ولي العهد يحذر من خطورة الإجراءات "الإسرائيلية" الأحادية في تقويض السلام الوحدات يخسر من المحرق البحريني برباعية نظيفة في دوري أبطال آسيا 2 إربد .. هل يحسم القضاء اشكالية مشروع "حسبة الجورة" ؟ ترحيب عربي ودولي واسع بخارطة الطريق الأردنية السورية الأميركية بشأن السويداء ايمن هزاع المجالي: زيارة الأمير تميم تعكس عمق العلاقات الأردنية القطرية - فيديو الزعبي: المال السياسي شوّه الحياة النيابية وشراء الأصوات أضعف ثقة الأردنيين بالبرلمان - فيديو مجزرة جديدة.. عشرات الشهداء باستهداف الاحتلال مدينة غزة مبابي يكشف سر فوز ريال مدريد على مارسيليا إيزاك ينضم لقائمة ليفربول أمام أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا الفيدرالي الأمريكي يخفض الفائدة لأول مرة في 2025 علي السنيد يكتب : مستشارية العشائر والدور المنشود الاردن يدين قيام جمهورية فيجي بفتح سفارة لها في القدس المحتلة فريق طبي أردني ينقذ شاباً فلسطينيا تعرض لإصابة قاتلة من مستوطنين ورشة توعوية حول الآثار السلبية للإدمان والمخدرات في جرش مديرية شباب البترا تعقد لقاءً مع أصحاب المبادرات والمشاريع الصغيرة
القسم : بوابة الحقيقة
المقاومة الشعبية الفلسطينية: راهنا.. وآفاقا
نشر بتاريخ : 1/8/2022 8:59:21 AM
د. اسعد عبد الرحمن


بقلم: د. أسعد عبد الرحمن

 

على امتداد قرن أو يزيد، لم تتوقف يوما المقاومة الشعبية الفلسطينية. وها هي اليوم تزداد وتشتد في عديد نقاط التماس في الضفة الغربية المحتلة، خاصة مع تعرض بلدات وقرى الضفة إلى هجمات المستعمرين/ "المستوطنين" بصورة همجية ووحشية تكشف عن أطماع ومخططات تنذر بأخطار كبيرة على أهل هذه القرى والبلدات ومستقبل وجودهم.

 

من الأمثلة على النضالات الأحدث، تظهر لنا بلدة برقة، يشاركها في كفاحها أبناء القرى والبلدات المجاورة ضمن حملة تعبوية فلسطينية شعبية، حيث تشهد أراضي البلدة مواجهة مع قوات الاحتلال، والتصدي لمسيرات المستعمرين/ "المستوطنين" نحو أراضي البلدة، في التفاف شعبي وجماهيري معبر، حين يواجهون إرث الإرهاب اليهودي الناجم عن الاستعمار/ "الاستيطان" الصهيوني، ممثلا بمئات من المستعمرين المسلحين بحماية قوات جيش الاحتلال. بل إنه وبحسب الوسائل الإعلامية الإسرائيلية، فإن قيادة الجيش طلبت "استدعاء فرقة جديدة للعمل في الضفة في ضوء قراءة قيادة الفرقة العاملة في الضفة بعدم القدرة على (ردع) الأعداد الكبيرة من المشاركين في معركة الدفاع عن بُرقة وسبسطية على حد سواء".

 

تصاعد العنف "المنظم" للمستعمرين/ "المستوطنين" بالضفة ينذر بمواجهة كبيرة قادمة. في هذا السياق، يرى المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" (ران إدليست) أن: "موجة الشغب الحالية للمستوطنين تنطوي على إمكانية نشوب انتفاضة شعبية. ويمكن القول إن في الضفة ما يكفي من الوسائل القتالية والعنف المكبوح الكفيل بنشوب انتفاضة قد تُلزم استخدام قوة غير متوازنة". من جانبه، يؤكد الصحفي الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العربية والفلسطينية (يواف شطيرن): "جميع الظروف والتطورات تشير إلى أن الانتفاضة الثالثة مجرد مسألة وقت. المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من الاعتداءات للمستوطنين على الفلسطينيين بالضفة والأغوار". كذلك، لم يستبعد المتحدث باسم "كتلة السلام الآن" (آدم كلير): "أن يرتد عنف المستوطنين على إسرائيل مستقبلا باندلاع انتفاضة ثالثة يكون محورها مناهضة الاستيطان والتصدي للمستوطنين".

 

بلدة برقة مؤشر على ولادة مرحلة جديدة أكثر تطورا في العمل الشعبي المقاوم، بالنظر إلى الدور الخطير الذي باتت قطعان المستوطنين تلعبه كأداة فاعلة من أدوات الاحتلال، وكميليشيا مدربة للقيام بالمهمات الأقذر لجيش الاحتلال، وكقوة (ردع) مباشرة للفلسطينيين. لكن المقاومة الشعبية، بمفهومها الشامل المستدام، لن تنجح في ظل حالة الانقسام التي يعيشه الفلسطينيون. وما يحدث اليوم لا بد له من الاستمرارية حتى يتحول إلى حالة وطنية شاملة تتجاوز الإنقسام، وإلى نمط حياة للفلسطينيين دون أن يعني ذلك إلغاء الأشكال الكفاحية المشروعة الأخرى.

 

ومع التأكيد على شرعية وإمكانية "المقاومة المسلحة" للاحتلال وفقا للظروف المتغيرة، فإن المقاومة الشعبية هي الشكل الأكبر تأثيرا اليوم، وهي قبل أي شيء تحتاج إلى تحقيق توافق وطني شامل يرتكز على الاقتناع بأهمية وتأثير هذه المقاومة. لذا، على الفصائل والأحزاب وقوى المجتمع المدني، تبني المقاومة الشعبية الأمر الذي سيعيد الجماهير الفلسطينية إلى ساحة النضال اليومي، ويتعاظم التأييد الدولي للقضية الفلسطينية ما يساهم في عزل "إسرائيل" أكثر ونزع شرعيتها تدريجيا.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025