الحرس الثوري الإيراني يعلن حالة التأهب القصوى بعد صواريخ "إسرائيلية" مسؤول اميركي: صواريخ "إسرائيلية" ضربت موقعا في إيران أجواء مائلة للدفء في أغلب المناطق حتى الاثنين انفجارات بأصفهان.. إيران تنفي وقوع هجوم خارجي و"إسرائيل" ترفض التعليق "مرض قاتل" ينتشر في ولاية أمريكية ويهدد حياة البشر بعد وصول مغامر بريطاني لأقصى نقطة في إفريقيا ركضا.. خبراء يوضحون ما يفعله الجري بالجسم "الديناصور" الهندي.. هل يسرح في الطبيعة حقا أم في مخيلة البشر؟ هل تغلب ريال مدريد على مان سيتي بالحظ؟.. غوارديولا ينهي الجدل أراوخو يرد على انتقادات غوندوغان لأدائه في لقاء سان جيرمان 4 من دولة واحدة.. 5 نجوم عرب في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا رئيس الأركان الجزائري: بلادنا في أشد الحرص على قرارها السيادي تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه "خطير جدا" الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ولا تقوم بأنشطة مراقبة ولا تدعم أي طرف اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ماكرون يرفض الاتهامات بازدواجية المعايير بسبب زيادة مشتريات فرنسا من الغاز الروسي

القسم : بوابة الحقيقة
إن كنت غيورا على المال العام.. فانت "مسكين"!!
نشر بتاريخ : 2/18/2017 1:09:45 PM
د هايل ودعان الدعجة
 
بقلم: د هايل ودعان الدعجة

تكاد تكون ثقافة مستشرية في بعض دوائر القطاع العام ومؤسساته ، تلك السلوكيات اللامسؤولة التي يمارسها البعض بحق المال العام من نهب وسلب وسرقة ، واعتبارها بطولة ورجولة وفهلوة ، تجعله مؤهلا للاستمرار في العمل  والارتقاء في السلم الوظيفي والحصول على مواقع ودرجات متقدمة ، لانه يسير مع التيار ويحظى برضا وثقة عرابي الفساد من الشلة المتنفذة من بعض أصحاب النفوذ (المتغلغلين) في مفاصل هذه المؤسسات ، ويسيطرون عليها ويتحكمون بقراراتها وسياساتها وبالمستقبل الوظيفي للعاملين فيها . اما من يكون غيورا وحريصا على مصلحة الوطن والمال العام ، فينظر له من قبل هذه الشلة بازدراء واستهزاء وربما بشفقة ، وانه يغرد خارج سربها ويعيق اجنداتها المصلحية ، ولا بد من استئصاله والخلاص منه ، والدفع به الى خارج المؤسسة ، وخارج دائرة نفوذ هذه العصابة المتنفذة وتأثيرها بمجرد ان تتاح لها الفرصة بعد ان وضعته على القائمة السوداء ، لتبقي على خيوط شبكة مصالحها متماسكة ومتواصلة بعيدا عن أي إعاقات او اختراقات قد يتسبب بحدوثها أمثال هذا (الوطني) الغريب والدخيل على منظومتها الوظيفية !! . وقد تجد هناك من يقدم النصح لهذا الشريف مراعاة لمصلحته ، وخوفا عليه وعلى مستقبله ، اذا ما أراد الاستمرار في العمل ، وحتى لا يتم استهدافه ، ويعرض نفسه للعقوبات وربما يفقد وظيفته من خلال مطالبته بضرورة التخلي عن مواقفه ، وتحت شعارات انهزامية من مثل عدم حمل السلم بالعرض ، وهل تريد اصلاح الكون ، انت دافع من جيبتك، انت اغنى من الدولة ، وغيرها من العبارات الاستسلامية التي تمثل البيئة المناسبة لنمو هذا السرطان وتمدده داخل مؤسات الدولة  .

وحتى عندما  يكتشف او يلاحظ وجود مخالفات او تجاوزات مالية او إدارية في المؤسسة التي يعمل بها ، ويضع المسؤول عنه بصورتها ، والذي قد يكون من الشلة إياها ، تجده يشكره ويمتدحه ويثني عليه لامانته واخلاصه ، دون ان يدرك بانه دخل دائرة الخطر والاستهداف ، واصبح على اجندات العصابة التأمرية ، التي تبدأ تفكر بتصفيته وظيفيا بعد ان أقترب من عش الدبابير ، ذنبه انه غيور على المصلحة العامة ، دون ان تجد من ينصفه او يحميه او يدافع عنه.

واذا ما ذهبنا الى ابعد من ذلك في تتبع مسارات هذه الثقافة الموغلة في بعض مؤسسات القطاع العام ، فقد نصاب بالدهشة والحيرة على وقع المصطلحات التي يستخدمها مروجي هذه الثقافة في بعض الدوائر الرسمية في وصف الشخص الوطني ، النظيف والنزيه والغيور على مصالح الوطن ، عبر نعته " بالمسكين " كناية عن معاني أخرى مقصودة يخفيها وراء استخدامه لهذا المصطلح  بلغة لا تخلو من الاستهزاء والاستخفاف باصحاب المواقف الوطنية المشرفة في مؤسسات الدولة مثل ، على البركة ، بده يقيم الدين بمالطا ، وين عايش ، من أي كوكب قادم ، ما بعرف مصلحته ، خلي غيرته تنفعه !! حتى أصبحت الغيرة الوطنية تهمة من وجهة نظر هؤلاء اللصوص الفاسدين الذين انتفخت كروشهم وجيوبهم من خيرات البلد ، ومن بوابة الشللية واستغلال الوظيفة. فوفقا لمنطق هذه الزمرة من لصوص القطاع العام ، عليك ان تنخرط في اجنداتها الفاسدة حتى تقي شرورها ، وتفتح امامك أبواب المستقبل ، وتنعم ببركات الوظيفة والمنصب الوظيفي ، والا ستكون خارج الحسابات الوظيفية النفعية والمستقبلية ، وسيكون مصيرك الفشل .

 من هنا دخلت المديونية بارقام فلكية ، وبيعت أصول الدولة ومؤسساتها الحيوية ، وساءت أوضاعنا الاقتصادية والمعيشية  ، وتفشت ظاهرتي الفقر والبطالة ، وداهمنا غول الغلاء ، فمن يغلق باب الفساد بمفتاح الوطنية ؟ .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023