مصر تحذر من أي محاولات للمساس بالمقدسات الدينية في القدس رئيس الوزراء الأسبق عبدالرؤوف الروابدة بصحة جيدة الاتحاد يقلب الطاولة على الشباب في "ريمونتادا مثيرة" ويبلغ نهائي كأس السعودية الكرملين يرجح إمكان إرسال موفد روسي إلى واشنطن هذا الأسبوع "الغذاء العالمي" يحذر من نفاد إمداداته بغزة قريبا حقيقة إقالة وليد الركراكي من تدريب المنتخب المغربي الأردن يرحب بالاتفاق الثلاثي بين كل من طاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان الملك يزور جناح جمعية استعادة الأمل الأردنية المشاركة في القمة العالمية للإعاقة ببرلين مقتل شاب بعيار ناري بالخطأ في مأدبا ثورة في الدوري الإنجليزي.. تطبيق تقنية جديدة للحفاظ على نزاهة سير المباريات 288 ألف أردني سافروا للسياحة في أول شهرين من 2025 "سيتابعني بعد تلك الرسالة".. محمد صلاح يصدم "مؤثرة" حاولت التقرب منه "سأوصله إلى المطار بنفسي وأدخله إلى الطائرة".. مدرب إيفرتون يسخر من سؤال عن كيفية إيقاف محمد صلاح مباراتان في افتتاح الجولة 18 بدوري المحترفين غدا مجزرة جديدة في غزة.. الاحتلال يستهدف عيادة للأونروا ويقتل 41 شهيدا

القسم : بوابة الحقيقة
درس النملة!
نشر بتاريخ : 7/22/2023 3:58:32 PM
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

درس النملة!

 

 

ربما تكون كثيرة هي الدروس التي يمكن لبني البشر أن يتعلمها من واحدة من أصغر المخلوقات في هذا الكون، تلك النملة التي يراها أحدنا فرصة لإفراغ كل قوته في القضاء عليها، لكنه في المقابل يغفل عن دروس كثيرة يمكن تعلمها من هذا المخلوق الصغير العجيب.

 

بين تلك الدروس الكثيرة نجد الإصرار وعدم اليأس فنراها لا تفقد الأمل أبداً بل تقوم بتكرار المحاولة مرة تلو الأخرى حتى الوصول إلى النجاح في مبتغاها، كما نجد الدقة والنظام في العمل فنراها تسير بشكل منظم يعجز عنه بعض بني البشر، وفي طريق لا يتصادم فيه البعض مع البعض الآخر بل نرى النملة تتفادى الاصطدام بغيرها حتى وإن اعترض طريقها، هذا بالإضافة للمرونة العجيبة في تفادي العقبات ومواصلة المسير دون الالتفات للوراء أبداً، وغير ذلك الكثير من عجائب الدروس التي تتجلى في قدرة الله عزوجل في مخلوقاته، ومن بين هذه الدروس كان هناك درساً جعلنا نقف عنده طويلاً في الحقيقة ونحن نتأمل به.

 

ذلك الدرس المذكور في الآية 18 من سورة النمل في كتاب الله العزيز: ﴿حتى إِذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون﴾.

 

أنظروا لتلك النملة التي بمجرد رؤيتها للجيش الجرار القادم من بعيد لا تهرول إلى داخل مسكنها للاختباء وحماية نفسها، بل أن أول ما يخطر ببالها هو الاتجاه لقومها وأهلها ولفت انتباههم للخطر القادم حتى قبل التفكير بنفسها، وبرغم هول الموقف لا تنسى أن تقوم بتنبيههم ولكن أيضاً بكل ذوق!

 

لم تقل النملة سيقضي عليكم الجيش أو يجهز عليكم، أو أنكم مخلوقات ضعيفة لا حول لها ولا قوة أمام هذا الجيش، بل اتجهت لهم بكل لطف لتطلب منهم الابتعاد عن طريق الجيش حتى لا تكون هناك فرصة للجيش لتحطيمهم وهم لا يشعرون، واضعة العذر حتى للجيش قبل أن يصل! 

 

وهو القول الذي ربما كان من أكبر الأسباب التي جعلت سليمان عليه السلام يتبسم من قولها كما تذكر الآية التي بعدها، سبحان الخالق فيما أبدع وخلق، نملة من أصغر المخلوقات تضع أول اهتماماتها حماية بني جلدتها وإبعادهم عن طريق الخطر حتى قبل حماية نفسها، وبرغم ذلك لا تنسى اللباقة والذوق في اختيار ألفاظها، وبعض بني البشر يسارعون لحماية أنفسهم عند وقوع الخطر متناسين أهلهم وأقاربهم وكل عزيز عليهم، وربما تفاخروا بصراحتهم المؤذية حتى مع أقرب الناس لهم معتبرين ذلك ضرباً من ضروب القوة، وليت أمثال هؤلاء تعلموا شيئاً من درس النملة في تضحيتها ولباقة ولياقة تصرفها.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023