وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاثنين 29 -4 – 2024 وزير الخارجية الأميركي يزور السعودية يوم الاثنين فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب الواحد نائبة مصرية تتهم شركة ألبان عالمية بازدواجية المعايير زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور ضبط كمية ضخمة من "الكوكايين" لدى مسافرة أجنبية في مطار القاهرة باريس سان جرمان يحسم لقب الدوري وعينه على ثلاثية تاريخية لأول مرة منذ 2011 .. وزير الخارجية البحريني يزور دمشق البيت الأبيض: الرصيف العائم قبالة غزة سيكون جاهزا خلال أسبوعين أو ثلاثة حماس : "لا قضايا كبيرة" في ملاحظات الحركة على مقترح الهدنة أوكرانيا: الوضع يتدهور والجيش الروسي يحقق "نجاحات تكتيكية" المشاقبة : التجربة الحزبية في المجلس القادم قد تكون ضعيفة لغياب الايدولوجية والبرامجية - فيديو ابو زيد : 4 كتائب لدى المقاومة في غزة لم تشتبك منذ بداية الحرب ستواجه الاحتلال - فيديو إعصار مدمر يضرب الصين ويخلف قتلى وإصابات

القسم : بوابة الحقيقة
غياب الموضوعية في تحليلاتنا ومواقفنا
نشر بتاريخ : 2/17/2021 1:02:38 PM
د هايل ودعان الدعجة

اكثر ما يميز الاحداث التي شهدتها المنطقة والعالم في السنوات الأخيرة ، سخونتها وكثرتها وشموليتها ، والحيز الاعلامي الذي شغلته عبر محطات ووسائل اعلام مختلفة . كان اللافت فيها التغطية الشعبية معبرا عنها في منصات التواصل الاجتماعي ، التي وضعتنا بصورة كيف يتعامل المواطن مع هذه الاحداث ويقيمها ويتابعها ويعلق عليها ، ولأن التفاوت وعدم التوافق في الاراء والمواقف حيالها شكلا سمة بارزة ، بات من المنطقي الاقرار بصعوبة الوصول الى قواسم مشتركة يمكن البناء عليها لفهم الكيفية التي يفكر بها هذا المواطن ويحكم من خلالها على الامور ، منطلقا من خلفيته الفكرية والثقافية ودورها في تحديد موقفه او رأيه مما يجري حوله . مما يجعل من الاحكام والمواقف المسبقة ( والشخصية ) هي السمة الغالبة  . وهي تمثل صفة مشتركة بين الكثير من الفئات والشرائح المجتمعية وتحديدا في مجتمعنا ، وذلك بغض النظر عن مستواها التعليمي او الثقافي او السياسي . لذلك لا نستطيع ان نطلق وصف تحليل علمي وموضوعي على ما يقوله او نسمعه من الاشخاص تعليقا على الاحداث الجارية عبر وسائل الاعلام المختلفة خاصة منصات التواصل ، والتي هي اقرب ما تكون من اراء ووجهات نظر شخصية لها علاقة بمواقفهم او بخلفياتهم منها اصلا .

الامر الذي يمكن اسقاطه على الندوات والمحاضرات واللقاءات والحوارات التي يتم تنظيمها لمناقشة هذه الاحداث ، وحتى الجامعات والمؤسسات التعليمية والبحثية المختصة بالعلوم السياسية تحديدا ، التي سيكون فيها الطالب او المتلقي تحت رحمة المعلومة التي يقدمها له الشخص المحاضر والتي تعكس وجهة نظره الشخصية من القضية المطروحة . وهنا ستثار بعض الاسئلة .. كيف سيتم التعاطي الجامعي في مجال العلوم السياسية والدراسات الدولية مثلا مع القضايا الراهنة .. وكيف سيتعلم الطالب .. وكيف سيجيب عن اسئلة الامتحان .. وهل يمكنه التعبير عن رأيه .. ام انه سيكون مقيدا برأي استاذه الذي يعكس موقفه الشخصي من المادة موضوع الدراسة من اجل الحصول على العلامة ..  وكيف سيكتسب معلومة ترتقي الى مستوى المعلومة المفيدة والتحليلية والحيادية ؟ .

والحال ينطبق عند تداول ( ومناقشة ) احداث وقضايا محلية وعربية واقليمية ودولية مختلفة على منصات التواصل من واتساب وفيسبوك وتويتر وغيرها .. فكل طرف يتناول الموضوع المثار من وجهة نظره الشخصية ، ويريد تسويقها على الاخرين بوصفها الحقيقة .. وان ما يقوله ويطرحه هو الصواب .. وغيره غلط ، دون مراعاة للرأي الاخر واحترامه . ويصل به الامر حد التناقض مع نفسه .. ففي الوقت الذي   يطالب فيه بالديمقراطية واحترام الرأي .. والرأي الاخر ، فهو ابعد ما يكون عن تطبيق ذلك وقد تجد في داخله ( معشعش ) دكتاتور ، جعل منه شخصية قمعية ، اسيرة العصبية والغضب وهي تهاجم الاخر وتنكر عليه حقه في التعبير عن رأيه او موقفه ، متأثرة بافكار وطروحات التيارات والمذاهب والايديولوجيات والمؤسسات السياسية والفكرية والحزبية والتنظيمية التي تنتمي لها .. وتريد فرضها على الآخرين ، .. ومن موقع الواثق الذي لا يشق لرأيه غبار . وهكذا هو تعاطينا مع القضايا والملفات التي تخصنا ، والتي من الصعب ان نعالجها ونجد  حلولا لها ، طالما لا يوجد بيننا تفاهمات وتوافقات حولها ، مما جعل منها بيئة خصبة لترويج الاشاعات واثارة الخلافات والانقسامات بيننا  .. وهذا ما يراهن عليه اعداؤنا وخصومنا في هذه الايام .. واظنهم - ومع كل الأسف - نجحوا في ذلك .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023