القسم : بوابة الحقيقة
المقاومة الفلسطينية تفرض واقعا جديدا
نشر بتاريخ : 5/22/2021 11:32:17 AM
د هايل ودعان الدعجة

انعطافة كبيرة وغير مسبوقة احدثتها المقاومة الفلسطينية في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، بتطويرها لمنظومتها الصاروخية التي دكت الكيان الإسرائيلي وجعلت كافة مناطقه في مرماها ، ومن موقع الند للند .. وبلغة ان عدتم عدنا .. وهي تفرض وقائع وحقائق جديدة على الارض ، وضعت العدو الاسرائيلي في مأزق تاريخي غير معهود ، تأكيدا على تطور اسلوب المقاومة وسلوكها ونهجها في ادارة الصراع تطورا نوعيا ، بطريقة ستجبر هذا الكيان الغاصب والمصطنع على إعادة حساباته قبل التفكير بالقيام باي مغامرة او اعتداء او عدوان مستقبلي على اي منطقة فلسطينية ، لما سيترتب على ذلك من اثمان واكلاف بشرية ومادية وعسكرية وامنية واقتصادية باهظة بات عليه دفعها اذا ما فكر بالاقدام على هكذا مخاطرة . وما موافقته وقبوله بوقف اطلاق النار دون شروط بعد ان اعتاد على التحكم بمسار المواجهات السابقة مع الفلسطينيين وادارتها ونتائجها وفرض إرادته وشروطه ، الا بمثابة الاعتراف بحدوث تحول في لغة هذه المواجهات واساليبها ، وكما دل على ذلك ضربات صواريخ المقاومة المكثفة المزودة برؤوس متفجرة ذات قدرة تفجيرية وتدميرية هايلة ، احدثت حالة من الدمار والهلع والخوف في الشارع الإسرائيلي ، وشلت نشاط القطاعات الاقتصادية الإسرائيلية . الامر الذي سيجعلنا نقف عند اهم التطورات والتحولات والانتصارات الفلسطينية التي رافقت الاحداث التي شهدها قطاع غزة خلال الايام الماضية ، خاصة الدور البطولي الذي قامت به المقاومة الفلسطينية ، والذي جسد تحولا وتطورا لافتا في معادلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، بطريقة جعلت الكفة تميل لصالح الجانب الفلسطيني  . ولعل من ابرز هذه التحولات والانتصارات ، اختراق منظومة الامن الإسرائيلية ومناعة الامن القومي الاسرائيلي وتحديدا في تل ابيب التي سيتغير فيها نمط واسلوب الحياة والى الابد بعد ان باتت غير امنة ، كذلك إعادة القضية الفلسطينية الى الواجهة من جديد بعد التراجع الذي شهدته على الاجندات العربية والاقليمية والدولية مؤخرا ، بالاضافة الى هبة الداخل العربي الفلسطيني المحتل ، انتقاما من تصرفات المستوطنين والشرطة الإسرائيلية ، ومحاولات طمس الهوية الفلسطينية العربية ، وهي الهبة التي وحدت القوى والفصائل الفلسطينية نحو هدف واحد ، وأكدت على ان الحالة الفلسطينية واحدة في مواجهة السياسة الإسرائيلية القائمة على الفصل العنصري والتطهير العرقي والعزل السياسي والجغرافي ، وان زمن الاستفراد بالمناطق الفلسطينية قد ولى بعد خضوع الفعل الاسرائيلي الى حسابات جديدة محرجة ومكلفة في ظل معادلة توازن الردع الجديدة التي فرضها الجانب الفلسطيني ، الذي اصبح يملك زمام المبادرة والمبادأة والمفاجأة ، وبات صاحب رأي وكلمة في قرار وقف اطلاق النار والصراع عموما . مما سيعزز من موقف المفاوض الفلسطيني في اي عملية تفاوضية من خلال رفع سقف شروطه ومطالبه وبنفس المنتصر الذي بات يملك الكثير من الاوراق ، لتشمل الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة في اشارة الى خروج الفلسطينيين من النطاق الضيق الذي طالما سعت إسرائيل الى إبقائهم فيه ممثلا بغزة . مع احتمال ان تدفع الاحداث التي شهدتها غزة وتبرر لجميع الفصائل الفلسطينية ، بما في ذلك السلطة الفلسطينية الى اعادة النظر بأسلوبها وسلوكها في التعامل مع الكيان الإسرائيلي من حيث تفعيل النشاط العسكري ووقف العمل بالاتفاقيات الموقعة معه والتنسيق الامني معه ايضا ، وربما حل نفسها لالقاء مسؤولية الاراضي الفلسطينية على عاتق الكيان الإسرائيلي ، ونقل ملف القضية الفلسطينية الى الامم المتحدة لتتحمل مسؤولياتها تجاهه .

لقد تعززت قناعة المقاومة الفلسطينية ، بان ضربات الكيان الإسرائيلي المكثفة هي اقصى ما يمكن له فعله ، وانها لم ولن تنال من عزيمتها وارادتها واصرارها على مواجهته من موقع الند للند عبر تطوير منظومتها الصاروخية واسلحتها الحربية ، لمواصلة تهديد وضعه الامني ، وهو التحدي الجديد الذي فرضته على هذا الكيان الغاصب ، دفاعا وانتصارا للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه العادلة والمشروعة واقامة دولته المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023