القراءة الواعية تحسن الصحة النفسية مفوضية اللاجئين في الأردن : خفض الدعم النقدي خارج المخيمات اعتبارا من شهر أيار الاحتلال يمنع مئات المسنين من الدخول للمسجد الأقصى أوكرانيا تعلن إسقاط 84 من أصل 99 صاروخا ومسيّرة أطلقتها روسيا 38 قتيلا على الأقل في غارات صهيونية على ريف حلب الصحة في غزة: 7 مجازر تسفر عن 71 شهيدا فلسطينيا خلال 24 ساعة خبراء: منتجات التبغ البديلة تقلل الأضرار الناتجة عن السجائر التقليدية تفاصيل اغتصاب ضابط لنائبة مصرية تقرير: نظام التشغيل iOS 18 سيكون "الإصلاح الأكثر طموحًا" لجهازة أيفون نائب البرهان: لن ندخل في أي عملية سياسية قبل غلق الملف العسكري مصر.. أقل معدل نمو زيادة سكانية خلال 50 عاما قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم "كروكوس" الإرهابي الجيش السوداني: سنحسم الفوضى وسنقاتل حتى آخر مرتزق ألمانيا وفنلندا تتفقان على استمرار تقديم الدعم لأوكرانيا المعارضة المولدوفية ترفض انضمام كيشيناو إلى الاتحاد الأوروبي بدون بريدنيستروفيه

القسم : بوابة الحقيقة
لبنان ضحية الطائفية
نشر بتاريخ : 10/24/2019 9:42:06 PM
د هايل ودعان الدعجة

ربما لم يتفاجأ احد من التظاهرات والاحتجاجات التي يشهدها لبنان ، طالما أنه ينتمي إلى المنظومة العربية التي تتشارك بها الكثير من الدول العربية وتتقاسم فيها نفس الهموم والمعضلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية  ، وقد استمدت سماتها المتشابهة تقريبا  من تأثرها بنفس بيئة الأنظمة السياسية التي تحكمها وتقودها بعيدا عن الأجواء الديمقراطية الكفيلة بافراز أنظمة سياسية قريبة من الشارع وأكثر تمثيلا له وتعبيرا عن مصالحه   .. لذلك ليس من المستغرب أن تكون شعوب دول المنطقة ضحية الفساد والظلم والقهر الجاثم على صدورها منذ أن ولدت في حضن دولها . ولأن لبنان الذي يمكن القول بأنه أخذ مؤخرا قسطا من الراحة بعد أغراقه في الفساد والأزمات والحروب الداخلية والطائفية والعربية والإقليمية انعكاسا لبيئته الطائفية والحزبية والسياسية الهشة والمقسمة  داخليا وخارجيا لدرجة توظيف بعضها لخدمة أجندات إقليمية خارجية ، جعلت من التركيبة السياسية اللبنانية تعاني  تناقضات عجيبة تتداخل فيها أنظمة إقليمية ، رغم هوية لبنان العروبية .. الأمر الذي يمكن ملاحظته من الدور الذي يقوم به حزب الله الطائفي المجند ايرانيا لخدمة الأجندات الإيرانية في لبنان والمنطقة العربية  .. والذي وكما دلت الوقائع والأحداث المختلفة التي مر بها لبنان على أنه حزب لا يمكنه العيش في البيئة السياسية السلمية التي تجنح إلى السلم والهدوء ، كونها تتناقض مع طبيعة دوره الفوضوي الذي يتماهى وطبيعة المهمة الطائفية التي يقوم بها .. ما يفسر سنوات الفوضى وعدم الاستقرار التي عاشها لبنان بسبب هذا الحزب الطائفي الذي طالما حول الساحة اللبنانية إلى ساحة حروب وصراعات . 

لا بل وساهم بتأخير تشكيل الحكومات  والقرارات الحكومية لعدة أشهر ، وفي أكثر من مناسبة ، لفرض التركيبة والتحالفات الحكومية التي يريد ،  تفعيلا لدوره كثلث معطل في الحياة السياسية والحكومية اللبنانية .  إضافة إلى تعطيله لعمل المؤسسة البرلمانية  ، حيث ارجأ الكثير من جلسات مجلس النواب ،  ولاكثر من 40 جلسة في بعض الأوقات  من خلال تعطيله النصاب القانوني وعدم اكتماله لفرض الرئيس اللبناني الذي يريد والبيئة السياسية التي يريد ايضا . مما يؤشر ان الشعب اللبناني هو ضحية للطائفية وللخلافات التي تنشأ من حين لآخر بين القوى السياسية المتناحرة التي يدين بعضها  كحزب الله بالولاء والانتماء إلى الخارج إلى  إيران وليس إلى لبنان .. لتصبح هذه الطائفية المقيتة التي تم تكريسها في النظام  السياسي اللبناني كأمر واقع ، المسؤول المباشر عما يعانيه لبنان من فساد وفقر وبطالة وأوضاع اقتصادية ومالية واجتماعية صعبة ، قادت الشعب اللبناني للخروج موحدا وبكافة أطيافه وفئاته وطوائفه إلى الشارع للاحتجاج عليها .. ليرسل رسالته الواضحة إلى كافة القوى السياسية الموظفة والمجندة لتنفيذ أجندات طائفية وخارجية على حساب حياته المعيشية والاقتصادية حتى أوصلته إلى هذه المرحلة الصعبة والحرجة التي دفعت به للنزول الى الشارع .. بانه شعب واحد وهمه ومصيره ومستقبله واحد .. مطالبا بتخليصه من هذا المرض اللعين الذي نخر جسده وأصابه بالضعف والهوان عبر إسقاط هذا النظام السياسي الطائفي والاستعاضه عنه بنظام ديمقراطي كفيلا بإيجاد قوى وتيارات سياسية وحزبية قلبها على لبنان وممثلة للشارع اللبناني تمثيلا حقيقا ، بحيث يكون همها الأول والاخير مصلحة لبنان واللبنانيين .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023