القضاة ينفي حضوره غداء الاوقاف بمكة الذي انسحبت منه البعثة الاعلامية مجهول يضع حفاضة طفل على رأس رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في مقهى الحملة الأردنية و"الخيرية الهاشمية" توزعان وجبات في محافظات غزة انتهاء المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول إذاعة "يوم القيامة" تخرج إلى الأثير برسائل غامضة! منحة للموظفين السوريين بقيمة 500 ألف ليرة بمناسبة عيد الأضحى الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء في قصر بسمان الزاهر ولي العهد يرعى حفل تخريج دورة مرشحي الطيران/54 في كلية الملك الحسين الجوية تقرير: 72% من اللاجئين السوريين في الأردن لا ينوون العودة حاليا تحديد موعد صلاة العيد وأماكن المصليات هرب فوق سيارة!.. طفل ينجو من هجوم كلاب ضالة في إيدون بإعجوبة - فيديو قصف عنيف يخلّف 52 شهيدا في غزة في يوم انخفاض البطالة في الأردن بمقدار 0.1% لتسجل 21.3% في الربع الأول وزير التربية يكرم طالبا وقف خارج أسوار المدرسة احترامًا للسلام الملكي جرش .. مراقبو التوجيهي يؤدون القسم

القسم : بوابة الحقيقة
من "فضائل" صفقة القرن!!!
نشر بتاريخ : 12/19/2020 9:38:48 AM
د. اسعد عبد الرحمن

"لا تلهث وراء السلام، وعليك أن تكتفي باتفاقات الهدنة. لأننا إذا ركضنا وراء السلام فإن العرب سيطالبوننا بالثمن، والثمن هو تحديد الحدود أو عودة اللاجئين أو الاثنين معا". ربما تلخص هذه النصيحة، التي وجهها (أبا إيبان) إلى (بن غوريون) أثناء حرب 1948، الفكر الصهيوني المعتمد مع الفلسطينيين والعرب حتى اليوم. فعلى اختلاف الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، لم تقم أي منها بتطبيق أي اتفاق سلام يقضي إسرائيليا بالإنسحاب من الأراضي.

 

في هذا السياق، فإن "صفقة القرن" كان هدفها تدمير أي تنفيذ لتطلعات فلسطينية في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية، واستبدالها-وبقوة الاحتلال-بصيغة ظاهرها حل الصراع وباطنها استعماري توسعي. ومع رحيل راعي وعراب "الصفقة" الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب)، ها هي الدولة الصهيونية تسعى جاهدة لاقتناص أي بند/ فرصة من "الصفقة" وتطبيقه على أرض الواقع فوراً قبل تولي الرئيس الجديد (جون بايدن).

 

من فضائل "صفقة القرن" وما كشفته إسرائيليا أنها أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن "إسرائيل"، حكومات وأحزابا ومجتمعا، ترفض قبول السلام مع الفلسطينيين وبالتالي مع العرب. فهي مهما جملت مشروعها، سيبقى مشروعا استعماريا/ "استيطانيا"/ إحلاليا، مع استبعاد "حل الدولتين"، وإلغاء إقامة دولة فلسطينية، وتكريس ما هو قائم على الأرض والذي رسخته "إسرائيل" طيلة عقود على قاعدة "حكم ذاتي محدود" في بعض أجزاء الضفة الغربية زائدا قطاع غزة. ولعل الانفضاح الأكبر يتجسد الآن في علنية موقف (بنيامين نيتنياهو) الراهن، المصمم على رفض بل قتل "حل الدولتين"، على عكس موقفه في "مؤتمر هرتزيليا" يومها حين أعلن قبوله بمبدأ الدولتين تحت وطأة ضغوط إدارة الرئيس (أوباما).

 

لقد كشفت "الصفقة" المواقف الإسرائيلية، على اختلاف مواقعها وأيديولوجياتها، تجاه الوعي السياسي الصهيوني الأصلي والتاريخي الذي يرى الصراع مع العرب وجوديا ولا نهاية له، وأن المفاوضات والمؤتمرات لا علاقة لها بما يجري على الأرض. فاليوم باتت النوايا الصهيونية أوضح من واضحة. فخطة الضم الإسرائيلية مستمرة إذ يجري، عمليا، ضم تدريجي وثابت لأراضي الضفة بحيث طالت حتى المناطق "ج" المعروف أنها مخصصة للدولة الفلسطينية التي ستقوم إلى جانب "إسرائيل". وها هي هذه الأخيرة تكرس سيطرتها المدنية والأمنية عليها، بل تسعى بدأب، عبر التطهير العرقي إلى تقليص عدد الفلسطينيين الذين يعيشون فيها، مانعة أي تنمية أو بناء ضروريين للسكان الفلسطينيين الأصيلين. وعليه، ومع كل بيت فلسطيني يتم هدمه، تبدو الرسالة قاطعة للفلسطينيين: "مكانكم ليس هنا".

 

في جوهر السياق ذاته، بانت النوايا تجاه القدس الشرقية التي لم يعد لها وجود في حمأة مخططات الاستعمار/ "الاستيطان" التي بدأت دولة الاحتلال تعلن عنها تواليا، وبالذات منذ الإعلان عن "صفقة القرن"، بل وازدادت وتيرتها بشكل مخيف منذ هزيمة (ترامب) في الانتخابات. كذلك، ظهر التوافق الإسرائيلي بشأن اعتبار حل الدولتين مجرد "وهم" كما صرح (نتنياهو)، ما يؤكد استراتيجية اليمين واليمين المتطرف لسرقة كامل الأرض الفلسطينية على امتداد الضفة الغربية.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023