مسدس وسكين مضرّجة بالدماء.. صور وفيديوهات تكشف تفاصيل حادثة إطلاق النار في معبر الكرامة ارتفاع عدد الجنود الاسرائيليين القتلى إلى اثنين باطلاق نار في معبر الكرامة (فيديو) المومني: نتابع ما يتم تداوله حول وجود حدث أمني على الطرف الآخر من معبر الكرامة إعلام عبري: منفذو هجوم معبر الكرامة قدموا من الجانب الأردني الإحتلال يغلق معبر الكرامة عقب الهجوم المسلح الكابتن الطيار عمر الجهماني يهنئ نجله الكابتن القبطان راكان عمر الجهماني بالتخرج خصومات جامعية لأبناء متقاعدي الضمان الاجتماعي مقتل جندي "إسرائيلي" وإصابة آخر بإطلاق نار في معبر الكرامة صحة مادبا: انخفاض حاد في حالات العقر من 615 إلى 206 خلال عام واحد إصابة 10 طلاب بتسمم غذائي في مدرسة ثغرة الجب الأساسية بالمفرق أمانة عمان تشارك في يوم التغيير في مستشفى التأهيل الملكي التمييز تنقض حكمًا لمحكمة الشرطة وتقرر الإفراج عن ثلاثة متهمين بالقتل مقتل 4 جنود "إسرائيليين" وإصابة 3 آخرين في كمين للمقاومة جنوب غزة تحذير للأردنيين من تطبيق "اسرائيلي" على هواتفهم تقرير صادم: تلوث برازي وبكتيريا "إي كولاي" وراء تسمم طلاب إربد
القسم : بوابة الحقيقة
إسرائيل : هذه قوتنا... فأتني بمثلها .. إذا جمعتنا يا جرير المجامع
نشر بتاريخ : 9/17/2025 10:59:32 AM
الدكتور ابراهيم النقرش

 

في المناظرة الشهيرة بين جرير والفرزدق قال الفرزدق مفتخراً: «أولئك آبائي فجئني بمثلهم… إذا جمعتنا يا جرير المجامع»، فجعل البيت مثلاً في التحدي وإظهار العجز عن مجاراة الخصم. واليوم تستحضر إسرائيل هذا المعنى بصورة أخرى، فتقول للعرب بلسان حالها: هذه هي استراتيجياتنا ضدكم، فأرونا قوتكم إذا جمعتكم المجامع. لكنها تعلم أن العرب غارقون في التفرقة، بعيدون عن الاجتماع، منشغلون بخلافاتهم البينية، لا يملكون رؤية موحدة ولا استراتيجية مواجهة.

منذ نشأتها وضعت إسرائيل هدفاً ثابتاً: أن تبقى قوية مسيطرة، وأن يظل العرب ضعفاء متشرذمين. ولذلك عملت على تمزيق المنطقة إلى دويلات وكيانات متناحرة، تغذيها النزاعات الداخلية والخارجية. وما يحدث في سوريا ولبنان والعراق والسودان شاهد حي على هذا المشروع، حيث تُذكى الفتن الطائفية والقومية بين الدروز والعلويين والسنة والشيعة، لتظل هذه الدول في دوامة من الصراع المستنزف.

وبالتوازي مع ذلك، تحرص إسرائيل على إحباط أي محاولة عربية للاتحاد، سواء عسكرياً أو اقتصادياً، وتستخدم في ذلك دهاءها السياسي عبر معاهدات مثل كامب ديفيد مع مصر ووادي عربة مع الأردن، ومفاوضات مع سوريا ولبنان، وهي اتفاقيات لا تلتزم بها، بل توظفها لاختراق الصف العربي وتشتيته. كما تسعى لاختراق دول الخليج عبر التطبيع وربطها بشراكات اقتصادية وتعاون مزعوم يخدم مصالحها لا مصالح العرب.

وفي المجال الاقتصادي، تستهدف إسرائيل أي قوة عربية محتملة عبر تفتيت المشاريع التنموية وتعطيلها بواسطة حلفائها في أمريكا وأوروبا، بما يمنع تشكل قوة اقتصادية عربية قادرة على فرض حضورها. أما في المجال العسكري، فإنها تعمل على منع العرب من امتلاك السلاح النوعي، وخاصة النووي، بينما تراكم هي ترسانة هائلة من الأسلحة المتطورة، تاركة للعرب أسلحة خردة لا تُستخدم إلا بإذنها وإذن واشنطن.

كما تسعى إسرائيل إلى تصوير إيران وتركيا كعدوين أول للعرب، لإبعاد البوصلة عن القضية الفلسطينية، وتكريس الشروخ بين الشعوب وقادتها حتى لا يتفرغوا لمواجهتها. وفي الوقت ذاته، تشن حرباً ثقافية ناعمة تستهدف الهوية والدين والتاريخ، فتُميع وعي الأجيال العربية لتنسى جوهر الصراع وحقيقته.

وبعد أن راكمت فائض قوة، وجدت إسرائيل نفسها حرة في التهديد وضرب لبنان وسوريا والعراق واليمن، ,واخيرا قطر، من دون أي رادع عربي. وهي تمضي في التحول إلى "أمريكا الصغرى" في المنطقة، تمثل مشروع الغرب وتنفذ مصالحه، كونها ربيبته المزروعة في قلب العالم العربي.

وفي ظل هذا المشهد، يتساءل الشارع العربي بمرارة: ماذا أعد العرب لمواجهة هذه الاستراتيجيات؟ هل استثمروا في بناء قوتهم العسكرية وتعبئة شعوبهم للدفاع عن وجودهم؟ أم أنهم ما زالوا يلهثون وراء الوعود الأمريكية والإسرائيلية التي لا تجلب إلا الخديعة؟ إلى متى سيبقون أسرى للقمم الفارغة التي لا تخرج إلا ببيانات مخزية تزيدهم ضعفاً وانقساماً؟ وإلى متى سيبقى الذل والتخاذل والعمالة والتواطؤ سمة أنظمتهم؟

لقد ملّت الشعوب العربية وسئمت من أنظمة منبطحة عاجزة عن مواجهة المشروع الإسرائيلي فهل يملك العرب من القوة ما يردون به على هذا التحدي؟ أم أن انقسامهم سيبقى شاهداً على عجزهم حتى يكتب التاريخ أن أمة بكاملها تركت مصيرها يُصاغ بيد عدوها؟

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025