تكريم الفائزين بمسابقة "بالقرآن نعلو" في مدرسة الأشرفية بالكورة نقيب اصحاب المهن الميكانيكية: المزيد من الانخفاض على اسعار السيارات الكهربائية الصحة بغزة: 34 شهيدا خلال 24 ساعة وارتفاع حصيلة العدوان إلى 34,488 شهيدا زين شريكاً استراتيجياً لمؤتمر مستقبل الرياضات الإلكترونية كتائب القسام: قصفنا مقر قيادة اللواء الشرقي 769 (الإسرائيلي) التعليم العالي: قبول 640 طالبا فقط في تخصص الطب في العام الجامعي 2025-2026 فرنسا: محادثات وقف إطلاق النار بغزة تحرز تقدما الجيش الأميركي: تصدينا لـ5 مسيرات فوق البحر الأحمر مصر: تقدم في بعض البنود في المفاوضات بين حماس و(إسرائيل) وزير الخارجية يؤكد خلال لقاءه نظيره الفرنسي على موقف دولي لمنع أي هجوم على رفح الدفاع المدني يحذر من العواصف الرملية فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق بلواء الوسطية الثلاثاء العسومي رئيسًا للمنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي رئيس الوزراء باجتماع دافوس : الهجوم على رفح سيكون كارثيا بكل المعايير طرح عطاء لإنارة طريق الحسا-الطفيلة بالطاقة الشمسية

القسم : مقالات مختاره
بين تكريم وتهديد
نشر بتاريخ : 10/31/2021 10:08:59 AM
مكرم أحمد الطراونة


حسنا فعل وزير التربية والتعليم وجيه عويس إثر تكريمه طالبا في الصف السادس اكتشف وجود خطأ علمي في مادة العلوم. هذا سلوك تربوي نحسب أنه ستكون له انعكاساته الإيجابية في هذا الطالب بالذات، وربما في محيطه وفي البيئة التعليمية بأجمعها.

الأمر لم يكلف الوزير شيئا، فكل ما فعله هو استضافة الطالب في مكتبه، وشكره على نباهته وذكائه، وربما قدم له هدية رمزية تقديرا عن الشكر على ما أنجزه. لكن للمبادرة معنى أكبر من ذلك بكثير، فقد غرس الوزير بخطوته هذه حب العلم والتميز وممارسة التفكير العلمي والنقدي لدى هذا الطالب وغيره من الطلبة، وأكد من خلاله أن ممارسة التفكير الحر فضيلة يكافئ عليها المجتمع، ما قد يشكل منعطفا مهما في مسار رحلة التعلم لهذا الطالب، ولسلوكه العلمي والعملي لاحقا.

في المقابل، نقف على تصريح وزير الإدارة المحلية توفيق كريشان وهو يعرب عن استيائه من تقصير بعض البلديات في النظافة العامة، ويتعهد بمحاسبة المقصرين الذين لم يأخذوا المسؤولية الملقاة على عاتقهم على محمل الجد، وتراخوا في واجباتهم التي تعهدوا بها. نرجو من الله أن يهدي الوزير إلى تنفيذ تعهده، لأن من يقصر في أداء عمله خائن لإمانة المسؤولية، ويجب محاسبته.

الحادثتان تعبران عن مبدأ مهم في الإدارة العامة، هو مبدأ المحاسبة، والذي تتبعه إما إثابة أو عقاب. وبين التكريم والتهديد خيط رفيع لا بد من الحفاظ عليه، لأن غياب أي طرف منهما ستكون له نتائج خطيرة، حيث ستفقد الدولة عندها أصحاب الجهد والعطاء، وتدفعهم إلى أتون الترهل والعبثية في حال لم ينالوا جزاء تميزهم، فيما سيعيث المقصرون فسادا في الأرض مع شعورهم بالطمأنينة التي يمنحهم إياها غياب الرقابة وضعف المتابع، ما يستوي معه الذين يعملون بإخلاص، وأولئك الذين يعملون بتخريب.

في الحالة الأولى، ستنعكس النتيجة في البلد مزيدا من الجهود المخلصة التي ستدرك حينها أن جهودها ستكون مقدرة، لذلك سيزدهر التنافس الحر الشريف، وسوف تزدهر القطاعات بالرجال المخلصين. أما في الحالة الثانية، والتي ستنعكس على البلد نتائجها هي الأخرى، ولكن هذه المرة بخسارات كبيرة يتحملها البلد في جميع قطاعاته، ما دام مبدأ المحاسبة والثواب والعقاب غائبا من فكر الدولة، وعندها سيمارس العابثون عبثهم بلا أي خوف من محاسبة قادمة، وسوف ينخرط آخرون في العبث ما دام أنهم يستطيعون فعل أي شيء مع الإبقاء على حظوظهم عالية بالإفلات من المساءلة!

معادلة الثواب والعقاب منظومة يجب ترسيخها إن كنا نتحدث عن إدارة بلد كاملة، فحتى الأخطاء غير المقصودة يجب عدم السماح بحدوثها في مؤسسات الدولة المختلفة، فما بالك بأخطاء العبث والتراخي والكسل وعدم الكفاءة؟!

الثواب والعقاب ضرورة حتمية ما دمنا نتحدث عن منظومة إصلاح إداري، وبأهمية التخلص من العبث الذي ينخر في جسد مؤسسات الدولة وإداراتها. ينبغي علينا أن نشيع مناخ الشفافية في تقييم الأداء، وأن نشهر المساءلة في وجه الجميع، فقد يسهم ذلك في إيجاد مفاهيم جديدة للأداء وزيادة الإنتاجية، وهو أمر بالغ الأهمية لتطوير مستوى الأداء والتميز في المؤسسات الحكومية.

عن الغد

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023