الموقعة النارية.. قمة الريال والسيتي بين طعنة رودريجو والدرس القاسي رباعية مذلة.. ريمونتادا باريس تلقي برشلونة خارج دوري الأبطال وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاربعاء 17 – 4- 2024 اليونيسف: أجساد الأطفال الممزقة شهادة على وحشية الاحتلال نداء أممي لجمع 2.8 مليار دولار لمساعدة الفلسطينيين الصحة العالمية تجدد نداءها لوقف إطلاق النار في غزة وإعادة بناء المستشفيات الميثاق الوطني يشيد بالجهود الأردنية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة الأمم المتحدة: تأجيل مؤتمر المصالحة الليبية المقرر نهاية نيسان القوات المسلحة: نعمل على حماية حدود الوطن والحفاظ على أمنه وسلامة المواطنين عسكريون : استحالة خروج "إسرائيل" من قطاع غزة - فيديو رئيس الوزراء البريطاني يدعو نتنياهو إلى التحلي بـ"الهدوء" الأردن سيستمر بإرسال مساعدات لغزة عبر جسر الملك حسين آخر زلات بايدن.. أشاد بدولة غير موجودة لدعمها أوكرانيا 8 شهداء في قصف الاحتلال استهدف سيارة للشرطة وسط غزة المغرب يكتسح زامبيا بـ13 هدفا في كأس إفريقيا لكرة الصالات

القسم : بوابة الحقيقة
هل تستثمر الدول العربية الحرب الروسية الاوكرانية لصالحها ؟
نشر بتاريخ : 3/30/2022 7:57:27 PM
د هايل ودعان الدعجة

كان ينظر او يتوقع ان تكون الحرب الروسية الاوكرانية خاطفة وسريعة ومحسومة لصالح روسيا ، وذلك في ظل الفروقات الشاسعة في الامكانات والقدرات العسكرية والاقتصادية والمالية والبشرية التي تميل لصالحها . الا ان دخول الولايات الاميركية ودول اوروبا على الخط الى جانب اوكرانيا وتزويدها بالمساعدات العسكرية والاقتصادية والمالية في مقابل محاصرة روسيا دوليا وتحريض معظم دول العالم ضدها ، قد ساهم في اطالة أمد هذه الحرب وجعلها اكثر تعقيدا لتخرج من نطاقها الجغرافي الاقليمي الضيق الى نطاق اوسع ليشمل المنظومة الدولية ، التي تأثرت بتداعياتها ، لتأخذ  مسارا مختلفا عن المسار الذي ابتدأت به ، فاذا بمعظم الاطراف الدولية تدخل على الخط هي الاخرى مدفوعة بالدفاع او الحفاظ على مصالحها المرتبطة بعلاقاتها بالولايات المتحدة ، التي اختارت دخول المواجهة مع روسيا من البوابة الاوكرانية لحسابات مرتبطة بتربعها على قمة الزعامة العالمية ، التي لا تريد ان تنافسها روسيا عليها ، حتى وهي تدخل وتقترب من مجالها الحيوي عبر توسع حلف الناتو شرقا لتضييق الخناق عليها في فضائها السوفيتي السابق . الامر الذي يجعل الامور مرشحة للمزيد من التعقيد والتأزيم ، بطريقة قد تنذر باحتمالية ان يشهد العالم معركة عالمية ولكن بادوات مختلفة ، قد لا تكون من بينها الاداة العسكرية المدمرة  . الا ان نتائجها وتداعياتها ستشمل العالم برمته عبر فرض سيناريو معين ناتج عن الاحساس بخطورة ان يبقى رهين الاحادية القطبية التي عاثت فيه الفوضى والانفلات في ظل استباحة الولايات المتحدة لحدود بعض دوله ، وتحديدا في منطقة الشرق الاوسط تحقيقا لمصالحها ، استثمارا لتفردها بقيادة النظام الدولي . ولما كانت الدول العربية من اكثر ضحايا الاحادية القطبية بعد ان حولت الولايات المتحدة بعض مناطقها الى ساحة معركة ودمار وخراب في اكثر من مناسبة ، فانها اليوم امام فرصة تاريخية لانقاذ نفسها من هذا الكابوس المزعج والمدمر الذي لازمها منذ ان وضعت الحرب الباردة اوزارها ، وذلك بتوظيف الازمة العالمية المرافقة للحرب الروسية الاوكرانية لصالحها من خلال التفكير الجدي بالتحرر من علاقاتها وتحالفاتها التقليدية المكلفة مع الولايات المتحدة تحديدا ، والعمل على تنويعها  وفرض نفسها في المشهد الدولي من خلال استثمارها للامكانات المالية والاقتصادية والموارد الطبيعية التي تمتلكها ، بطريقة تجعلها تقول كلمتها وتتحكم بشكل النظام الدولي وتعمل على تغييره بانحيازها الى روسيا مثلا او الى روسيا والصين ، المرشحتان لتشكيل تحالف في مواجهة التحالف الغربي الذي يستهدفهما ، بوصفه احد الخيارات او الاحتمالات او السيناريوهات المتوقع حدوثها كحصيلة للحرب الدائرة الان  . وبما ان الدول العربية تقع هي الاخرى في دائرة الاستهداف الغربي والاميركي تحديدا ، فانها مطالبة باستثمار الامكانات المادية والطبيعية التي تمتلكها في تغيير شكل الخارطة العالمية بتحالفها مع روسيا والصين كما اسلفت ، وتفرض حالة من توازن القوى والمصالح في المنظومة العالمية ، بما يضمن استتباب الامن والاستقرار في العالم ، وان لا تجعل من مواردها بديلا عن الموارد الروسية مثلا ، لتشعر الغرب وتضعه بصورة الكلف الباهظة التي عليه دفعها ، اذا ما استمر في وقوفه الى جانب الولايات المتحدة واقحام نفسه في صراعاتها على الزعامة العالمية تحقيقا لمصالحها .

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023