بالرغم من ملامح وجهي التي يغلب عليها التجهم الا ان في وجداني مساحة واسعة للفرح والحب والاحتفال بالحياة ولدي تقدير كبير لكل الفنانين الأردنيين ومحاولاتهم بعث الروح في مناسباتنا التي تجري في هذه الأوقات الصعبة ووسط أجواء تشعرنا بالذنب وتانيب الضمير.من بين كل الفنانين الأردنيين الذين احمل لهم مشاعر الحب والتقدير يستهويني صوت وطلة وحضور الفنانين حسام ووسام اللوزي.في كل مرة اصادف فيها هذا الثنائي الجميل تشحن روحي بمشاعر تخلخل كياني فأشعر وكأن تيار من الحنين يسري في عروقي فأقف محدقا بجمال وروعة الحضور والتأثير الذي يملكه هذان الشابان الانيقان ليس بفعل صوتهما الساحر فحسب بل بالجنسية الثقافية الاردنية التي يمتلكانها والطريقة التي تتبعها حناجرهما في تدوير الحروف وتدليل الكلمات قبل أن تلتحم مع الموسيقى التي تحول المكان إلى فضاء لا مساحة فيه الا للترويدة او القصيدة التي تحمل اللحن الذي يمكن أن يوصف بأنه أردني بامتياز.الاستماع لحسام ووسام او مجرد مرورهم في المكان يؤجج في نفوس الأردنيين أصداء لقصص العز والفخر والكبرياء فهم أيقونة للفرح البلقاوي الذي ينبعث من اطلالتهما مشيتهما وعيونهما وحناجرهما,منذ ايام دعاني صديق لحضور حفل زفاف نجله وقد سعدت بحضور الفنانين اللذين حضرا لاحياء الحفل.من غير جهد استطاع وسام وحسام ان يبعثا في المكان طاقة من الفرح والحب والوطنية التي تتجاوز ما يمكن أن يقدمه الفن ففي كل مكان ترى صورة أحدهما وقبل ان تنتقل ببصرك إلى زاوية أخرى ترى الاخر وكأنه يطل من مرايا الجدران... شكرا لحسام ووسام وشكرا كل الذين يبعثون في نفوسنا الفرح ويذكرونا بموروثنا التراثي الذي اسهم في تشكيل وجداننا الجمعي ووحدة تفكيرنا.