الصفدي: علاقات أردنية مغربية عنوانها الثقة والتنسيق المستمر منتدى اقتصادي للشراكات المالية والصناعية والتجارية في أيار المقبل جيش الاحتلال يعدم فتاة شمال الخليل مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثاني أيام ما يسمى بـ"عيد الفصح اليهودي" مذكرة تفاهم بين جامعة البلقاء التطبيقية وشركة One Correlation في مجال التعليم والتوظيف غزة: انتشال 51 جثمان شهيد من المقابر الجماعية في مجمع ناصر الصناعة والتجارة تطرح عطاءً لشراء 100 أو 120 ألف طن من القمح ارتفاع أسعار النفط عالميا بعد هبوط مفاجئ لمخزونات الخام الأميركية ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية 4.4 % في 2023 400 جثة وألفا مفقود ومقابر جماعية.. شهادات من داخل خانيونس فوز رؤساء مجالس محافظات عجلون ومعان والعقبة والكرك والبلقاء بالتزكية ارتفاع سعر غرام الذهب عيار 21 محليا 50 قرشا انتخابات رؤساء مجالس المحافظات ونوابهم الأربعاء "المياه" تضبط وتردم 30 بئرا مخالفة ومحطات معالجة وتحلية في الشونة الجنوبية هل يستطيع المحكوم بالسجن سحب اشتراكاته من الضمان؟

القسم : بوابة الحقيقة
بايدن امام تحدي تركة ترمب
نشر بتاريخ : 1/11/2021 11:04:25 AM
د هايل ودعان الدعجة

ان انتهت فترة رئاسة دونالد ترمب، فان اثارها وتداعياتها السلبية والخطيرة على الولايات المتحدة تحديدا ستبقى ماثلة، وربما تحتاج لفترة زمنية طويلة للتخلص منها .. ان كان بمقدورها فعل ذلك . وستشكل التحدي الاكبر الذي سيواجهها مستقبلا كتركة ثقيلة وصادمة ومفاجئة، اثبتت وجود ارضية او قابلية فيها لتقبل خطاب ترمب الشعبوي العنصري اليميني المتطرف، الذي احدث شرخا حزبيا وسياسيا ومجتمعيا كبيرا غير مسبوق، فتح المشهد الاميركي على كل الاحتمالات الممكنة بما فيها نسف ما كنا نعتقد بانها ثقافة وقيما اميركية راسخة في المجتمع الاميركي، بعد السقوط المدوي للديمقراطية والحريات وحقوق الانسان خلال الحقبة الترامبية، التي مثلت اقوى الاختبارات العملية لهذه المنظومة القيمية والاخلاقية التي تهاوت امام ضربات الرئيس ترمب الموجعة والمتكررة لها، بطريقة شحنت الداخل الاميركي بالعنصرية والفوضى والانفلات الذي قسم الشارع الاميركي الى قسمين متشاحنين ومتنافسين يصعب التقارب بينهما في المدى المنظور على الاقل .. وربما تكريس ذلك في المجتمع الاميركي، كواحد من اهم التطورات التي شهدها عهد الرئيس ترمب . الامر الذي عكسه الاقبال الكبير وغير المسبوق على الانتخابات الرئاسية  ( حوالي ١٥٥ مليون ناخبا ) ، والنتيجة الى اشرت الى هذا الانقسام الثنائي المتقارب ( نحو ٨١ مليون صوتا بايدن، و نحو ٧٤ مليون صوتا ترمب ) .. مما سيجعل الرئيس المنتخب جو بايدن امام هذا التحدي الداخلي الذي يتطلب جهودا كبيرة لتجاوز اثاره المدمرة على الولايات المتحدة، اذا ما اراد ان يعيد لبلاده هيبتها ومكانتها وسمعتها التي لطخها ترمب باساءته لمؤسساتها البرلمانية والاعلامية والقضائية وتثويره الشارع الاميركي وشحنه بالعنصرية وتحريضه على العنف واقتحام احد اهم معاقلها الديمقراطية ممثلا باقتحام مبنى الكونجرس .

 واذا ما اضفنا الى ذلك التداعيات السلبية الاخرى التي تركها عهد ترمب على علاقة بلاده بالعديد من الاطراف الدولية وتحديدا الاطراف الحليفة كدول الاتحاد الاوروبي وبعض الدول الاسيوية والعربية، اضافة الى انسحاب الولايات المتحدة من بعض المنظمات والاتفاقيات الدولية التي تعتبر من الادوات والاسس والقواعد التي تقوم عليها المنظومة الدولية والتي تنفرد اميركا بقيادتها . معنى ذلك ان ادارة بايدن الجديدة ستجد نفسها مجبرة على اعادة ترتيب اولوياتها وحساباتها وسياساتها الداخلية والخارجية بما يتناسب وتركة ترمب الصادمة، بحيث تكون جهودها منصبة على تصويب الوضع الداخلي اولا من خلال تضميد الجراح واعادة اللحمة وردم الشرخ المجتمعي الذي احدثه الرئيس ترمب، بطريقة قد تلحق الضرر بتكوينة بلاده وتركيبتها  الاجتماعية، وتجعلها عرضة للمزيد من الانقسامات والصدامات والازمات، التي قد تهدد نسيجها الاجتماعي وهويتها الفدرالية ربما . اما خارجيا فستميل ادارة بايدن اكثر نحو التهدئة، والعودة بسياسة الولايات المتحدة الخارجية الى ما قبل عهد ترمب، بحيث تعيد الدفء لعلاقاتها مع الاطراف الحليفة، واعادة الانضمام والانخراط بالمؤسسات والاتفاقيات الدولية التي انسحبت منها . الى جانب التأكيد على التزامها واحترامها للقرارات والمرجعيات الدولية، التي ضرب بها الرئيس ترمب عرض الحائط من خلال تعاطيه مع القضية الفلسطينية والقدس وهضبة الجولان، بطريقة منحازة للكيان الإسرائيلي . مع الحرص على عدم فتح جبهات خلافية او الدخول في اشكاليات مع اطراف دولية حتى لا تفقد تركيزها في معالجة الاولوية التي فرضت نفسها على اجنداتها، ممثلة بالوضع الداخلي وتحصينه من المخاطر والتهديدات التي رافقت سياسات ادارة الرئيس ترمب، والا فان الامور قد تخرج عن السيطرة وتكون مرشحة الى مزيد من الفوضى والانفلات، وبشكل قد يؤثر سلبيا على صورتها الخارجية، وربما على قيادتها للمنظومة الدولية، ووجود اطرافا اخرى مستعدة للدخول على الخط ومقاسمتها ومشاركتها هذه القيادة بفعل هذه التطورات مجتمعة .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023