إعلام عبري: مقتل 3 جنود وإصابة 2 في استهداف سيارة عسكرية في جباليا زراعة جرش تطلق المدرسة الحقلية الرابعة بكفرخل كلية التمريض في جامعة جرش تحتفل بأداء قسم المهنة لطلبتها المتوقع تخرجهم تدريبات "النشامى" دون إنارة في مسقط قبل المواجهة الحاسمة أمام عٌمان رونالدو يوجه رسالة تهنئة لنجوم بلاده مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي آل خزنة كاتبي الف مبروك لـ احمد ابو الهيجاء ومحمد ابو خاروف ولي العهد لخريجي الكلية الجوية: بكم ستزهو سماء الأردن الغالي القضاة ينفي حضوره غداء الاوقاف بمكة الذي انسحبت منه البعثة الاعلامية مجهول يضع حفاضة طفل على رأس رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في مقهى الحملة الأردنية و"الخيرية الهاشمية" توزعان وجبات في محافظات غزة انتهاء المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول إذاعة "يوم القيامة" تخرج إلى الأثير برسائل غامضة! منحة للموظفين السوريين بقيمة 500 ألف ليرة بمناسبة عيد الأضحى الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء في قصر بسمان الزاهر

القسم : بوابة الحقيقة
مخاطر التباطؤ في مشروع تحديث الدولة
نشر بتاريخ : 3/8/2023 2:36:59 PM
زيدون الحديد

قبل عامين تقريبا وجه جلالة الملك عبدالله الثاني رسالة إلى رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي يوكل إليه رئاسة اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، والتي تشكلت من (92) عضوا من بينهم (18) سيدة فاتسمت اللجنة بالتنوع والتعددية وشملت مختلف التيارات السياسية والمكونات الاجتماعية والعمرية.

ومع بداية العام الحالي تم الإعلان رسميا عن البدء في تنفيذ مشروع تحديث الدولة الذي شمل المسارات الثلاث السياسية والاقتصادية والإدارية، فكان الهدف السياسي الوصول إلى برلمان متعدد الحزبية والبرامجية، اما الاقتصادي فهدفه توفير مليون فرصة عمل للعشر سنوات المقبلة، ويكون التحديث الإداري في المقابل هدفه تفعيل خريطة شاملة لتحديث القطاع العام وجعله يعمل كوحدة واحدة تتناغم مع التحديث الاقتصادي والسياسي معا.

نشاهد اليوم أن التحديث السياسي أصبح يتبلور بشكل سليم فخرج منه حتى اللحظة حزبيون يحملون تعددية مقبولة نوعا ما ،إلا انهم لا يلبون القدر المطلوب الذي فيه يكون الارتقاء بالحياة السياسية والبرلمانية والحزبية كما هو في التحديث السياسي المرسوم.

فعلى الرغم من تشكل الأحزاب إلا أن هناك تباطؤا في تشكيل أحزاب شبابية ونسوية تضمن دور الشباب والمرأة في تهيئة البيئة السياسية لهم بشكل عام، وتفتح المجال لتوسعة قاعدة المشاركة في صناعة القرار مع مرور المئوية الأولى على تأسيس المملكة.

فهذا التباطؤ سيشكل لدى الشارع ردة فعل عكسية نتيجتها الإيمان بعدم وجود نية حقيقية للتحديث السياسي هو ما سينعكس سلبا على مستقبل البرلمانات القادمة وضعف المنظومة السياسية ديمقراطيا وإبقاءها حبيسة أروقة المؤسسة التنفيذية والتشريعية.

اما في ما يخص التحديث الاقتصادي فقد سمعنا بالأمس أن الحكومة ستشرع في توفير 100 ألف فرصة عمل سنويا، من خلال جلب الاستثمارات لمحركات التشغيل في كافة القطاعات، والتي من ضمنها خطة مشروع المدينة الجديدة، إلا أن الحديث عن هذا الرقم المهول بحد ذاته يعتبر تحديا غير مسبوق ووعدا على الحكومة الحالية ومن بعدها من الحكومات القادمة لا يستهان به، وأن تكون أيضا جادة بشكل لا يدع للشك مطرحا كما يقال في تحقيق الهدف، لأن الوقوع في فخ التباطؤ كما حدث سابقا في مشاريع سابقة ستكون لها عواقب وخيمة وستنعكس سلبيا بشكل كبير على الجو العام.

ولأن التحديث الإداري يعمل بشكل متواز مع التحديث السياسي والاقتصادي فإن الأهداف المطلوبة منه في تحسين الخدمات المقدمة ورفع كفاءة الإدارة العامة يجب أن يلمسها الشارع الأردني بشكل أسرع كونها على تماس مباشر مع المواطن، فتحقيق التحديث هنا يدفع التحديث الاقتصادي والسياسي إلى التقدم بشكل مرن دون عوائق.

في النهاية من باب النصيحة اليوم، إن التباطؤ في تحديث الدولة كعدمه لان الأزمات السياسية والاقتصادية والإدارية أصبحت تضيق الخناق على المجتمع ككل وتجعله يتمحور في دائرة السلبية القاتمة، وبالتالي فإن سيطرة اليأس والإحباط على المنظومة العامة سيجعلان عجلة التقدم والتطور متوقفة إلى أجل غير مسمى وهو ما يضاد الرؤية الملكية في تحديث الدولة.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023