إربد .. هل يحسم القضاء اشكالية مشروع "حسبة الجورة" ؟ ترحيب عربي ودولي واسع بخارطة الطريق الأردنية السورية الأميركية بشأن السويداء ايمن هزاع المجالي: زيارة الأمير تميم تعكس عمق العلاقات الأردنية القطرية - فيديو الزعبي: المال السياسي شوّه الحياة النيابية وشراء الأصوات أضعف ثقة الأردنيين بالبرلمان - فيديو مجزرة جديدة.. عشرات الشهداء باستهداف الاحتلال مدينة غزة مبابي يكشف سر فوز ريال مدريد على مارسيليا إيزاك ينضم لقائمة ليفربول أمام أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا الفيدرالي الأمريكي يخفض الفائدة لأول مرة في 2025 علي السنيد يكتب : مستشارية العشائر والدور المنشود الاردن يدين قيام جمهورية فيجي بفتح سفارة لها في القدس المحتلة فريق طبي أردني ينقذ شاباً فلسطينيا تعرض لإصابة قاتلة من مستوطنين ورشة توعوية حول الآثار السلبية للإدمان والمخدرات في جرش مديرية شباب البترا تعقد لقاءً مع أصحاب المبادرات والمشاريع الصغيرة الجريمة في ايرلندا والصلح في الرمثا.. عشيرة البشابشة تتنازل عن حقوقها في قضية قتل مهرجان جنى العسل ومنتوجاته في جرش
القسم : مقالات مختاره
أهلا دكتور...
نشر بتاريخ : 4/2/2017 2:36:26 PM
د. صبري الربيحات


د. صبري الربيحات

في الأردن، شكّل التعليم احد اهم الوسائل التي حررت الناس من الجوع والفقر والعوز، وقد اقبل عليه الفقراء والاغنياء وتنافست عائلات الارياف والبوادي والمخيمات في توفير الظروف والفرص للابناء لتحصيل اعلى المراتب العلمية في التخصصات والميادين المختلفة.

الهزيمة العربية وخسارة الارض الفلسطينية كانت دافعا اضافيا لتوجه المهاجرين للتعليم باعتباره الفرصة والامل والوسيلة لاندماج المهاجرين في المجتمعات المضيفة وتوفير الامن النفسي والاقتصادي للافراد  والاسر التي فقدت اوطانها وممتلكاتها.

في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وقبل ان تكتمل شبكة الجامعات الاردنية لتستوعب المؤهلين من الراغبين في التعليم،  التحق آلاف الشباب الاردني بجامعات عربية وعالمية، حيث كانت بغداد ودمشق والقاهرة وبيروت تستضيف غالبية الدارسين للحقوق والتجارة والاداب والعلوم الاجتماعية والطب والهندسة، في حين اتجه الطلبة الاكثر حبا للمغامرة الى جامعات اوروبا الشرقية واليونان واميركا وبعض الجامعات الاوروبية والعالمية في تخصصات علمية وتطبيقية متنوعة.

الشباب والشابات الذين لم تمكنهم ظروفهم من الانتظام في الجامعات التحقوا ببرامج التعليم بالمراسلة، حيث وفرت الجامعات اللبنانية، وفي مقدمتها بيروت العربية، الفرصة لعشرات الاف الشباب العربي لدراسة القانون والاداب والعلوم الاجتماعية، وفتحت للعديد من شبابنا الطموح نوافذ الامل التي مكنتهم من المزاوجة بين التعليم والعمل واكسبتهم فرص النمو المهني.

اليوم، يوجد في الاردن ما يزيد على 32 جامعة تستوعب زهاء ربع مليون طالب، ويعمل فيها اكثر من عشرة الاف عضو هيئة تدريس.   في كل عام تزود جامعاتنا المجتمع بما يزيد على خمسين الف خريج، اضافة إلى بضعة آلاف من جامعات عالمية وعربية اخرى.   في سوق عمل مزدحم وغير قادر على استيعاب الخريجين، تتجه اعداد كبيرة من خريجي الجامعات الى الالتحاق ببرامج الدراسات العليا المحلية والعربية طمعا في تحسين فرص الاستخدام  وفي محاولة لاستثمار الوقت ريثما تتهيأ لهم فرص العمل.

 في العقود الاخيرة ازدادت اعداد الحاصلين على درجة الدكتوراة،  في معظم التخصصات، عن حاجة السوق المحلية والاسواق العربية المجاورة. مئات الشباب والشابات التحقوا ببرامج الدراسات العليا في الاردن ومصر ولبنان وتونس والسودان وماليزيا والهند، وغيرها من البلدان التي تمتاز برامج جامعاتها بمرونة تلائم احتياجات الطلبة وتراعي ظروفهم.

ازدياد نسبة البطالة بين الرجال والنساء الحاصلين على الدرجات  والالقاب الجامعية العليا، كان سببا في تغذية روح الشكوى والتذمر التي اخذت تجتاح المجتمع الاردني وتشكل ملمحا من ملامح ثقافة المجتمع. وبالرغم من أهمية التعليم كوسيلة للنهوض والتقدم المجتمعي والحراك الاجتماعي الاقتصادي للافراد، إلا أن البعض لا يرجو من التعليم اكثر من الحصول على اللقب والإصرار على استخدامه في كل المواقف والظروف.

في أحد البيوت الأردنية تنادي الزوجة زوجها بـ"الدكتور" في كل مرة تحادثه أو تتحدث عنه. وفي أسرة أخرى يجلس ثلاثة اخوة على طاولة مع مجموعة من الضيوف، ويتبادل الإخوة الحديث والاشارة لبعضهم البعض بـ"الدكتور" و"زي ما حكى الدكتور"، وغيرها من الاشارات التي تشعرك بجوع الشخصية الاردنية الى اللقب.

 بعض الاشخاص يحاولون مجاملة بعض المسؤولين او النفاق لهم بإضافة لقب دكتور إلى أسمائهم بالرغم من انهم لا يحملون اللقب. في  بعض الاوساط الاردنية يرى البعض ان كل من حصل على شهادة الدكتوراه او لقب دكتور مستكمل لشروط الحلول في مواقع ادارية وسياسية متقدمة، فهو مشروع نائب او مدير عام أو وزير أو سفير، وهو بانتظار دوره للحلول في أحد هذه المواقع.

 في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كان الآباء والامهات يتطلعون إلى اليوم الذي يحصل فيه أبناؤهم على اللقب لتتم مناداتهم بـ"أبو الدكتور" و "أم الدكتور". أما اليوم، فقد أصبح الحصول على اللقب مدخلا  للتفاوض مع الدولة والمؤسسات، وربما العشيرة، من أجل أن يصبح حامل اللقب مسؤولا رفيعا او نائبا او شيخا.
عن الغد

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025