الخارجية تتابع مقتل مواطن أردني في روسيا إزالة اعتداءات على قناة الملك عبد الله بالشونة الجنوبية بدء التشغيل التجريبي لمصنع إيكونست المتخصص بإعادة التدوير بعد تعديل تعليمات بيع الخمور.. "عمان لحوارات المستقبل" تدعو الى احترام دستور الدولة ودينها بعد الجامعات الأميركية.. احتجاجات في جامعات وعواصم أوروبية تنديدا بالعدوان على قطاع عزة وزير الخارجية: الكارثة الإنسانية في قطاع غزة تتفاقم دون حلول واضحة المعالم الأشغال: بدأ العمل بمشروع صيانة الطريق الصحراوي من منطقة القويرة إلى جسر الاتحاد قريبا "تجارة الأردن": قطاع التجارة والخدمات حجر الأساس في الاقتصاد الوطني شهيدان في جنين واقتحامات جديدة في الضفة الغربية حماس تسلمت رد الاحتلال وتدرسه للرد عليه 47.4 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية اللقاءات الملكية بالمواقع الأثرية ... رسائل تأكيد بأن الأردن إرث للإنسانية ومتحف حضاري مفتوح استئناف المساعدات من قبرص لغزة بعد توقفها عقب مقتل موظفي الإغاثة تقرير إلانجازات يحدد أولويات التحديث الاقتصادي التي سيتم إنجازها العام الحالي حالة من عدم الاستقرار تؤثر على المملكة وتحذيرات من تشكل السيول

القسم : بوابة الحقيقة
حكومة "إسرائيل" في الطريق إلى الحرب الدينية؟
نشر بتاريخ : 1/14/2023 9:24:51 AM
د. اسعد عبد الرحمن

العام 2022، كان الأعلى من حيث انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين/ "المستوطنين" للمسجد الأقصى. ففي ظل تطورات خطيرة وسريعة، تزايدت حدة ووتيرة الاقتحامات طوال العام ليصل مجموع المقتحمين إلى 48238 متطرفاً، ولم تتوقف الانتهاكات عند حد عسكرة الساحات وتحويل المسجد إلى ثكنة عسكرية، بل تجاوزته إلى قيام المجموعات اليهودية المتطرفة بتصرفات رعناء واستفزازية لمشاعر المسلمين داخل الباحات!!!

 

اليوم، نحن أمام حكومة إسرائيلية جديدة متطرفة هي الأكثر تشددا في تاريخ الدولة الصهيونية حيث تضم 16 وزيراً من أعضاء ومؤيدي "جماعات الهيكل" وبيدهم شؤون الضفة الغربية والمسجد الأقصى و"الاستيطان" والهجرة، وهم من المؤيدين لبناء "الهيكل" مكان المسجد الأقصى، ويعتبرونها أولوية سياسية يجب أن توظف الحكومة الصهيونية إمكاناتها لتحقيقها. وتتأتى خطورة الأمر من كونهم يشكلون أكثر من نصف الوزراء البالغ عددهم 31 وزيراً. ويقف على رأس هؤلاء (بتسلئيل سموتريتش) من حزب الصهيونية الدينية وزير المالية والوزير الموكل بـ"الإدارة المدنية" في الضفة الغربية، و(إيتمار بن غفير) من حزب الصهيونية الدينية وزير الأمن القومي المسؤول عن الشرطة وعن ذراعها شبه العسكري "حرس الحدود"، والمسؤول عن قواعد فتح وإغلاق المسجد الأقصى على يد شرطة الاحتلال، إضافة إلى رئيس الكنيست الجديد (أمير أوحانا) الذي يتبنى مقولة "جماعات الهيكل المزعوم" رغم شذوذه الجنسي (فهو يجد في تأييدهم وسيلة لتعويض سخط التيار الديني المتطرف عليه) فضلا عن رئيس "مجلس الأمن القومي" الجديد (تساحي هنغبي) الذي كان قد أرسى الأسس الأمنية للاقتحام اليومي للمسجد الأقصى، والذي تولى تأسيس نظام المجسات والكاميرات لمراقبة أسوار الأقصى عندما كان وزيراً للأمن الداخلي ما بين عامي 2003-2005.

 

هناك مخاطر إقدام حكومة الاحتلال على الشروع بفتح الحرم القدسي الشريف أمام اليهود للصلاة، على غرار ما فعلوه في الحرم الإبراهيمي في الخليل، وهو الأمر المتضمن في اتفاقيات الائتلاف الحكومي الراهن. وبحسب صحيفة "هآرتس": "سيصدر بن غفير، كوزير للأمن القومي، تعليمات للمفتش العام للشرطة، وإلى قائد شرطة الاحتلال في القدس، بتوسيع سياسة غض الطرف، والصلوات بالهمس تصبح بصوت مرتفع أكثر، وحاشدة أكثر، وفي المقابل تتراجع سياسة إنفاذ القانون (على منع الصلوات اليهودية) أكثر، حتى يتم تغيير الوضع الراهن فعلياً، ودون الإعلان عن ذلك".

 

وإن كانت الحركة الصهيونية قد بدأت قومية، فإنها أدركت حقيقة كونها غير قادرة على النجاح بدون التعويل على العنصر الديني مقرونا بسعي مسعور أبداه (نتنياهو) للإفلات من المحاكمة وما تتضمنه من إذلال واحتمالات السجن . ففي الحكومة الحالية، تزاوجت المصالح السياسية والشخصية (في ظل العقلية الاستعمارية التي أسكرتها القوة الغاشمة) بين قوى اليمين وأقصى اليمين القومي ممثلا بالليكود وزعيمه (نتنياهو) وقوى أقصى اليمين الديني (المنوه عنها أعلاه) ليؤسسوا "حالة وحدوية" فيما بينهم. وإذا ما تذكرنا "الحالة الوحدوية" الأخرى الأخطر التي تجمعهم أصلا والمستندة إلى البرنامج الصهيوني الأصلي القائم على "استعادة مملكتهم على أرض إسرائيل الكاملة"، يتبين لنا أنهم لن يتوقفوا عن السعي لإنجاز ذلك الهدف المركزي عبر تحويل "اسرائيل" إلى دولة يهودية "داعشية" (ما لم يتم إيقافهم من قوى داخلية وخارجية ترفض هذه الأهداف والتحولات) حتى لو أدت مساعيهم إلى تفجير المنطقة من خلال حرب تأخد – أكثر فأكثر- صيغة الحرب الدينية.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023