القسم : مقالات مختاره
ليست مجرد أهزوجة
نشر بتاريخ : 6/1/2025 9:06:57 AM
فيصل الشبول


 

كتب فيصل الشبول

كان المشهد في غاية البساطة. فرقة طلاب وطالبات وبعض متخرجي جامعة عين شمس المصرية، من دون أن ترافقها فرقة موسيقية، تنشد للأردن ولجلالة الملك وللأردنيين وللشماغ الأحمر.

‏أحسن السفير الأردني في القاهرة الصديق أمجد العضايلة صنعًا باستضافة الفرقة وأداء الأهزوجة في مقر السفارة؛ شباب مصر يهتفون باسم الأردن ولهجة أردنية على أرض أردنية في وسط القاهرة.

‏ليست مجرد أهزوجة، فغناء الأشقاء المصريين للأردن وتواصلهم وثناؤهم على الأردن وقيادته وشعبه بات سمة اعتدنا عليها خلال السنوات العشر الماضية على الأقل.

‏يدرك الأشقاء المصريون دور الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني على الصعيدين القومي والدولي، وقدرته على التأثير والتواصل، والدفاع عن قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وقد دافع جلالته عن مصر، وكان أول زعيم عربي يزورها بعد انتهاء مرحلة اختطافها، وأكّد ضرورة استقرارها ووحدة أهلها يوم حاول مختطفوها الزج بها في فوضى الإقليم.

‏وقف الأردن إلى جانب مصر الشقيقة في أحلك الظروف، وأكّد في كل مناسبة أن الأمة ستكون بخير إن كانت مصر بخير.

ووقفت مصر الشقيقة كذلك إلى جانب الأردن في كل مناسبة، وهي تنظر إلى الأردن باعتبار أن استقراره وأمنه وازدهاره ركيزة أساسية لأمن واستقرار الأمة والإقليم.

‏التنسيق بين القيادتين في مختلف الشؤون الإقليمية والدولية في أعلى مستوياته، وتتولى حكومتا البلدين التعاون في مختلف مجالات العمل المشترك الثنائي، وكذلك بشأن قضايا الإقليم.

‏يدرك الأردن أن مصر، وهي الشقيقة الكبرى، تناط بها مسؤوليات قومية حتى في أصعب الظروف الاقتصادية التي تواجهها، فمصر من حيث موقعها ومقوماتها وتاريخها لا بد أن تنهض بمسؤولياتها في لملمة الشتات العربي الذي آلت إليه أحوال الأمة.

‏لم يعد النظام العربي الذي تأسس منذ نحو ثمانية عقود قائمًا اليوم. فجامعة الدول العربية في أضعف أحوالها، وحالة الاستقطاب الإقليمية التي اتُّبعت أيام الربيع العربي أوصلتنا إلى دمار غير مسبوق.

‏يدرك الأشقاء المصريون كذلك أهمية دور الأردن ومكانة جلالة الملك عربيًّا وإقليميًّا وعالميًّا، وأن التواصل والتنسيق المشترك بين البلدين ومع الأشقاء العرب يشكل ضرورة قصوى لإيجاد مخرج من أزمات المنطقة، والعودة إلى نظام عربي جديد ولو بالحد الأدنى.

‏ست دول عربية منكوبة اليوم ولا تزال، وجرح فلسطين ينزف بلا توقف.

‏لوّح بالشماغ الأحمر ليست مجرد أهزوجة أردنية بأصوات شابة مصرية، بل هي تعبير عن علاقات أخوية وثيقة، سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا. هي عاطفة المصريين تجاهنا، والشعور متبادل.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023