مطلوب ثالث من ضمن مطلوبي الرويشد يسلّم نفسه لإدارة مكافحة المخدرات انخفاض الدخل السياحي للأردن 5.6% خلال الربع الأول 593.8 مليون دولار حوالات المغتربين الأردنيين خلال الشهرين الاولين من عام 2024 عطلة للمسيحيين بمناسبة أحد الشَّعانين وعيد الفصح أردوغان: لا أعتقد أن قيادة حماس ستغادر قطر المياه: ضبط وردم 18 بئرا مخالفة ومحطات معالجة وتحلية وبيع مياه وتزويد في منطقة البحر الميت الأردن يدين جرائم الاحتلال البشعة المستمرة بغزة وآخرها اكتشاف المقابر الجماعية الخارجية القطرية: أي تصعيد بغزة سيعيق المفاوضات ويؤدي لتدهور الوضع الإنساني المعونة الوطنية يوقع اتفاقية شراكة مع جمعية أركان المجتمع للتنمية امير الكويت ضيفا عزيزا على المملكة "نادي الأسير": الأسرى في سجون الاحتلال يواجهون جرائم ممنهجة هي الأقسى تاريخيا 54 شريكا كويتيا مسجلون في تجارة عمان 3276 طنا من الخضار والفواكه والورقيات ترد للسوق المركزي فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق في دير علا "غوغل" تطرد مزيدا من الموظفين بسبب احتجاجهم على تعاونها مع الاحتلال

القسم : مقالات مختاره
85 % من أوائل التوجيهي'إناث'!
نشر بتاريخ : 8/23/2022 11:32:50 PM
د. ابراهيم البدور

خلال جلسة مع مسؤولين في وزارة التربية؛ حدث نقاش حول نتائج التوجيهي هذا العام، وكان من ضمن الارقام الصادمة أن 85 % من الاوائل على مستوى المملكة هن إناث!

هذه النسبة استوقفتني كما استوقفت الحاضرين في تلك الجلسة، حيث كان فحوى النقاش عن أسباب هذه النسبة المرتفعة بالرغم من ان نسبة الذكور المتقدمين للامتحان متقاربة لنسبة الإناث، ونفس الخدمة التربوية تقدم للطرفين دون تمييز.

عند البحث عن أسباب هذا التفوق «الجندري «تبرز عدة عوامل حاسمة لهذا التمييز؛ حيث إن العوامل الاجتماعية والثقافية والتربوية تلعب الدور الاساسي في تفسير هذه الظاهرة.

واذا تعمقنا في الأسباب بشكل مفصل نلاحظ تأثير المنظومتين الاجتماعية والتربوية، واللتين تظهران جلياً من خلال طبيعة التربية التي تتلقّاها الإناث والمختلفة جذرياً عن نظيرتها عند الذكور؛ حيث هذه التربية تجعل الفتيات يتعوّدن على نوع من الانضباط في السلوك، ما يجعلهنّ بالتالي أكثر انضباطاً من الذكور في المدرسة، ويعود الانضباط عند الاناث إلى كونِهنّ يحظين بتتبّع دائم من طرف أسرهنّ بالمقارنة مع الذكور – ليس في المدرسة فحسب- بل في مختلف مناحي الحياة، كذلك نتائج هذه التربية التي تتلقّاها الفتاة منذ طفولتها تجعلها أكثر قابلية للانتباه والتنظيم وإتمام الواجبات وحسن الإصغاء واتباع التعليمات بدقّة اكثر من الذكور.

التمييز الجندري والمجتمع الذكوري – خصوصاً في عالمنا العربي- يدفع الاناث الى أن يكنّ أكثر إصراراً ومثابرةً وصبراً خلال فترات طويلة، ويدفعهن بالقيام بمجهود مضاعف من أجل إبراز نجاحهنّ وكسب مكانتهنّ باستحقاق، عكس الذكور الذين يشعرون بالتفوق والتميّز لمجرّد أنّه ذكر، الأمرُ الذي لا يدفعه لبذل مجهودٍ كبير لإثبات ذاته ومكانته.

وهنا يبرز سؤال يُطرح بشكل متكرر؛ هل هذا التفوق ناتج عن كون الاناث اذكى من الذكور!، وهل الاناث فسيولوجياً او بحجم الدماغ يعكس هذا التفوق!

الجواب العلمي هو «لا»؛ حيث حجم الدماغ عند الذكور اكبر ووزنه أكثر بحدود 100g، وفسيولوجياً الذكور ليس لديهم هرمونات تتحكم في مزاجهم ونفسيتهم مثل الاناث.

وحسب هذه المعطيات فإن المفروض ان يكون الذكور اذكى وتحصيلهم اعلى ولكن العكس هو الصحيح .

هذه الظاهره تتكرر كل عام وبنسب متقاربة، واذا بقيت هذا النسب لفترة طويلة فإن ذلك سيؤدي الى اختلال في نظام المجتمع وتركيبته، وهذا فعلياً ما أصبحنا نراه في مهن محددة، حيث مهنة التعليم أصبحت فيها بطالة عالية في الاناث مقارنة مع نقص عند الذكور، وحتى المهن الصحية مثل التمريض يلاحظ نقص في الذكور مقارنةً مع زيادة في عدد التمريض الاناث….

ليس المطلوب تقليل نسب تفوق الاناث، ولا محاربة هذا التفوق المستحق لا بل يجب دعمه؛ «لكن» المطلوب في الجانب الآخر هو رفع نسبة تفوق الذكور أيضًا، بحيث نعيد التوازن الذي اختل في آخر فترة.

ولتحقيق ذلك لا بد من التركيز على الدور العائلي في توفير الجو الاسري والبيئة المدرسية الهادفة لزيادة الدافعية عند الذكور للتحصيل والتفوق، ومضاعفة اهتمام اولياء الامور بمشكلات أبنائهم ومتابعة تحصيلهم أولاً بأول، كما على المعلمين في مدارس الذكور استخدام اساليب وطرق وانشطة جاذبة للطلبة في المدارس والاهتمام بهم ومراقبة سلوكهم وتقويمه وبناء صداقات تشكل عامل دفع للطلبة للتفوق.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023