الاحتلال يعتقل 7 فلسطينيين في الخليل ويقيم حواجز عسكرية إصابات خطيرة خلال اقتحام الاحتلال لنابلس عدوان الاحتلال على طولكرم يتواصل لليوم الـ66.. دمار واسع واعتقالات ارتفاع غرام الذهب إلى 63 دينارا الاحتلال يهدم منشآت فلسطينية في عناتا جرش.. لقاء حواري في بليلا حول الرؤية الملكية للتحديث السياسي الإرهابي المتطرف بن غفير يقود اقتحام المستعمرين للأقصى بحراسة مشددة قوات الاحتلال تقتحم مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم عدوان الاحتلال على جنين يتواصل لليوم الـ72.. دمار واسع ونزوح جماعي قوات الاحتلال تهدم بركسا للخيول في القدس المحتلة لبنان يتلقى إشارات "غير مطمئنة" بتصعيد صهيوني وشيك ارتفاع مأساوي لضحايا زلزال ميانمار.. 2886 قتيلاً و4639 مصابًا الأمم المتحدة ترفض ادعاء الاحتلال بوفرة الغذاء في غزة: "سخافة مطلقة" الصين تطلق مناورات عسكرية واسعة في مضيق تايوان.. وتحذيرات أمريكية من "العدوان" 21 شهيدًا في غارات متواصلة لجيش الاحتلال على غزة

القسم : مقالات مختاره
فلسطين في انتخابات الاردن
نشر بتاريخ : 8/23/2016 6:27:53 PM
ماهر ابو طير
 

ماهر ابو طير

لا تغيب فلسطين عن انتخابات الاردن، من حيث كونها شعارا يقوم كثيرون بتوظيفه، وفي هذه الانتخابات تراجعت الشعارات المتعلقة بفلسطين، باعتبار ان كثرة من المرشحين باتت تعرف انه لايمكن «الضحك على ذقون الناس» بشعارات لايمكن تطبيقها عن فلسطين.

شعارات وظيفتها اثارة المشاعر، او توجيه رسالة محددة حول الاتجاه السياسي للمرشح، وفي مرات اثبات قدرات المرشح او قائمته، او السطو على البسطاء.

هذه الانتخابات، تراجعت الشعارات المرتبطة بفلسطين، والسبب في ذلك ايضا، ان انتخابات الاردن شهدت على مدى عقود فائتة، افراطا، في توظيف فلسطين كشعار، وباعتبارها جزءا من البرنامج الانتخابي لكثيرين، وكثرة كانت تتأثر بهذه الشعارات، من تحرير فلسطين الى محاربة التطبيع، وغير ذلك من تفاصيل مرتبطة بفلسطين.

الافراط الوظيفي. وانكشاف النواب والمرشحين امام الناس، وارتفاع منسوب الوعي ايضا، ادى الى تراجع سحرية الشعار، لكن فلسطين ذاتها لا تغيب في وجدان الاردنيين، والقصة تتعلق بالشعار فقط، الذي يريد حصد الاصوات، ومهمته وظيفية فقط.

لا ننكر هنا، ان من حق كثيرين التعبير عن موقفهم من قضية فلسطين، فهذا حق، ولا يتم تجريم الانسان او المس بوطنيته او دوافعه، اذا تحدث عن فلسطين، وليس المطلوب غياب فلسطين عن البرامج والشعارات، فالغياب هنا، مجرم ايضا، لكننا نتحدث عن زاوية محددة فقط، زاوية المعقولية في الشعارات، والمنطقية، اضافة الى عدم توظيف فلسطين ذاتها كوسيلة انتخابية انتهازية.

هذا امر بات يفهمه كثيرون في الاردن، في القرى والبوادي والمخيمات والمدن، فالتمدد في الشعارات، امر زائف، والنائب لا يحمي دائرته الانتخابية، ولا يمارس حقوقه في رقابة الحكومات، ولا يأتي الناس بأقل حقوقهم، فلماذا يتسلق على ظهر فلسطين، من اجل الفوز، وهل ينقصها فلسطين كل هذا «التوظيف غير المقدس» لحضورها وسحرها لدى الاردنيين جميعا.

دعونا نقف في نقطة توازن.اذا غابت فلسطين عن حملات المرشحين فهذه مصيبة، واذا حضرت بشكل انتهازي فهي مصيبة اخرى.ما يراد قوله ان تحضر فلسطين بشكل عاقل منطقي يناسب قدرات النائب، وقدرات الاردن، وعبر بوابة الحفاظ على الاردن حتى يبقى، بدلا من تفريطنا بالاردن، بأفعال كثيرة، فيما فلسطين تم احتلالها وسرقتها، وهذا خلل كبير جدا، يوجب التوازن عبر الشعارات والبرامج، عبر الكلام عن فلسطين بشكل منطقي، فلم يعد احد يصدق ان كل مجلس النواب المقبل قادر على تحرير قرية في فلسطين، ولا كل مجلس النواب المقبل قادر للاسف على فتح ملفات التطبيع، وهكذا يتم حرق الشعارات، بعد الفوز، واثبات ان فلسطين مجرد منصة للصعود.

اذا اردنا ان نخدم فلسطين، وشعبها، وقضيتها، فمن الممكن ذلك وبكل سهولة، وعبر الواقع وليس الشعارات، والوسائل كثيرة، اقلها ان نحمي الاردن من الخراب والفساد، وان لا نسمح بانهياره، ولا الاضرار به، وان تبقى روحنا العامة متوحدة، وان لا نميز في تعاملاتنا مع بعضنا البعض، وهناك وسائل كثيرة يمكن تعدادها، فالاردن الذي يسلم من الشرور، يعني بشكل مباشر، ان فلسطين، واهلها في الداخل، سيبقون في وضع افضل، مما لو خرب  الاردن لأي سبب كان.

فلسطين لا نريدها شعارا انتهازيا في الانتخابات النيابية، ولا جزءا من برنامج كاذب، هي فلسطين الاكبر من الشعارات، ولم يضيعها الا الشعارات على مدى عقود، ويكفيها ما هي فيها، ولا ينقصها فوق كل ذلك، توظيفا جديدا، في كل مآربنا التافهة.

مسكينة هي فلسطين التي يتم توظيفها في كل مكان، فحتى الانظمة التي تقمع شعوبها، تفعل ذلك، باعتبار ان هذا مدخل لتحرير فلسطين، ولدينا الاف الادلة على هذه التوظيفات غير الاخلاقية في العالم العربي.

ثم ان فلسطين، جزء من وجدان سبعة ملايين اردني، بشكل طبيعي، ودون ان يطلب فينا احد ثمنا على وجدانه، على شكل صوت انتخابي!!.
عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023