نقيب تجار الحلي والمجوهرات للمواطنين: لا تؤجلوا شراء الذهب على امل انخفاض سعره.. فيديو يونيسف: إصابة نحو 12 ألف طفل منذ بداية الحرب على غزة نابلس تشيّع جثماني الشهيدين بني فاضل وبني جامع 3 شهداء مع تواصل القصف المتبادل بين حزب الله و(إسرائيل) 10 شهداء في عدوان الاحتلال المتواصل في طولكرم الرئيس التركي يستقبل قيادات من حماس لبحث الأوضاع في غزة تحذير لمزارعي الزيتون من الأجواء الخماسينية واشنطن توافق على طلب النيجر بسحب قواتها من أراضيها الاحتلال يدمر أكبر مصنع للأدوية في قطاع غزة مجلس الشيوخ الأمريكي يصادق على تجديد العمل بقانون المراقبة والتجسس ريم البغدادي رئيسة لملتقى سيدات الأعمال للمرة الثانية الكرملين: القوات الأوكرانية تستهدف الصحفيين الروس عمدًا الاحتلال يواصل منع دخول غاز الطهي إلى غزة دائرة الأراضي: توقف استقبال طلبات البيع يدويا في العاصمة اعتبارا من الاحد الوزير الهناندة يتابع برنامج الترميز الرقمي في مدرسة المصطبة الثانوية المختلطة

القسم : بوابة الحقيقة
هزيمة اليمين المتطرف في فرنسا
نشر بتاريخ : 5/13/2017 11:54:29 AM
د هايل ودعان الدعجة
 
بقلم: د. هايل ودعان الدعجة
 
لم يكن يخطر ببال احد ان يصل الغرب الى هذا المستوى الهابط في خطابه القائم على الكراهية والعنصرية والشعبوية على وقع السقوط المدوي لمنظومته القيمية والأخلاقية !! التي اشبعنا تطبيلا وتزميرا وهو يروج لها ويسعى الى نشرها ، ليصبح استهداف المهاجرين واللاجئين والأجانب والمسلمين تحديدا يتصدر برامج احزابه السياسية والانتخابية لتعزيز فرصها بالفوز ، بدلا من البرامج الاقتصادية والاجتماعية التي كانت تعتمد عليها الأحزاب في حملاتها الانتخابية . 

واذا ما كانت هذه الأفكار المسمومة مطروحة بجرأة ( ووقاحة ) غير معهودة من قبل تيارات اليمين المتطرف ، فانها أيضا مطروحة وان على استحياء من قبل التيارات الأخرى من ليبرالية وديمقراطية وغيرها ، لان هناك شبه قناعة بوجود أرضية شعبية تدعم هذه التوجهات العنصرية بغض النظر عن مساحة هذه الأرضية التي تتفاوت ما بين دولة غربية وأخرى ، الا ان التوافق على هذا الطرح المنافي لما اعتقدنا انه يمثل مبادئ غربية يبقى موجودا ، وهناك من يتبناه ويدافع عنه ، وهو ما عكسته نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت في بعض دول أوروبا ، كالنمسا وهولندا وفرنسا ( المرحلة الأولى ) ، والتي جعلت كافة دول أوروبا تتابع هذه المشهد الانتخابي بحذر وقلق خوفا من انتقال هذه العدوى لجميع اقطار القارة التي مثلت يوما نموذجا يحتذى في الوحدة والاندماج ، بصورة قد تهدد مستقبلها ومصيرها بالتفكك والانهيار بعد ان انطلقت أولى الإشارات من بريطانيا التي صوت مواطنيها للانفصال عن أوروبا .


وكما كان الترقب هو سيد الموقف الأوروبي للانتخابات التي جرت في كل من النمسا وهولندا خوفا من تصدر اليمين المتطرف لنتائج هذا السباق الانتخابي في ظل ما كان يحظى به من فرص منافسة ولافتة ، كان الحال ينطبق على الانتخابات الرئاسية التي شهدتها فرنسا مؤخرا بعد وصول تيار اليمين المتطرف ممثلا بحزب الجبهة الوطنية الذي تتزعمه مارين لوبان الى الجولة الثانية الى جانب مرشح الوسط ، زعيم حركة الى الامام ايمانويل ماكرون الذي استطاع هزيمة منافسته مارين لوبان بفارق مريح ، بحصوله على حوالي 66% من مجموع الأصوات . وكان اللافت تكرار هذا المعادلة الانتخابية مرتين ، الأولى عام 2002 عندما تمكن جاك شيراك المحافظ من هزيمة مؤسس الجبهة الوطنية جان ماري لوبان والد مارين لوبان ، ما يعنى انتقال عدوى هذا المرض العنصري الى احد اهم اركان البيت الأوروبي ممثلا بفرنسا حاملت لواء الثورة الفرنسية المنادية بالحرية والمساواة والاخاء ، لتجد نفسها أسيرة الفكر العنصري الشعبوي المتطرف القائم على خطاب الكراهية . واللافت أيضا في نتائج الانتخابات الفرنسية الأخيرة ، انه لم يتمكن أي من مرشحي الأحزاب التقليدية من اليمين واليسار من الوصول الى الجولة الثانية ، وذلك لأول مرة منذ تأسيس الجمهورية الخامسة على يد شارل ديغول 1958 ، ما يعني غياب الثنائية القطبية الحزبية التقليدية عن المشهد الانتخابي الأخير ، رفضا لسياسات الحزبين وبرامجهما وطروحاتهما ، والبحث عن وجوه وأفكار جديدة قد تحمل معها الحلول البديلة لقضايا وازمات وطنية يعاني منها الشارع الفرنسي . وربما هذا الفشل هو المسؤول عن دخول التيارات المتطرفة حلبة المنافسة وبقوة ، طمعا بتولي موقع الرئاسة الفرنسية ، لولا وقوف النخب السياسية ومعظم الشارع الفرنسي ، وكذلك ناخبوا اليمين واليسار الى جانب ماكرون والتصويت له ، للحفاظ على هوية فرنسا السياسية وتقاليدها الديمقراطية ، وانقاذها من شعبوية تهدد مستقبلها ، وبنفس الوقت انقاذ المنظومة الأوروبية من التفكك والانهيار في ظل الأفكار العنصرية المتطرفة التي تحملها لوبان ، التي اتخذت من قضايا الهجرة واللاجئين والطقوس الإسلامية والخروج من الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو ، شعارات انتخابية لتعزيز فرصها بالفوز ، وبصورة اساءت لتاريخ فرنسا وثقافتها وحضارتها ، وربما تعزلها عن محيطها وهويتها الأوروبية ، ما يؤشر الى اختيار المجتمع الفرنسي لماكرون ، كشخصية جديدة من خارج الأطر السياسية والحزبية اليمينية واليسارية التقليدية ، وليس لها ارتباطات تنظيمية او أيديولوجية ، تعول عليها في احداث تحولات جوهرية في بنية النظام السياسي الفرنسي ، وطرح حلول لمشاكل البلاد الأمنية ( الإرهاب ) والاقتصادية والاجتماعية وتراجع نسبة النمو الاقتصادي وارتفاع البطالة وصراع الهويات ، وتعزيز قيم التسامح والعيش المشترك والانفتاح والتعددية بعيدا عن تضخيم الأمور ، وما يسمى بخطر الأجانب واللاجئين والجاليات المسلمة .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023