ارتفاع الإيرادات المحلية العام الماضي إلى 8.432 مليارات دينار تنظيم الاتصالات تنشر تقريرها حول مؤشرات القطاع للربع الأخير من 2023 القوات المسلحة تنفذ 5 إنزالات جوية على غزة الاحتلال يفرج عن 7 معتقلين من الهلال الأحمر صحة غزة : 6 مجازر ضد العائلات في مناطق متفرقة بالقطاع وصل منها للمستشفيات 62 شهيدا مجلس الأعيان يقر مشروع قانون العفو العام كما ورد من النواب الربط الكهربائي الأردني العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية الربع الرابع من العام الماضي الأعيان يناقش اليوم مشروع قانون العفو العام حزب الله يستهدف موقع ‏رويسات العلم وجنود العدو في محيط مستعمرة شتولا بقذائف المدفعية دراسة: البشر ينقلون فيروسات إلى الحيوانات أكثر مما نلتقط منها عالمة روسية: جٌلّ الأبحاث الغربية مجرد أكاذيب علماء أميركيون على وشك التوصل لعقار يغنيك عن الرياضة فلوريدا تحظر إنشاء حسابات للأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي 32552 شهيدا و74980 مصابا من جراء العدوان على غزة

القسم : بوابة الحقيقة
تاج أم حذاء.. !
نشر بتاريخ : 3/19/2017 4:02:00 PM
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

بقلم: م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

تبدأ قصتها فتقول كانت حياتي عبارة عن جحيم، فبعد أن تزوجت زواج تقليدي كان زوجي أيام الخطوبه قمة الرومانسية والاحترام وكنت أشعر أني أسعد إنسانة في الدنيا، وكنت أدرس أنا وزوجي وعمري 18 وعمره 20، أحببت زوجي حتى أن كلمته كانت لا تناقش أبداً، وكنت أبيع ذهبي لمساعدته عندما يمر بصعوبات مالية، كما كنت قليلة المطالب حتى لا يمل مني، وجعلت من البيت جنة له أعامله فيه كالطفل المدلل، فجاءت مكافأة ذلك بالخيانة، نعم بالخيانة للأسف، وليس هذا فقط بل تفنن في تعذيبي، وتحول إلى رجل صامت لا ينطق بحرف واحد ثم أخرجني من الجامعة وأصبح لا يرى إلا نفسه، وكنت أحاول إرضائه وأبكي له كثيراً فيرضى يوم ثم يعود بقية الأيام تعذيب وشتائم وأنا أصمت وأتحمل لأني كنت أحبه ولا أريده أن يتركني أو يطلقني، حتى جاء ذلك اليوم الذي غير مجرى حياتي، تكلمت معه يومها بموضوع جامعتي وأني أريد العودة للدراسة فضربني وشوه جسمي بالعقال حتى أصبح جلدي أزرق، وكان بعدها يضربني ويشتمني لدرجة أني تعودت على الكلام البذئ، وكان يقول لي مع الشتائم: أنظري لشكلك بالمرآة فمثلك لا يمكن أن أفكر أن أنظر إليها، وأصبحت هذه الجملة تقتلني من الداخل أكثر بكثير من الضرب وأتحسر على كل ما قدمته لأجله، فقررت أن تكون بداية التغيير بهدوء من دون أن يشعر بذلك لأني كنت أعتقد أني أنا من تسببت بتغيره بضعف شخصيتي وعدم إهتمامي بنفسي، وبدأت برنامج صحي لتخفيض وزني الذي كان وصل 90 كغم، وكان زوجي وسيم وجسمه رياضي ويهتم بنفسه، فأصبحت أتجاهله برغم أني أتمنى أن أقول له كلام جميل لكني كنت أقاوم نفسي حتى يشعر بما يفعله معي، وتابعت برنامجي الرياضي من خلال مقاطع خاصة بذلك وأقوم بتحميل كتب وأقرأها، فأصبح عندما يحضر للبيت ويراني متزينة وأقرأ وأحاول الاهتمام بنفسي يحاول التقرب مني وسؤالي عن الكتب التي أقرأها، فأصبحت أخبره بأمور أول مرة يسمع عنها وهنا بدأ بالتحدث معي بعد أن كان الرجل الصامت، وكنت أحاول قراءة الطرائف له حتى لا يمل مني فأصبح يحب الجلوس بالبيت، وكنت تغيرت معه فأصبحت لا أتصل به إذا غاب إلا للضرورة وأرسل له رسائل قليلة فقط، وإجتهدت بالرياضة فبدأ وزني يقل فأصبح يتشجع ويذهب معي للسوق ويوافق على ذهابي للصالونات فعرفت أنه يجب أن يرى التغيير بعينه حتى يتغير معي، وتشجعت على التغيير أكثر وأصبح زوجي بالنسبة لي هو التحدي، وشعرت به يتغير معي لكن خياناته كانت مستمرة، وكنت أظهر أنني لا أعرف عنها وأعمل بصمت وإنشغلت بنفسي، وعندما يكون بيننا نقاش ويبدأ بالشتائم كنت أجيبه بكل أدب ولكن بأسلوب قوي لا يسمح له بالتمادي معي وأظهر إنزعاجي من ذلك بعد أن كنت أصمت ولا أجيب فأصبح يتردد بشتمي وكنت أحاول إشعاره بشخصيتي ومواقفي، ومرت الشهور وأنا على هذه الحالة أطلب منه ولا أعطيه من ناحية الماديات وأعمل على تنمية شخصيتي ومواقفي وثقافتي، وأشعرته بأنه كلما أعطيتني أعطيتك، حتى جاء اليوم الذي جاءني فيه وقال لي أنه قام بتغيير هاتفه فعرفت عندها أنه وجد بي أخيراً الانسانة التي يتمناها، فرجعت إبنة 18 عام ووثقت بنفسي وأصبح يثق بي لدرجة إستشارتي بعمله ودراسته، وتغير معي بشكل كامل بسبب تغييري لنفسي، حتى أنه عرض علي العودة للجامعة من تلقاء نفسه، وأصبح يعاونني بأعمال البيت والتنظيف، لكن هذا لم يأتي بيوم وليلة وإنما رحلة تغيير إمتدت 20 شهراً للوصول لهذه النتيجة، وهو ما جعلني أتيقن أنني يجب أن أحب نفسي وأهتم بها حتى يحبني زوجي ويهتم بي، وقد رجعت أخيراً للدراسة في الجامعة وأصبحت أجمل مما كنت عليه في السابق شكلاً ومضموناً، والأهم أن حياتي تحولت بفضل التوكل على الله عزوجل ثم بالصبر والتصميم والعمل الجاد إلى أفضل مما كانت ولله الحمد.

قصة تخبرنا في سطورها الكثير لتذكر البعض ممن يدخل بيته متجهماً مطلقاً سهام غضبه باتجاه زوجته بأنها من شقائق الرجال من لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم، رفيقة عمره وشريكة أيامه بحلوها ومرها، من قررت الخروج من رعاية وحنان مملكة والدها وأشقائها لتكون في كنف حنان وحماية ورعاية مملكته لها ولمستقبلها، لتنتظر منه الرفق والاهتمام كأقرب الناس إليه، وأولى الناس بحسن معاملته.

ورحم الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي جاءه رجل يشتكي إليه من زوجته ليسمع عند بابه صوت زوجته ترفع صوتها وتخاصمه فيقرر العودة قبل أن يتفاجأ بأمير المؤمنين يخرج من بيته مصادفة ويعرف سبب وقوف الرجل ببابه فيقول له: يارجل والله لقد بسطت منامي وطهت طعامي وتحملت أوزاري أولا أحتملها أنا كذلك إذا رفعت صوتها في وجهي، وصدق من قال إن أردت زوجتك أن تكون معك ملاكاً فلتجعل من بيتها جنة لها فالملائكة لا تعيش إلا في الجنان، وكذلك ذلك الحكيم الذي أجاب أحدهم ممن بادر في أحد المجالس بالسؤال هل يستطيع أحد أن ينكر أن المرأة كالحذاء متى ما أردت تلبسها في رجلك ومتى ما أردت تخلصت منها وخلعتها وغيرتها في قدمك حتى تجد المرأة التي تناسبك، ليجيبه: نعم صحيح هي كالحذاء لمن إعتبر نفسه قدماً لكنها تاجاً لمن إعتبر نفسه ملكاً يضعها فوق رأسه ويحفظها أينما ذهب.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023