الاتحاد يقلب الطاولة على الشباب في "ريمونتادا مثيرة" ويبلغ نهائي كأس السعودية الكرملين يرجح إمكان إرسال موفد روسي إلى واشنطن هذا الأسبوع "الغذاء العالمي" يحذر من نفاد إمداداته بغزة قريبا حقيقة إقالة وليد الركراكي من تدريب المنتخب المغربي الأردن يرحب بالاتفاق الثلاثي بين كل من طاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان الملك يزور جناح جمعية استعادة الأمل الأردنية المشاركة في القمة العالمية للإعاقة ببرلين مقتل شاب بعيار ناري بالخطأ في مأدبا ثورة في الدوري الإنجليزي.. تطبيق تقنية جديدة للحفاظ على نزاهة سير المباريات 288 ألف أردني سافروا للسياحة في أول شهرين من 2025 "سيتابعني بعد تلك الرسالة".. محمد صلاح يصدم "مؤثرة" حاولت التقرب منه "سأوصله إلى المطار بنفسي وأدخله إلى الطائرة".. مدرب إيفرتون يسخر من سؤال عن كيفية إيقاف محمد صلاح مباراتان في افتتاح الجولة 18 بدوري المحترفين غدا مجزرة جديدة في غزة.. الاحتلال يستهدف عيادة للأونروا ويقتل 41 شهيدا الملك يؤكد أهمية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة خلال القمة العالمية الثالثة للإعاقة 685 حالة طبية استقبلها مستشفى جرش الحكومي خلال أول يومين من عيد الفطر
قبل أكثر من 1400 عام من اليوم كان المسلمون صفاً واحداً يقفون خلف قائدهم في معركة بدر، محققين أول نصر للجيش الإسلامي مقابل جيش كان يفوقهم عدداً وعتاداً بل وحتى استعداداً، فماذا حدث معهم في المعركة الثانية؟
كان عدد جيش المسلمين في ثاني حروبهم في معركة أحد أكثر من ثلاثة أضعاف عددهم في أولى معاركهم، إلا أنهم برغم ذلك لم يتمكنوا من تفادي مرارة الهزيمة، فما الذي حدث يومها؟
كلمات بسيطة تناقلها الجند بينهم حتى انتشرت كالنار في الهشيم، لتنشر الفوضى بينهم وتبعثر التزامهم بأوامر قيادتهم، ما تسبب بهزيمة المسلمين في المعركة برغم كل استعدادهم لها، فماذا كانت تلك الكلمات وهل كانت بالفعل بتلك الأهمية والأثر؟
كانت تلك الكلمات ببساطة ربما أول إشاعة ذات أثر جسيم تسببت في أول هزيمة مريرة للمسلمين راح بسببها العشرات من الشهداء من خيرة رجال المسلمين رحمهم الله، عندما كان فحواها أن قائدهم في المعركة النبي محمد صلى الله عليه وسلم قتل في المعركة بينما كان عليه الصلاة والسلام مازال ثابتاً في قلب المعركة يقاتل جنباً إلى جنب مع كبار الصحابة، ولكن هذه المعلومة التي نقلت للأسف من جندي لآخر دون أي يتثبت منها، كانت سبباً رئيسياً في النهاية لانهيار الجيش وهزيمته في المعركة، وليبرز لنا هنا دليلاً ساطعاً على أثر نشر المعلومة دون التثبت منها وما يمكن أن تتسبب به، ما يؤكد للجميع أهمية الكلمة والنطق بها دون التحقق منها، ولماذا كانت يمكن أن تهوي بالإنسان في الويلات عندما ينطقها وهو لا يلقي لها بالاً، مستذكرين قول الله عزوجل في كتابه العزيز في الآية 36 من سورة الإسراء: }ولا تقف ما ليس لك به علم{، ما يظهر أهمية خلق الانسان بأذنين وفم واحد ليسمع ويتثبت مرة ومرتين قبل أن ينطق بلسانه، وأن يجتهد في أن لا يزيد كلامه الذي ينطق به عن نصف ما يسمعه في أكثر الأحوال.
ونعود لمثال آخر على تأثير الإشاعات ونشرها بين أفراد المجتمع، لنتوقف عند تلك الإشاعة التي استمرت أكثر من 40 عاماً يتناقلها الكثير من البشر على أنها حقيقة لا نقاش فيها، لتصبح بعدها أشهر كذبة في مجال الحفريات والآثار والأبحاث العلمية، عندما تم تقديم بقايا عظام متحجرة على أنها تعود للإنسان الأول، وكانت تتألف من عظام فك وأجزاء من جمجمة جمعت في عام 1912م من منجم حصى في بلتداون شرق ساسكس في إنجلترا، وقد أعطي لهذه العينة اسم الانسان الفجري وظلت أهمية هذه القطع المتحجرة موضع جدل حتى سطعت الحقيقة في العام 1953م، عندما تبين أن هذه القطع ما هي إلا قطع مزورة تم تركيبها عمداً وأن الفك السفلي هو لقرد الغاب وبقايا الجمجمة تعود لجمجمة إنسان حديثة، ولا تستغرب عندما تعلم أن المتسبب الأول بنشر هذه الكذبة مجهول حتى يومنا هذا!
وربما يطول الكلام إذا ما أسهبنا في سرد الأمثلة على أثر النشر بلا تثبت، وهو ما يمكن أن يتعرض له يومياً أي شخص بيننا عندما يجلس بجانبه من يقسم الأيمان المغلظة على صحة ما ينقل من معلومات، وهي في الحقيقة ليست أكثر من معلومة التقطها وهي تتطاير دون بذل أي جهد في البحث عن مصدرها أو معرفة حقيقتها، ولذلك كان من المهم إتقان فن نشر المعلومة، والتوقف كثيراً عند سؤالنا لأنفسنا "ترى هل أنشر؟" قبل نشر أي معلومة مهما صغرت أو كانت بلا أثر من وجهة نظرنا، خصوصاً لمن يعملون في الإعلام أو يتعاملون معه، وحتى لا يكون أحدنا مجرد جسر عبور لكل معلومة شاردة وواردة لا أصل لها يمكن أن تأخذ المجتمع بأكمله إلى الهاوية في بعض الأحيان بسبب كلمات بسيطة لم نحسب لها حساباً.