65 شهيدا بغزة منذ الفجر وسط تحذيرات أممية من تجاوز عتبة المجاعة إعلام عبري: رئيس أركان الجيش يعتقد أن حكومة نتنياهو ستجهز له ملفا لتحميله مسؤولية فشل الأهداف في غزة القوات المسلحة اليمنية: استهدفنا مطار اللد بصاروخ "فلسطين 2" الفرط صوتي القبض على المتهم بإطلاق النار في عرس جبل النصر لردع موسكو.. ترامب يأمر بنشر غواصات نووية بالقرب من روسيا غانتس: يجب إخراج الأسرى من غزة ولو بأثمان باهظة تسجيل 3 وفيات جديدة بغزة نتيجة سوء التغذية والمجاعة الحسين يكتسح الأهلي بدوري المحترفين الاحتلال يهجّر تجمعا بدويا في الضفة للمرة الثانية في شهر بوتين يعلن تسلّم القوات الروسية أول دفعة من صواريخ "أوريشنيك" الدوري الأردني.. صدام الوحدات والرمثا يكتب بداية نارية الحملة الأردنية توزع وجبات غذائية في مواصي خان يونس المئات يرتادون مواقع القلعة والتلفريك في عجلون "تنشيط السياحة": انقطاع شبه كامل للسياحة في الأردن بسبب العدوان على غزة نحو 6000 شاحنة محمّلة بالمساعدات الغذائية جاهزة للدخول إلى غزة
القسم : بوابة الحقيقة
محاولات تفكيك المشهد: الإنزالات الجوية والمساعدات الأردنية لغزة
نشر بتاريخ : 7/30/2025 11:19:50 PM
د. حازم القرالة

في زمنٍ تتكاثر فيه الأصوات ومحاولات تشويه الصورة وتكسيرها، تصبح الحقيقة الأردنية ضحية للتجزئة، ويُختزل الفعل في مشهدٍ واحد، مقطوع عن سياقه،تماما مثل نص مجتزأ

من هنا، جاء كثير من الحديث عن الإنزالات الجوية الأردنية إلى غزة وعلت كثير من الأصوات في محاولة لتقزيم الجهد الأردني وانكاره واقتصار الحديث عن الانزالات الجويه كعمل وحيد ، وتمحورت التساؤلات: هل أحدثت فرقًا؟ هل كانت كافية؟ هل وصلت إلى من يستحق؟

لكن ما يغيب عن هذا السجال هو أن الإنزالات الجوية لم تكن مشروعًا منفصلًا، بل كانت جزءًا من منظومة عمل أردنية متكاملة، لا يصح تفكيكها وتحليلها كأنها جهدٌ قائم بذاته.

 الإنزالات لم تكن يوما  استعراضية ولا رمزية. بل كانت نوعية المحتوى والأثر وكنا في نقابة الأطباء الأردنية جزأ منها ونفخر بذلك حيث شملت العديد من تلك الانزالات أدوية حيوية، ومعدات  طبية حساسة مثل تلك التي تستخدم في الجراحات،بالاضافة لمواد تشغيل ضرورية لضمان الحد الأدنى من استدامة عمل الأقسام الحرجة في المستشفيات مثل أقسام الطوارئ والعناية الخثيثه وغرف العمليات

في ظل الحصار الخانق والدمار واسع وحجم الكارثة الإنسانية في القطاع ، كانت تلك المواد تشكل الفارق بين الحياة والموت، بين الإغلاق القسري للمستشفيات وفقدان الأرواح ، وبين استمرارية التشغيل ولو كانت محدودة فإنها بالتأكيد أنقذت أرواح وضمدت جراح

 

كما أن التراكم الكمي لهذه الإنزالات، وإن بدا محدودا للوهلة الأولى،  إلا أنه قد ساهم بشكل ملموس في إيصال بعض الأغذية والمواد الأساسية إلى المناطق التي تقطعت بها السبل واستحال إيصال المساعدات لها

وهنا، لا يُقاس الإنجاز بعدد الأطنان فقط، بل بعدد الأرواح التي ظلت على قيد الحياة بفارق وجبة أو دواء او معدات

 

لكن الحقيقة الأهم، أن  الأردن لم يصرح يوما ان  هذه الإنزالات بديل عن القوافل البرية، ولم تُطرح على هذا النحو أصلا، بل جاءت رافدا مكملا لخطة أردنية متكاملة ضمّت القوافل البرية المتواصلة والمستشفيات الميدانية  التي عملت تحت القصف وانقذت الأرواح وكانت علامة فارقة في الجهد الأردني والواجب التاريخي تجاه أخوة الدم والمصير  بالإضافة للحرك السياسي والدبلوماسي الذي  لم يتوقف والصوت الرسمي الذي لا يساوم على ثوابت الموقف من القضية الفلسطينية.

 

إن محاولات فصل الإنزالات عن هذه المنظومة الكاملة، هي تفكيك انتقائي للمشهد العام، يراد منه التشويش على الجهد، أو تحويل التقييم من رؤية كلية إلى قراءة مجتزأة.

 

نحن لا نقول إن الجهد كان كاملا أو معصوما، فالكمال مستحيل في كارثة بهذا الحجم.

لكننا نرفض أن يُختزل الاجتهاد في العدم، والنية في الشك، والعمل في المزاودة

 

 

الناطق الإعلامي باسم نقابة الأطباء الأردنيية

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025