة أوباما السابقة وعدم جديتها في التعاطي مع ملف محاربة الإرهاب ، احتل موضوع حسم هذا الملف الأولوية على اجندة الرئيس ترامب ، الذي طالب بتكثيف طلعات التحالف الدولي الجوية ، وضاعف من عديد القوات الأميركية في العراق وسوريا بصورة عززت من فرص القضاء على التنظيمات الإرهابية في هذين البلدين .

وبالنسبة الى ايران ، فهناك توافق بين الإدارة الاميركية ودول المنطقة حول الخطر الايراني ، وان الرئيس ترامب يعتزم التحرك بشكل قوي ضد ايران ، التي يعتبرها جزءا من المشكلة وانها راعية وداعمة للإرهاب وتعمد الى تقويض امن المنطقة واستقرارها وتهديد الملاحة ومصالح اميركا الساعية للحد من نفوذها وتهديداتها والتصدي لاطماعها الاقليمية التوسعية . وبالنسبة للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي ، سيكون هناك استثمار للزخم الأميركي لاستئناف مفاوضات السلام على أساس حل الدولتين وفقا لمبادرة السلام العربية والمرجعيات الدولية . وهو ما عكسته اللقاءات التي جمعت الرئيس ترامب بجلالة الملك والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين  نتنياهو . الى جانب اللقاءات التي جمعت جلالة الملك بالرئيس السيسي والرئيس عباس للتنسيق والتشاور حيال هذا الملف . وعلى صعيد الازمة السورية فقد حصلت هناك تغيرات وتطورات في الموقف الأميركي ، وان روسيا لم تعد تنفرد بالملف السوري . الى جانب زيادة التواجد العسكري الأميركي في سوريا ( الرقة ) وفي الجوار السوري في شمال الموصل والانبار ، ما يؤكد الجدية الأميركية في التعاطي مع الازمة السورية . دون ان نغفل وجود اهداف أخرى لهذه الزيارة تتمثل بتوقيع اتفاقيات سياسية واقتصادية وتجارية وعسكرية بين الولايات المتحدة ودول الخليج تحديدا الى جانب التفاهم بين الطرفين ربما على المشاركة في تحمل الأعباء والاكلاف المترتبة على محاربة الإرهاب والحد من نفوذ ايران وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة . إضافة الى ان زيارة الرئيس ترامب الى السعودية التي تمثل رمزية دينية إسلامية ، تعكس مصالحة أميركية مع الدول العربية والإسلامية على خلفية تصريحات ترامب السابقة المناهضة  للاسلام والمسلمين ، وستسهم في اظهاره بانه لا يحمل نوايا سيئة تجاه شعوب هذه الدول .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023