المصري : إجراء الانتخابات البلدية في الصيف المقبل محافظ جرش يوجه بإرسال جرافات لتنظيف المنطقة المحيطة بسد الملك طلال - صور إدانة أسترالية بتهمة تسميم أقارب زوجها بفطر قبعة الموت "أبل" تستأنف غرامة أوروبية بـ 500 مليون يورو بسبب متجر تطبيقاتها CNN: الأردن مستقبل الاستثمار .. ودروس من كبرى شركات الأدوية إحباط تهريب 150 ألف حبّة مخدرة عبر حدود جابر عالم أردني يقود دراسة في مجلة (Nature ) العالمية حول الحوسبة السحابية والاستدامة وزير الداخلية من فيينا: الأردن يدعم العودة الطوعية للاجئين السوريين رئيس هيئة الأركان المشتركة يزور المركز الأردني للتصميم والتطوير “جودبي” "الغذاء والدواء”: إغلاق مصنع معسل مخالف وغير مرخص تابع لإحدى كبرى الشركات الإعلان عن نتائج تقييم أداء البلديات على مستوى المملكة إحالات على التقاعد في الامن العام - اسماء نائب الملك يزور ضريح الملك طلال بن عبدالله سيناتور أمريكي: حرب نتنياهو ضد الفلسطينيين همجية وغير أخلاقية والآراء بشأن "إسرائيل" تغيرت إربد: تصدعات تهدد بناية بالسقوط.. والجهات المختصة تُخلي السكان فورًا

القسم : مقالات مختاره
مجازر على غزة.. قبل «نعم» إسرائيل!!
نشر بتاريخ : 7/6/2025 3:15:34 PM
نيفين عبدالهادي

قبل «نعم» إسرائيل، على الهدنة المقترحة لوقف وقف إطلاق النار على قطاع غزة، مجازر يومية وكوارث متسارعة يقترفها الاحتلال على القطاع، دون توقف ودون التقاط نفس واحد للراحة، ولا حتى تذكّر الحياة دون صواريخ وقذائف، ودون نزوح من مكان إلى آخر، بحثا على الأمن الذي بات منعدما بشكل نهائي في غزة، وكأنها تسابق الزمن لارتكاب المزيد من الجرائم وإغراق غزة بمزيد من الأوجاع.

 

لم تكتف إسرائيل بأكثر من 20 شهرا من الحرب الكارثية، والإبادة الجماعية، إنما باتت اليوم تضاعف جرائمها، وتزيد من مجازرها، وتعمّق من ألم وجروح الأهل في غزة، لتشهد لحظاتهم مجازر متتالية، ترفع من أعداد الشهداء، والمصابين والمفقودين بشكل كبير جدا، وحتما وراء كل شهيد ومصاب ومفقود حكاية إصرار وبحث عن الحياة، ووراء كل ألم غزّي، انتظار لهدنة تعيد لهم رؤية سماء غزة زرقاء دون دخان لصواريخ الاحتلال.

 

حقيقة يُمكن لأي متابع خلال الأيام القليلة الماضية، أن يلحظ بكل وضوح الإصرار الإسرائيلي على عدم التهدئة، بقصف لا يتوقف، وحرب تزداد عنفا وكارثية وإبادة على الأهل في غزة، فقد وصل عدد شهداء غزة خلال ساعات صباح يوم أمس (42) شهيدا منذ فجره حتى الساعة 12 ظهرا، ناهيك لأعداد المصابين، والمفقودين، واستهداف مراكز الإيواء أو ما تبقى من هياكلها الخارجية، وخيام النازحين وأيضا ما تبقى منها، والمجاعة التي باتت تفتك بأطفال غزة، وندرة المياه وانعدام الصالح للشرب منها، كل ذلك ترتكبه إسرائيل يوميا بل كل ساعة ودقيقة في غزة، دون أن تتوقف للحظة.

 

عيون الأهل في غزة ترقب ساعات الزمن بحذر، تنتظر ساعات قادمة تحمل لهم شيئا من الإيجابيات في أحلامهم، ذلك أن غزة ما قبل الحرب، حتما مختلفة تماما عن بعدها، وأي خطوات قادمة لن تعيدها كما كانت بالمطلق، لن تعالج نفوسهم وقلوبهم، لكنهم باتوا يحتاجون السلام ويتوقون ليوم هادئ لأطفالهم، يوم يسمعون به طيور غزة تغرّد لحن بقائهم على قيد الأمل، يحتاجون يوما غزّيا، غاب عنهم منذ قرابة العامين، يرقبون ساعات تفصلهم عن «نعم» إسرائيل.

 

ساعات ما قبل «نعم» إسرائيل برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، تصر خلالها على بقاء حياة الأهل في غزة، تحت مطرقة رصاصها وقذائفها، وبقاء أهلها مشاريع شهداء، وبقاء الجوع يسيطر على حياتهم، بل ضاعفت وزادت من كل هذه الإجراءات، ووسعت دائرتها، لا تريد لهذه الساعات أن تمضي بهدوء، فهي لآخر لحظة ماضية في حربها على القطاع، لتبقيه خائفا جائعا، مدمّرا، تبقيه دون حياة، ودون راحة، فما يحدث من مجازر يوميا لم يعد يرفع من أعداد الشهداء والمصابين فحسب، إنما بات يزيد من الأمل بسلام حقيقي يقرّب الحلم بغد أفضل، حقيقة ما يحدث بات خارج الزمن لحجم الكوارث والمجازر وأعداد الشهداء، ولا حاجة اليوم سوى لوقف إطلاق النار في غزة، فكل ما فيها بات يشكو من بشر وحتى حجر. 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023