"مرض قاتل" ينتشر في ولاية أمريكية ويهدد حياة البشر بعد وصول مغامر بريطاني لأقصى نقطة في إفريقيا ركضا.. خبراء يوضحون ما يفعله الجري بالجسم "الديناصور" الهندي.. هل يسرح في الطبيعة حقا أم في مخيلة البشر؟ هل تغلب ريال مدريد على مان سيتي بالحظ؟.. غوارديولا ينهي الجدل أراوخو يرد على انتقادات غوندوغان لأدائه في لقاء سان جيرمان 4 من دولة واحدة.. 5 نجوم عرب في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا رئيس الأركان الجزائري: بلادنا في أشد الحرص على قرارها السيادي تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه "خطير جدا" الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ولا تقوم بأنشطة مراقبة ولا تدعم أي طرف اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ماكرون يرفض الاتهامات بازدواجية المعايير بسبب زيادة مشتريات فرنسا من الغاز الروسي بينهم محكوم عليهم بالإعدام.. رئيس زيمبابوي يعفو عن آلاف السجناء بمناسبة عيد الاستقلال بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصول الروسية المجمدة في دعم أوكرانيا القوات الجوية الروسية تدمر 5 قواعد للمسلحين في محافظة حمص السورية الصفدي يبحث مع رئيسة اللجنة الدولية للصليب وجهود إيصال المساعدات لغزة

القسم : بوابة الحقيقة
روسيا تأخذ بكلام الملك
نشر بتاريخ : 5/6/2017 11:32:34 AM
د هايل ودعان الدعجة
 
بقلم: د . هايل ودعان الدعجة
 
في اللقاء الذي جمع بين وزير الخارجية ايمن الصفدي ونظيره الروسي سيرجي لافروف مؤخرا لبحث الازمة السورية وقضايا المنطقة ، قال لافروف بان روسيا استمعت لكلام الملك عبد الله الثاني ، بان المفتاح الأساسي لجهد دولي فعال في سورية ، هو التعاون بين روسيا وأميركا ، وان روسيا على استعداد تام لذلك . وبنفس الوقت فقد اشارت أوساط دبلوماسية روسية الى ان زيارة الصفدي لروسيا هدفت الى استطلاع مجالات لتقريب وجهات النظر بين موسكو وواشنطن . حيث أبدت روسيا استعدادها لتطوير افاق التعاون مع اميركا تمهيدا لاجراء اتصالات جديدة بين الطرفين لفتح مجالات للتسوية السياسية في سوريا . ما يؤشر الى تأثير جلالة الملك ودوره كوسيط بين الأطراف الدولية الفاعلة بشأن ملفات المنطقة ، والذي طالب في مقابلة مع بي بي سي البريطانية قبل فترة بضرورة التخلص من المنظور الغربي ـ الشرقي القائم على عقلية الحرب الباردة في التعاطي مع هذه الملفات . مؤكدا على ان على اميركا وروسيا ان تتفهمان باننا نتعامل مع خطر أسوأ من الحرب الباردة ، ممثلا بالإرهاب وبالخوارج الخارجين عن الاسلام ، وان تفتح مفاوضات فيينا بشأن الازمة السورية عيون جميع الأطراف للتوصل الى حل سياسي حول سوريا . واذا لم يتحقق ذلك ، فسوف يربح المتطرفون الأشرار مع الأسف .

 ان الأجواء الدولية الجديدة التي رافقت انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة ، قد أسهمت في التحول اللافت في الموقف الروسي من الملف السوري لجهة التعاون مع اميركا بشأن الملف السوري ، اتساقا مع قيام روسيا بالاستماع لكلام جلالة الملك في هذا المجال واخذه بعين الاعتبار . فمع دخول الولايات المتحدة وبقوة على خط الازمة السورية ، وتوسع العمليات العسكرية وانتشارها بطريقة اخرجتها عن سيطرة اطراف الصراع ، وجدت روسيا نفسها مضطرة الى إعادة حساباتها وترتيباتها في التعاطي مع هذه الازمة التي اخذت تشهد المزيد من التعقيد والتأزيم والفوضى ، وانها لم تعد تنفرد بالاحداث الجارية ، ولم تحسن التصرف باوراق اللعبة عندما كانت تتحكم بها ، ربما لانها شعرت للحظة بانها تمسك بكافة خيوطها وتستطيع نسجها بالطريقة التي تتوافق ومصالحها بعد طول غياب عن معادلة التوازنات الإقليمية والدولية التي كانت في يوم من الأيام احد أطرافها الفاعلة والمؤثرة ، واذا بها تعود لها من البوابة السورية هذه المرة مستغلة تردد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وعدم جديته في التعاطي مع الازمة السورية ، مركزة جهودها على الحسم العسكري لفرض سياسة الامر الواقع . ومع قدوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدا ان هناك تغيرات وتطورات في الموقف الأميركي ، وبما يشبه الانقلاب على سياسة سلفه أوباما ، تمثل ذلك في عودة الولايات المتحدة وبقوة الى المنطقة ، وان روسيا لم تعد تنفرد بالملف السوري . ما يفسر الضربة الأميركية الصاروخية لمطار الشعيرات ردا على استخدام النظام السوري للغاز الكيميائي ضد المدنيين في خان شيخون ، كما ترى الولايات المتحدة ، وما اعقب هذه الضربة من تصريح للرئيس ترامب الذي قال بانه ليس أوباما ، وبانه لن يرسم خطوطا حمراء وينتظر انتهاكها ، وسيواصل استخدام القوة دون تحذير مسبق ، إضافة الى ما قاله مستشار الامن القومي الاميركي ماكماستر بان الوقت قد حان لاجراء محادثات حازمة مع روسيا بشأن دعمها للحكومة السورية ، محملا إياها المسؤولية عن استمرار الحرب في سوريا . الى جانب زيادة التواجد العسكري الأميركي في سوريا ( الرقة ) وفي الجوار السوري في شمال الموصل والانبار ، ومحاولة انشاء قاعدة عسكرية  في الرطبة لتأمين الطريق الدولي بين العراق وسوريا ولمواجهة النفوذ الروسي ، وكذلك سعي الإدارة الأميركية الى إعادة تحالفاتها الإقليمية( والدولية ) التقليدية لعزل روسيا ، التي تراهن في المقابل على تحالف إقليمي ( سوريا وايران وحزب الله )  انطوى على اكلاف عسكرية ومالية واقتصادية باهظة في ظل أوضاعها الصعبة الناتجة عن تدني أسعار الطاقة والعقوبات الغربية المفروضة عليها . إضافة الى شعورها بان الامور في سوريا باتت شائكة ومعقدة ، ولم تعد تحت السيطرة ، وانه لا بد من إعادة التفكير بكيفية إدارة الازمة السورية ، بطريقة تجعلها تحافظ على المكتسبات والمصالح التي حققتها ، وان تضمن مشاركة فاعلة في وضع الترتيبات الخاصة بمستقبل سوريا ، والا فانها ربما تجد نفسها خارج الحسابات وقد تتورط في المستنقع السوري .
من هنا يمكننا ان نقرأ المقترح الروسي بانشاء اربع مناطق في سوريا لتخفيف حدة التوتر والتصعيد بين القوات الحكومية وقوات المعارضة المسلحة وإيجاد قوات فصل محايدة بين الطرفين لفرض التهدئة للدفع بالانتقال السياسي ووضع العملية السياسية على سكة الحسم  .

 في المقابل فقد طرح الرئيس  ترامب فكرة إقامة مناطق أمنة داخل الأراضي السورية للمدنيين الفارين من العنف . في إشارة الى ان فرصة التعاون والتفاهم بين البلدين تبقى قائمة .
 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023