زراعة جرش تطلق المدرسة الحقلية الرابعة بعنوان تغذية المجترات والخلطات العلفية في كفرخل كلية التمريض في جامعة جرش تحتفل بأداء قسم المهنة لطلبتها المتوقع تخرجهم تدريبات "النشامى" دون إنارة في مسقط قبل المواجهة الحاسمة أمام عٌمان رونالدو يوجه رسالة تهنئة لنجوم بلاده مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي آل خزنة كاتبي الف مبروك لـ احمد ابو الهيجاء ومحمد ابو خاروف ولي العهد لخريجي الكلية الجوية: بكم ستزهو سماء الأردن الغالي القضاة ينفي حضوره غداء الاوقاف بمكة الذي انسحبت منه البعثة الاعلامية مجهول يضع حفاضة طفل على رأس رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في مقهى الحملة الأردنية و"الخيرية الهاشمية" توزعان وجبات في محافظات غزة انتهاء المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول إذاعة "يوم القيامة" تخرج إلى الأثير برسائل غامضة! منحة للموظفين السوريين بقيمة 500 ألف ليرة بمناسبة عيد الأضحى الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء في قصر بسمان الزاهر ولي العهد يرعى حفل تخريج دورة مرشحي الطيران/54 في كلية الملك الحسين الجوية

القسم : بوابة الحقيقة
مصر وسد النهضة
نشر بتاريخ : 12/28/2020 4:47:13 PM
الدكتور عثمان الطاهات

بقلم: الدكتور عثمان الطاهات

 

سد النهضة او سد " الالفية الكبير " هو سد اثيوبي قيد البناء يقع على النيل الازرق بولاية " بنيشنقول – قماز " بالقرب من الحدود الاثيوبية – السودانية على مسافة تتراوح بين 20- 40 كلم وتقول اثيوبيا ان السد سيكون اكبر سد كهرومائي في القارة الافريقية والعاشر عالميا في قائمة اكبر السدود انتاجا للكهرباء .

 

يبلغ ارتفاع سد النهضة 145 مترا وطوله حوالي 1800 متر وتقدر تكلفة انشائه بحوالي 5 مليارات دولار ويقطع السد مجرى النيل الازرق اكبر فروع النيل وتبلغ سعته التخزينية 74 مليار متر مكعب اي حوالي مرة ونصف من اجمالي سعة النيل الازرق من المياه سنويا .

 

جاءت فكرة سد النهضة بين عامين 1956 و1964 حيث تم تحديد الموعد النهائي للسد من خلال مسح لمنطقة النيل الازرق وفي عام 2010 اعلنت اثيوبيا عزمها بناء سد النهضة  الذي سيقلل من حصة مصر والسودان .

 

اختلف المراقبون والمسؤولون حول تأثير سد النهضة على مستقبل مصر المائي الا ان القاهرة لديها العديد من المخاوف حول هذه المشروع حيث تخشى من انخفاض مؤقت من توافر المياه نظرا لفترة ملء الخزان وانخفاض دائم بسبب التبخر من خزان المياه خاصة ان حجم الخزان يبلغ حوالي ما يعادل التدفق السنوي لنهر النيل على الحدود السودانية المصرية  فاذا افتراضنا ان فترة ملء الخزان ستكون 5 سنوات فهذا يعني استهلاك السد لـ 15 مليار متر مكعب من الماء سنويا على مدار 5 سنوات تخصم من حصة مصر والسودان وهو ما يمثل كارثة بالنسبة لمصر حيث ستصبح حصة الفرد اقل من 650 متر مكعب من المياه سنويا اي اقل من ثلثي المعدل العالمي كما انه في مقابل كل مليار متر مكعب تنقص من حصة مصر المائية فانة من المتوقع ان تخسر مصر 200 الف فدان زراعي .

 

كما سيؤثر السد على امدادات الكهرباء في مصر بنسبة 25 الى 40 المائة مما سيعمق من ازمة الكهرباء اضافة الى ان سد النهضة يمكن ان يؤدي الى خفض دائم في منسوب المياه في بحيرة ناصر ويقلل من قدرة السد العالي في اسوان لانتاج الطاقة الكهرومائية .

 

الخطر الاكبر يكمن في الاستهداف العسكري للسد لاي سبب او توظيفه لاغراض عسكرية او حتى وجود احتمالية لانهياره بسبب اي اخطاء في التصميم او لطبيعة المنطقة التي اقيم فيها كما يقول بعض الخبراء مما يؤدي الى انهيار خزاناته لتتدفق المياه بشكل مفاجئ وهو الامر الذي ينذر بفيضانات هائلة وغرق لمساحات شاسعة في السودان ومصر .

 

استغلت اثيوبيا قيام الثورة المصرية وعززت من نفوذها في دول حوض النيل واقامة علاقات اقليمية لتنفيذ مشروع بناء سد النهضة حيث انهت فعليا من بناء نسبة كبيرة جدا من اجزاء السد .

 

تشهد أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا في الآونة الاخيرة تطورات خطيرة متسارعة ، وهي أزمة ذات طابع سياسي واستراتيجي بالغ الأهمية ، وعلى القوى الدولية الكبرى أن تتحرك بفاعلية للبحث عن حلول وتسويات عادلة لهذه الأزمة قبل أن تُفاجىء بصراع قد يكون الأخطر والأكثر تأثيراً في القرن الحادي والعشرين، فقضية المياه تمثل تحدياً جدياً للأمن القومي العربي في العصر الراهن لا يقل خطورة عن تحديات الارهاب والأزمات الأخرى المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط .

 

بناء على ما سبق فان على الدول العربية كافة الوقوف الى جانب الشقيقة الكبرى مصر لن القاهرة لان تقف مكتوفة اليد تجاه إصرار إثيوبيا على الإضرار بحقوق مصر المائية وتعطيش المصريين وتدمير قطاعهم الزراعي وتهديد النسيج الاجتماعي والاقتصاد القومي في عموم البلاد .

 

إن التشتت العربي أغرى الدول حتى الصغيرة منها للتجاوز وعدم الاكتراث بردود أفعالهم وها نحن نرى دولة كانت مهملة وهشة في أفريقيا تقارع أكبر دولة عربية وأفريقية دون أن تكترث بالعواقب.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023