مصر تحذر من أي محاولات للمساس بالمقدسات الدينية في القدس رئيس الوزراء الأسبق عبدالرؤوف الروابدة بصحة جيدة الاتحاد يقلب الطاولة على الشباب في "ريمونتادا مثيرة" ويبلغ نهائي كأس السعودية الكرملين يرجح إمكان إرسال موفد روسي إلى واشنطن هذا الأسبوع "الغذاء العالمي" يحذر من نفاد إمداداته بغزة قريبا حقيقة إقالة وليد الركراكي من تدريب المنتخب المغربي الأردن يرحب بالاتفاق الثلاثي بين كل من طاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان الملك يزور جناح جمعية استعادة الأمل الأردنية المشاركة في القمة العالمية للإعاقة ببرلين مقتل شاب بعيار ناري بالخطأ في مأدبا ثورة في الدوري الإنجليزي.. تطبيق تقنية جديدة للحفاظ على نزاهة سير المباريات 288 ألف أردني سافروا للسياحة في أول شهرين من 2025 "سيتابعني بعد تلك الرسالة".. محمد صلاح يصدم "مؤثرة" حاولت التقرب منه "سأوصله إلى المطار بنفسي وأدخله إلى الطائرة".. مدرب إيفرتون يسخر من سؤال عن كيفية إيقاف محمد صلاح مباراتان في افتتاح الجولة 18 بدوري المحترفين غدا مجزرة جديدة في غزة.. الاحتلال يستهدف عيادة للأونروا ويقتل 41 شهيدا

القسم : بوابة الحقيقة
نحن وردود أفعالنا ...!
نشر بتاريخ : 7/17/2021 8:51:40 AM
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران


بقلم: م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

 

يجلس أحدهم مع عائلته في الصباح لتناول طعام الإفطار لعله يدخل شيئاً من السعادة لقلوبهم، فجأة تنطلق ابنته الصغيرة لتقبيله من فرط حبها له، لكنها تصطدم بكأس الشاي الذي يسقط على ثيابه، تقف الطفلة مرعوبة فينظر لها الأب ويوبخها بشدة، تنفجر هي باكية ويتوتر المشهد، يتوجه الرجل باللوم إلى زوجته كيف لم تنتبه لإبعاد الكأس قبل أن تقع، تغضب الزوجة وتجيبه أنها لم تنتبه لذلك، ثم ينتبهان لوجود الأطفال فيطلبون منهم الخروج إلى غرفتهم، يقوم هو بعدها لارتداء ثيابه قبل الخروج إلى عمله فيفاجئ بأن حافلة المدرسة قد فاتت أولاده، يضطر للتأخر على عمله وإيصال أولاده بنفسه، ويأخذهم وهو متجهم ويطير بهم في الشوارع بسرعة جنونية مما يتسبب له في مخالفة مرورية، وفي الطريق لا يتحدث مع أولاده بكلمة واحده حتى أن أولاده ينزلون من السيارة بدون توديعه كالمعتاد، في المقابل يجد مديره ينتظره للتوقيع على الإنذار بسبب التأخير عن العمل!

 

بعد كل ذلك يجد الرجل نفسه يعود للوراء قليلاً ليجد أن كل ما جرى من المشاكل كان بسبب نقطة لا تستحق الذكر وهي سقوط الكأس على الثوب والتي أدت لكل مسلسل المشاكل التي تلاها، فيلوم نفسه على ردود أفعاله التي خلقت جواً من السلبية التي أحاطت به وبكل أفراد عائلته في ذلك اليوم، ويكتشف أن الخطأ لم يكن خطأ ابنته الصغيرة التي أرادت إثبات شيئاً من حبها لوالدها، ولا زوجته التي لا تطيق أكثر من قدراتها الطبيعية كأي إنسان طبيعي، ولا رجل المرور الذي يقوم بواجبه أو مديره الذي يطبق قوانين العمل، وإنما كان منه هو الذي لم يتعامل مع الأمر بهدوء وعقلانية ووضعه ضمن حجمه الطبيعي من البداية.

 

ومن هذا المثال نرى إثباتاً عملياً لقاعدة الخبير النفسي المعروف ستيفن كوفي 10/90، والتي تعني أن 10% من المشاكل التي تواجهنا في حياتنا هي بالفعل خارجة عن إرادتنا، لكن ردود أفعالنا تجاه تلك المشاكل ستشكل 90% مما سيحدث لنا بعدها!

 

يروى أنه كان لمعاوية بن أبي سفيان مزرعة في المدينة المنورة مجاورة لمزرعة عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما، وقد كان الخلاف بينهما قائماً في ذلك الوقت فدخل رجال لمعاوية مزرعة ابن الزبير وعاثوا فيها فساداً، فما كان من ابن الزبير إلا أن كتب كتاباً شديد اللهجة لمعاوية قال فيه: "من عبدالله بن الزبير إلى معاوية ابن هند آكلة الأكباد، أكفف يد عبيدك عن مزرعتي وإلا كان بيني وبينك شأن عظيم".

 

وصلت الرسالة إلى معاوية وهو الخليفة بدمشق، فقرأها ثم أعطاها ابنه يزيد يسأله الرأي فيها، فقال له ابنه: ترسل له جيشاً أوله في المدينة وآخره في دمشق يأتونك برأسه!

 

لكن معاوية التفت لكاتبه وقال له أكتب: "من معاوية بن أبي سفيان إلى عبدالله ابن ذات النطاقين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم "يقصد والدته ووالده"، أما بعد: فإن الدنيا هينة تجاه رضاك، فإذا وصلتك رسالتي هذه فضم أرضي إلى أرضك وعبيدي إلى عبيدك، ولو كانت مزرعتي من المدينة إلى دمشق لدفعتها إليك، والسلام".

 

وصلت الرسالة إلى ابن الزبير فبكى، ثم رد عليها: "إلى أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان بارك الله في أرضك ومالك ولا أعدمك الله الرأي السديد الذي جعلك بهذا المقام".

 

فقال معاوية عند وصول الرسالة له: يا بني إذا ابتليت بمثل هذا البلاء فداوه بهذا الدواء، فمن عفا ساد ومن حلم عظم.

 

ويبقى لكل منا الخيار في السباق بيننا نحن وردود أفعالنا، هل نكون من يسيطر على ردود أفعالنا ونتعامل مع أمور حياتنا بهدوء وضمن إطارها الطبيعي بدون مبالغة، أم نترك أنفسنا رهينة لردود أفعالنا لتسيطر علينا وتملأ حياتنا وحياة من حولنا بالمشاكل التي لا تطاق!

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023