الاتحاد الأوروبي يدين هجوم مستوطنين على قافلتي مساعدات أردنية متجهتين إلى غزة وفاة عشريني غرقًا في سد كفرنجه رويترز: حماس تؤكد أن وفدها سيزور القاهرة السبت (ميتفورمين) يقلل كمية فيروس كورونا في الجسم مشاركة عزاء من اللواء مأمون أبو نوّار بوفاة الداعية د. عصام العطار حزب العمال البريطاني يطالب بانتخابات تشريعية بعد تفوّقه في المحلية الحسين إربد يجتاز الأهلي ويحافظ على الصداره الملك يهاتف رئيس دولة الإمارات معزيًا بوفاة الشيخ طحنون الأردن يتقدم 14 مرتبة في مؤشر الحريات الصحفية مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي قبيلتي عباد/ المهيرات وبني صخر / الزبن جمعية سواعد الاخاء بجرش تكرم عمال الوطن بمناسبة يوم العمال الملكة تستنكر "العقاب الجماعي" الذي تمارسه "إسرائيل" بحق الفلسطينيين وزيرة التنمية ترعى افتتاح سوق الكرك الاسبوعي التراثي الحرفي - سوق جارة القلعة - صور قصف على رفح وحماس تحضر ردها على مقترح الهدنة الحوثيون يعلنون بدء استهداف السفن المتجهة ل"إسرائيل " في البحر المتوسط

القسم : بوابة الحقيقة
درس النملة!
نشر بتاريخ : 7/22/2023 3:58:32 PM
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

درس النملة!

 

 

ربما تكون كثيرة هي الدروس التي يمكن لبني البشر أن يتعلمها من واحدة من أصغر المخلوقات في هذا الكون، تلك النملة التي يراها أحدنا فرصة لإفراغ كل قوته في القضاء عليها، لكنه في المقابل يغفل عن دروس كثيرة يمكن تعلمها من هذا المخلوق الصغير العجيب.

 

بين تلك الدروس الكثيرة نجد الإصرار وعدم اليأس فنراها لا تفقد الأمل أبداً بل تقوم بتكرار المحاولة مرة تلو الأخرى حتى الوصول إلى النجاح في مبتغاها، كما نجد الدقة والنظام في العمل فنراها تسير بشكل منظم يعجز عنه بعض بني البشر، وفي طريق لا يتصادم فيه البعض مع البعض الآخر بل نرى النملة تتفادى الاصطدام بغيرها حتى وإن اعترض طريقها، هذا بالإضافة للمرونة العجيبة في تفادي العقبات ومواصلة المسير دون الالتفات للوراء أبداً، وغير ذلك الكثير من عجائب الدروس التي تتجلى في قدرة الله عزوجل في مخلوقاته، ومن بين هذه الدروس كان هناك درساً جعلنا نقف عنده طويلاً في الحقيقة ونحن نتأمل به.

 

ذلك الدرس المذكور في الآية 18 من سورة النمل في كتاب الله العزيز: ﴿حتى إِذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون﴾.

 

أنظروا لتلك النملة التي بمجرد رؤيتها للجيش الجرار القادم من بعيد لا تهرول إلى داخل مسكنها للاختباء وحماية نفسها، بل أن أول ما يخطر ببالها هو الاتجاه لقومها وأهلها ولفت انتباههم للخطر القادم حتى قبل التفكير بنفسها، وبرغم هول الموقف لا تنسى أن تقوم بتنبيههم ولكن أيضاً بكل ذوق!

 

لم تقل النملة سيقضي عليكم الجيش أو يجهز عليكم، أو أنكم مخلوقات ضعيفة لا حول لها ولا قوة أمام هذا الجيش، بل اتجهت لهم بكل لطف لتطلب منهم الابتعاد عن طريق الجيش حتى لا تكون هناك فرصة للجيش لتحطيمهم وهم لا يشعرون، واضعة العذر حتى للجيش قبل أن يصل! 

 

وهو القول الذي ربما كان من أكبر الأسباب التي جعلت سليمان عليه السلام يتبسم من قولها كما تذكر الآية التي بعدها، سبحان الخالق فيما أبدع وخلق، نملة من أصغر المخلوقات تضع أول اهتماماتها حماية بني جلدتها وإبعادهم عن طريق الخطر حتى قبل حماية نفسها، وبرغم ذلك لا تنسى اللباقة والذوق في اختيار ألفاظها، وبعض بني البشر يسارعون لحماية أنفسهم عند وقوع الخطر متناسين أهلهم وأقاربهم وكل عزيز عليهم، وربما تفاخروا بصراحتهم المؤذية حتى مع أقرب الناس لهم معتبرين ذلك ضرباً من ضروب القوة، وليت أمثال هؤلاء تعلموا شيئاً من درس النملة في تضحيتها ولباقة ولياقة تصرفها.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023