بقلم الأعلامي م. عادل الرفايعة
في وطنٍ من ذهب، حيث تشرق شمس العروبة كل صباح على ترابٍ
طاهر، يقف الأردن شامخًا، قويًا، آمنًا، بفضل سواعد رجاله الأوفياء، وقيادته
الحكيمة، وعلى رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه.
هذا الوطن الذي لطالما كان واحة أمن واستقرار في محيط مضطرب، لم يكن ليبقى كذلك
لولا الجهود العظيمة والتضحيات الجليلة التي تبذلها دائرة المخابرات العامة
الأردنية.
لقد أثبتت المخابرات الأردنية، على مدار العقود، أنها الحصن
المنيع الذي يحمي الوطن من كل تهديد، والسياج الذي يذود عن أمن المواطن وكرامة
الدولة. عملٌ دؤوب لا يعرف الكلل، وسهرٌ دائم خلف الكواليس، يحول دون كل خطر قد
يمسّ أمننا الوطني. إن رجال المخابرات الأردنية يستحقون منا كل الشكر والتقدير،
فهم لا يظهرون في المشهد، لكن أثرهم حاضر في كل لحظة أمان نعيشها.
ولأننا نعيش في عصر تشتد فيه التحديات وتتسارع فيه الأحداث،
فإن الحاجة إلى أجهزة أمنية محترفة ومتيقظة تصبح أكثر إلحاحًا. وهنا تتجلى عظمة
المخابرات الأردنية، التي لم تكتفِ بالدفاع عن حدود الوطن فحسب، بل أصبحت نموذجًا
عالميًا يُحتذى به في الاحترافية، والدقة، والعمل الاستخباري النظيف والفعال. لقد
أثبتت المخابرات قدرتها على استباق الأخطار، وتفكيك الشبكات الإرهابية، وحماية
الأرواح، دون ضجيج أو ادعاء، بل بعمل صامت، تُتَرجم نتائجه إلى أمنٍ نلمسه كل يوم.
وجلالة الملك عبد الله الثاني، القائد الأعلى للقوات
المسلحة، هو القائد الملهم، والأب الحاني، الذي لا تغيب عن عينه مصلحة الوطن ولا
يرتاح له بال إلا بتحقيق أمن المواطن واستقرار الدولة. ففي ظل توجيهاته السامية
ومتابعته الدقيقة، أضحى جهاز المخابرات العامة نموذجًا في الاحتراف والكفاءة، يعمل
وفق رؤية ملكية حكيمة ترتكز على حماية الأردن وصون سيادته. لقد وجّه جلالته هذا
الجهاز الوطني ليكون متيقظًا دائمًا، يعمل بصمت وإخلاص، ويسبق التحديات بخطوات
واثقة، مجسدًا بذلك معاني القيادة الراشدة والحكمة العميقة. وبحنكته السياسية وبعد
نظره، استطاع جلالة الملك أن يجعل من الأمن الوطني أولوية عليا، فكان حصنًا للوطن
وسندًا لأجهزته في مواجهة كل الأخطار.
وإننا كمواطنين أردنيين، نعتز بهذا الإنجاز وندرك أن الأمن
الذي ننعم به ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة لتكامل القيادة والشعب، والمؤسسات
الأمنية. فكلنا شركاء في حب هذا الوطن، وواجبنا أن نكون أوفياء، أوعى، وأشدّ
تمسكًا بالثوابت التي أرساها الآباء المؤسسون، والتي يواصل جلالة الملك عبد الله
الثاني ترسيخها بثبات. نعاهد الله ثم نعاهد الملك بأن نبقى الجند الأوفياء في خندق
الوطن، نبنيه بالعلم والعمل، ونحميه بالوفاء والانتماء.
إن حبنا للأردن ليس مجرد كلمات، بل هو انتماءٌ متجذّر في
قلوبنا، وولاءٌ صادق نترجمه دعاءً، وعملًا، ودفاعًا عن ترابه. فالأردن ليس مجرد
وطن، بل هو هوية، وكرامة، وتاريخ، ومستقبل.
كلّ الشكر والتقدير للمخابرات الأردنية، ولكل من يحرس
حدودنا، ويحفظ أمننا. وكلّ الحب والوفاء لجلالة الملك عبد الله الثاني، الذي نراه
قدوتنا ورمز عزّتنا. ودام الأردن آمنًا، عزيزًا، حراً، بقيادتكم وبإخلاص شعبه
الوفي.
اللهم احفظ الأردن قيادةً وشعباً وجيشاً وأمناً، اللهم اجعل
هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، وبارك لنا في جلالة
الملك عبد الله الثاني، وأيده بنصرٍ من عندك، واحرسه بعينك التي لا تنام، ووفّق
رجال أجهزتنا الأمنية إلى كل خير، وردّ كيد كل من أراد بوطننا سوءًا في نحره، إنك
وليّ ذلك والقادر عليه.