رونالدو يوجه رسالة تهنئة لنجوم بلاده مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي آل خزنة كاتبي الف مبروك لـ احمد ابو الهيجاء ومحمد ابو خارف ولي العهد لخريجي الكلية الجوية: بكم ستزهو سماء الأردن الغالي القضاة ينفي حضوره غداء الاوقاف بمكة الذي انسحبت منه البعثة الاعلامية مجهول يضع حفاضة طفل على رأس رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في مقهى الحملة الأردنية و"الخيرية الهاشمية" توزعان وجبات في محافظات غزة انتهاء المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول إذاعة "يوم القيامة" تخرج إلى الأثير برسائل غامضة! منحة للموظفين السوريين بقيمة 500 ألف ليرة بمناسبة عيد الأضحى الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء في قصر بسمان الزاهر ولي العهد يرعى حفل تخريج دورة مرشحي الطيران/54 في كلية الملك الحسين الجوية تقرير: 72% من اللاجئين السوريين في الأردن لا ينوون العودة حاليا تحديد موعد صلاة العيد وأماكن المصليات هرب فوق سيارة!.. طفل ينجو من هجوم كلاب ضالة في إيدون بإعجوبة - فيديو

القسم : بوابة الحقيقة
علاقة الثقافة السياسية بالاستقرار السياسي في الأردن
نشر بتاريخ : 8/19/2020 11:39:36 AM
الدكتور عثمان الطاهات

تعد الثقافة السياسية جزءا من الثقافة العامة للمجتمع وتتضمن القيم والاتجاهات والسلوكيات والمعارف السياسية لافراد المجتمع ، فالثقافة السياسية لاي مجتمع ليست ثابتة بالمطلق ولكنها تتعرض للتغير حتى لو كان  طفيفا وبطيئا .

 

ويتوقف حجم ومعدل التغير على مدى ومعدل التغير في الابنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ودرجة اهتمام النخبة الحاكمة بقضية التغير الثقافي ومدى رسوخ قيم ثقافية معينة في نفوس افراد المجتمع .

 

لا يعني القول بوجود ثقافة سياسية للمجتمع تماثل عناصرها بالنسبة لسائر افراده اذ هناك دائما هامش للاختلاف الثقافي تفرضه عوامل متعددة كالدين ومحل الاقامة والمهنة والمستوى الاقتصادية والحالة التعليمية غيرها .

 

وهنا لا بد من التمييز بين الثقافة السياسية الرسمية والثقافة السياسية غير الرسمية الاولى تشير الى الايديولوجية التي تتبناها الدولة ،والثانية فتشير الى ما يسود لدى الافراد من معتقدات وقيم واتجاهات ، وقد يوجد تطابق بين هذه وتلك ، وقد لا يوجد تطابق بينهما .

 

وتؤثر الثقافة السياسية على النظام السياسي بشكل مباشر لان اي نظام سياسي بحاجة الى ثقافة سياسية معينة تغذيه وتحافظ عليه فالحكم الفردي توائمه ثقافة سياسية تتمحور عناصرها في الخوف من السلطة والاذعان لها وضعف الميل الى المشاركة السياسية وفتور الايمان بكرامة الانسان وعدم السماح بالمعارضة .

بالمقابل يتطلب الحكم الديمقراطي اخلاقا ديمقراطية فلا يمكن للديمقراطية ان تنمو وتستقر دون ايمان الانسان بكرامته ، وهذا الايمان يحمل معه قناعة بان للفرد حريات لا يمكن للحاكم ان ينال منها مع الاستعداد للدفاع  عنها في اي وقت .

 

وتؤثر الثقافة السياسية على علاقة الفرد بالعملية السياسية فبعض المجتمعات تتميز بقوة الشعور بالولاء الوطني والمواطنة المسؤولة وهنا يتوقع ان يشارك الفرد في الحياة العامة وان يسهم طواعية في النهوض بالمجتمع الذي ينتمي اليه ، ويعتمد الاستقرار السياسي جزئيا على الثقافة السياسي السائدة فالتجانس الثقافي والتوافق بين ثقافة النخية والجماهير يساعدان على الاستقرار السياسي بشكل عام .

 

لقد تنبه الاردن في وقت مبكر لذلك، وعمل على ايجاد ثقافة سياسية تتضمن قيم ديمقرطية فقرر منذ عام 1989 عودة الحياة الديمقراطية الى المملكة والغاء الاحكام العرفية واجراء اصلاحات سياسية متعددة ابرزها اجراء انتخابات برلمانية وبلدية بشكل منتظم والسماح للاحزاب السياسية ممارسة عملها على الساحة الاردنية وتطبيق مبدأ فصل السلطات واستقلال القضاء وسن قوانين تصون الحريات الاعلامية واحترام حقوق الانسان .

 

ويمكن القول ان الاردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني نجح في ايجاد ثقافة سياسية تنسجم وتتناغم  مع القيم الديمقراطية التي أسهمت في عملية الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ، وهذا ما يميز المملكة عن باقي دول المنقطة التي تشهد الكثير من معالم عدم الاستقرار السياسي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023