القسم : بوابة الحقيقة
هل يصدر أمر دفاع يحمي مستقبل المطاعم والمقاهي من الانهيار
نشر بتاريخ : 5/18/2020 5:56:36 PM
ربحي شعث


مما لا شك فيه بِأن دورة الحياه اليومية و عجلة النمو قد تعرضّت لضربه قويه بسبب ذاك الفيروس الذي أراد أن يخلِط كُل أوراق الحياه و أن يَعصِف بأولوياتنا و يجبرنا أن نسلك طريقه، و لكننا أدركنا و بفضل من الله وثم عزيمة المواطنين و المقيمين التي ما كانت لولا إرادات ملكيه و قوة آداء حكومي تُرفع لها قًبعاتنا التي كانت سدّا منيعا أمام هذا العدو المجهري أننا قادرين على النصر و السيطرة على فرض رأيه. فما كانت للحكومة إلا أن تعلن حالة الطوارئ وتفعيل قانون الدفاع الذي كان له الكلمة العليا. وبعده بدأت الأوامر بتحديد مسار حركتنا بين شد و رخي حتى استطعنا في تخطي مرحلة مواجهة هذا الوباء و السيطرة عليه وبدأنا في مرحلة جديده كانت على لسان رئيس الوزراء عمر الرزاز تحت مسمى مرحلة التأقلم و التكيف الممهدة لمرحلة التعافي.

نعم لقد بدأت عجلة الإقتصاد في الإنفتاح رويداً رويدا لكن الحكومة حتى اللحظه لم تدرك ولو عن غير قصد أن مجال المطاعم و المقاهي الذي يندرج تحت قطاع السياحة هو من أهم القطاعات التي من شأنها نمو الإقتصاد و ليس فقط تحريك عجلته, و لا شك هذا الأمر تدركه الحكومة تماما و لكن المشكله حتى اللحظه هي في عدم قدرة الحكومه على احتواء و معالجة هذا القطاع للمطاعم و المقاهي و الكافتيريات بالشكل الفعّال.

إن الجميع يدرك أن معظم  المشاريع الصغيره و المتوسطه كانت حصتها من نصيب المطاعم و المقاهي و غيرها من خدمات الطعام و الشراب و مما ندركه أيضا أن أصحاب تلك المشاريع هم من خيرة شباب هذا البلد الذين قدموا في مشاريعهم لوحة سياحيه فنيه للداخل و الخارج و هم ممن إستثمروا في أنفسهم حتى يحققوا شغفهم و أحلامهم بعرق جبينهم . و مع ذلك فهم حتى اللحظه ممن قارب حلمهم على أن يتبخر و شغفهم أن ينهار بسبب مواقف الحكومه التي لا تتناسب ومع مرحلة التكيف و التأقلم و لاحتى مرحلة التعافي المنتقلين لها قريبا بإذن الله.

إن عشرات الاف من العاملين بعوائلهم في مجال المطاعم و المقاهي فقط أصبحوا مهددين في مستقبلهم القادم و أصبح مئات الرياديين الشباب أصحاب تلك المشاريع قاب قوسين أو أدنى على حافة السقوط مما سيرفع بقوة نسبة البطاله و الفقر و ما ستحمله من أعراض نفسيه و إجتماعية سوداويه مقبله لا سمح الله إذا لم تتحرك الحكومه هي أيضا بالتأقلم و التكيف مع هذا الفيروس وإلا سؤدي بالنهاية إلى موت قطاع السياحة كاملا وتعثر عجلة الإقتصاد و توقف نموها مهما فتحت قطاعات أخرى صناعية كانت أم تجاريه.

على الحكومه أن تدرك أن من سُمِح لهم بمماسة نشاطهم من المطاعم الكبيره العالميه كانت أم المحليه لا تساوي 15% من حصة السوق في مجال المطاعم و المقاهي و الكافتيريات في المملكة و أن نسبة المطاعم السياحيه المغلقه حتى اللحظه تتجاوز ال 80% و أن أغلب المقاهي المتخصصه الشائعه حديثا و التي لا تقدم الأرجيله ما زالت مغلقه و الكافتيريات والمقاهي الشعبيه و غيرها. في حين مازالت إلتزامات دفع الإيجار و فواتير الماء و الكهرباء و رواتب الموظفين و القروض جاريه و مستحقه من غير أي تعاون حقيقي فعال من الحكومه في هذا الشأن.

المطلوب ليس السماح  بخدمة التوصيل لأن المقاهي المتخصصه ببيع القهوه عن طريق الماكنات المخصصه لا يمكن توصيل اللاتيه مثلا إلى أبعد من 200 متر عن موقعها و من غير المنطق أن يتحرك المواطن مسافة 4 كيلو ليتناول كوب من الكابتشينو , كما لا معنى من أن يقوم مطعم البرغر أو الشاورما مثلا بتوصيل الطعام قبل ساعتين خوفا من الحظر و أمور أخرى كثيره غير منطقيه و تهدم فكره المتعه في تقديم و تناول الوجبات بمعايير الجودة و الصحة و السلامه.

إن الاف العاملين و أصحاب المشاريع الصغيره و المتوسطه  المتضررين يطالبون الحكومه بإصدار أمر دفاع يتماشى و مرحلة التكيف و التعافي يسمح بعودة النشاط الخدمي و السياحي و بشكل خاص صالات المطاعم و المقاهي و الكافتيريات بشكل كامل ضمن ضوابط و معايير صحيه و آمنه يلتزم بها الجميع بتطبيقها من دون شروط تعجيزيه. و سيقوم مجموعة من أصحاب تلك المشاريع من شبابنا المتعلق بقشة الأمل بأن يطرح تصورا و أفكارا سيقدمها للمعنيين في الحكومه و الوزراء و الإعلام و كل جهة تستطيع أن تتدارك هذا المنقلب الخطير الذي سينفجر بعد العيد في حال لم تسمع الحكومه صرخة و استغاثة هذا القطاع.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023