امانة عمان تضبط 7 طن من اللحوم غير الصالحة للاستهلاك البشري في 27 ملحمة خلال رمضان ختام النسخة الثالثة من بطولة المملكة الرمضانية للبيسبول 5 على ملعب ماهر فونديشن توضيح حكومي حول تعليمات الدوام الرسمي والمرن.. صور ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال ميانمار إلى 2719 قتيلًا عون وسلام يدينان العدوان على الضاحية الجنوبية لبيروت مقترح لهدنة جديدة في غزة وحماس تطالب بالضغط على "إسرائيل" الدوريات الخارجية: هبات غبارية ورياح على الطرق الصحراوية ترامب قد يزور السعودية ودولا خليجية في أيار استشهاد 322 طفلا في غزة خلال عشرة أيام 4 شهداء في غارة لطيران الاحتلال على الضاحية الجنوبية لبيروت فرنسا تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي أجواء دافئة في أغلب مناطق المملكة الثلاثاء "أونروا": مقتل 408 عاملين في المجال الإنساني بغزة منذ بدء الحرب وحدة الطائرات العامودية الأردنية الكونغو 1 تحتفل بعيد الفطر السعيد في أرض المهمة "الجنائية الدولية": المحكمة تعتمد على الدول في تنفيذ قراراتها

القسم : بوابة الحقيقة
معضلة الميتافيرس
نشر بتاريخ : 11/2/2022 11:48:16 AM
طلال أبو غزالة

لقد ناقشت في الماضي المعضلة التي قد تنتج عن الدعوات لإنشاء الميتافيرس، أي تدعيم لعوالمنا المادية من خلال تقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزز لإنشاء واقع جديد يعيش فيه الجميع. ففي حين أن فكرة الواقع المعزز بشكل عام لها مزاياها، يبدو أن الحوار الحالي حولها تهيمن عليه تطلعات ورؤية مارك زوكربيرج لما يجب أن يشمله مستقبلنا الرقمي على وجه التحديد. فقد أنشأ زوكربيرج العلامة التجارية الجديدة "ميتا"، وتعهد بإنفاق 10 مليارات دولار أمريكي لبناء نسخته من الميتافيرس مدعيًا أن "ميتا" ستطور أسرع كمبيوتر خارق في العالم يعتمد على الذكاء الاصطناعي.

إن مخاوفي بشأن هذا الأمر متعددة الجوانب، بما في ذلك المخاطر التي حددتها ابنتي جمانة، المبتكرة وصاحبة براءات الاختراع والكاتبة المتخصصة في التكنولوجيا ومؤسسة منظمة Pivot For Humanity غير الربحية، في مقال نشرته على موقع Medium.com.

في المقال، سلطت جمانة الضوء على أن الميتافيرس الذي يُنشؤه زوكربيرج سيحول الحياة إلى لعبة، مما سيشجع الإدمان على هذا العالم الجديد. لسوء الحظ، ولكن كما هو متوقع، فإن التظاهر بأن حياتنا في المنزل، وعلاقاتنا، وعملنا وكل شيء آخر مجرد لعبة سيؤدي حتمًا إلى الانفصال عن الواقع، مما يترك كل منا ليعيش في الميتافيرس الخاص به، والمخصص بالكامل لعاداته، وما يحبه، وصفحاته الشخصية على الإنترنت.

إن انغماس الأفراد بنسختهم الغامرة من الميتافيرس سيؤدي إلى أسئلة وجودية جدية حول الوجود البشري، والأعراف الاجتماعية والمجتمعية ومفهوم المجتمع ذاته. إذا كان الجميع سيعلقون في الميتافيرس الخاص بهم في حالة تشبه "الغيبوبة"، فهل ستكون الأجيال المستقبلية، "مدمنة الميتافيرس"، قادرة على التعامل مع مواقف الحياة الواقعية، بل أبسط الأشياء مثل التخلص من القمامة؟

تناقش جمانة ترويج الميتافيرس لمفهوم يسمى بالبُعد الزمني، فوفقًا لها:

"البُعد الزمني، كفلسفة، ينص أساسًا على أن الشيء الوحيد المهم هو الحفاظ على استمرارية الجنس البشري - وليس بقاؤه فقط، بل استمراره في التقدم…البُعد الزمني يقلل من شأن الأخطار الحقيقية والحالية، ويرفض المستقبل المنظور، ويقلل من شأن أي شيء ليس مروعًا حرفيًا باعتباره مجرد مطب على طريق المستقبل الأكثر تطورًا".

هذا احتمال مخيف حقًا، حيث يتمثل الهدف في إبقاء الناس "على قيد الحياة فقط" حتى يتمكنوا من مواصلة تواجدهم في الميتافيرس، بدلاً من عيش حياة كاملة كبشر في العالم الحقيقي والتعامل مع التحديات التي تشكل تهديد حقيقي لوجودنا، بما في ذلك الميتافيرس نفسه!

لا يوجد سبب يحول دون تحويل الميتافيرس إلى مكان إيجابي ليكون امتداد لواقعنا، ولكن يجب القيام بذلك الآن باستخدام التفكير المتعمد مع تدخلات من شركات التكنولوجيا والهيئات التنظيمية أثناء تطويره الأولي؛ وألا يُترك شيء للأهواء أو الصدف.

إن الميتافيرس قادم لا محالة، وعلينا التأكد من أنه مبني بطريقة تعاونية بحيث لا تهيمن عليه رؤية متحيزة لشخص واحد، ولا يتسبب في مزيد من الانقسامات، وأن يكون بيئة صحية ومنظمة لها حدود معينة لمساءلة المطورين والمالكين عن سلامة الأشخاص داخل البيئات الرقمية التي يقدمونها.

على هذا النحو، أعتقد أنه من المهم توحيد جهود الشركات العاملة في هذا الفضاء معًا لتطوير ميتافيرس متكامل، وليس مساحات منفصلة؛ فالتعاون أفضل من العمل المنفرد، وهو أمر قد يخفف من بعض الآثار السيئة التي قد تسببها الرؤية المنغلقة لشخص واحد فقط.

مع وجود متخصصين في التكنولوجيا صريحين مثل جمانة، أعتقد أن مستقبل الإنترنت والميتافيرس وغيرها من التقنيات في أيد أمينة.

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023