زراعة جرش تطلق المدرسة الحقلية الرابعة بعنوان تغذية المجترات والخلطات العلفية في كفرخل كلية التمريض في جامعة جرش تحتفل بأداء قسم المهنة لطلبتها المتوقع تخرجهم تدريبات "النشامى" دون إنارة في مسقط قبل المواجهة الحاسمة أمام عٌمان رونالدو يوجه رسالة تهنئة لنجوم بلاده مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي آل خزنة كاتبي الف مبروك لـ احمد ابو الهيجاء ومحمد ابو خاروف ولي العهد لخريجي الكلية الجوية: بكم ستزهو سماء الأردن الغالي القضاة ينفي حضوره غداء الاوقاف بمكة الذي انسحبت منه البعثة الاعلامية مجهول يضع حفاضة طفل على رأس رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في مقهى الحملة الأردنية و"الخيرية الهاشمية" توزعان وجبات في محافظات غزة انتهاء المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول إذاعة "يوم القيامة" تخرج إلى الأثير برسائل غامضة! منحة للموظفين السوريين بقيمة 500 ألف ليرة بمناسبة عيد الأضحى الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء في قصر بسمان الزاهر ولي العهد يرعى حفل تخريج دورة مرشحي الطيران/54 في كلية الملك الحسين الجوية

القسم : بوابة الحقيقة
أين حكماء الدولة مما يجري.. ؟!!
نشر بتاريخ : 10/12/2019 7:13:49 PM
د. طلال طلب الشرفات


هل بات من الضروري إجراء مراجعة شاملة لكل أسباب المباغتة التي داهمتنا بوجع، واجتاحت رزانتنا الوطنية على غير هدي منا أو انتباه، وهل أضحت الدولة الاْردنية بتفوقها الأمني والسياسي متلقية للحدث لا صانعة له، أم أن ثمّة داء أصاب هويتنا وموروثنا الأخلاقي ومنظومة القيم الوطنية لدينا؟. وفي كل الأحوال ما مدى التنسيق بين اركان الدولة المختلفة لكبح جماح التطاول، والاستعلاء، والاستقواء على هيبة الدولة ومنطلقات السيادة، وإلى أي درجة يمكن معالجة الخلل الجوهري في بنية الدولة ومنظومتها القيمية، وهل آن الأوان للتفكير بهدوء بعيداً عن المواقف الجاهزة والمسبقة لأولويات التشاور، ومنطلقات التفاهم بما يخدم الوطن واستمراره وتقدمه؟.

حالة القلق، والخذلان، والنكران التي رافقت مسيرة الدولة في العقد الأخير يجب تشخيصها فوراً ودون إبطاء، وظاهرة النشوز التي أصبحت مظهراً يحاكي سلوك معظم النخب المحسوبة على الموالاة يجب أن يتم تفسيرها ومراجعة خيارات التعاون معها على الفور، وأسلوب التعايش القسري بين المؤسسات - والذي لا يعكس المصلحة الوطنية العليا بعيدًا عن إسقاطات المصالح الآنية والاجتهادات الفرعية - يجب أن يولّي إلى غير رجعة، بل يجب ان يسود بدلاً منه الإسناد الحقيقي لخدمة الدولة دون تفرد، والبحث عن الإنجازات الفرعية واهمال الإنجاز الوطني العام.

لم يعد مفهوماً ولا مقبولاً التأخر في حسم أولويات العمل الوطني، وأن يُشخّص مظاهر الخلل اللافت والعوار الكبير في بنية الدولة وأسلوب مباشرة الأداء العام فيها، والإطاحة بكل أدوات الفساد السياسي التي تنخر بجسد الدولة وبنيتها الطاهرة بغلاف الحرص، والخطابات المشفرة المؤذية التي تتضمن جلداً للحكومة - وهم أول من قاد التحريض الخفي ضدها وأوسعوها شتماً؛ كي يفوزوا بالإبل- فقد آن الأوان أن تعاد للدولة هيبتها وشوكتها الأدبية والقانونية.

علينا الاعتراف أولاً ان مشكلتنا في الوطن هي مشكلة بنيوية في الحرص والضمير والانتماء الحقيقي والأولويات، وان هذه المشكلة تثير سؤالًا اكثر من مهم، وأكبر من مهمة تقييم ألاداء العام، فهل نحن في أزمة سياسية حقيقية، وهل هناك خلل في منظومة القيم، وانتكاسة في الثقة العامة، وارتباك في اختيار النخب الوطنية الصادقة، وانكماش في تقدير أولويات المصلحة الوطنية العليا، وتسمم وتحلل مقيت في قيم الوطنية وأولويات المواطنة، والأهم اضمحلال القدرة على تقدير الموقف بروية وحكمة وهدوء، والمشكلة الأخرى تكمن في الوقيعة السياسية، والحروب الخفية المنفلتة من عقالها بين رجال الحكم، والنخب الطامحة، وهي حرب جعلت أحياناً من أعضاء المجموعةالواحدة أعداء بجلد صديق مكشوف.

في الأزمات السابقة كان هناك عقد وعهد والتزام ما بين الدولة والموالاة بأن يكون الانحياز عاماً وتاماً إلى حين انكشاف الغمة، بل أكثر من ذلك فإن المعارضة أيضاً كانت تقف مع الحكومة والدولة في الأزمات وتعود إلى مقاعد المعارضة بعد انتهائها، أما اليوم فقد انكشف ظهر الدولة للمولاة والمعارضة على حدٍ سواء، والفرق بينهما هو فقط في أسلوب الجلد ونبرة الخطاب ومدى علانية التحريض، بل هناك ما هو أكثر من ذلك والمتمثل في غياب مظاهر المسؤولية التضامنية، والهروب من وسائل الإعلام؛ لتفادي تحمل المسؤولية السياسية واخلاق المواطنة.

آن الاوان أن يكون للدولة رجالاتها وإعلامها الذي ينحاز للدولة في الأزمات، فقد أسهم الإعلام الموازي في كشف عورة الدولة وإضعاف موقفها، بل آن اوان لفظ المحرضين، والمتاجرين، وأبطال ازدواجية الخطاب والولاء والانتماء، وأعداء الداخل في الوطن، وأضحى من الواجب أن يعاد صياغة الخطاب الوطني بمواقف يكسوها الحزم والحكمة، وأن نعيد للكبرياء الوطني ألقه المقدس والذي تم العبث به في الآونة الأخيرة.
وحمى الله وطننا الحبيب من كل سوء ...!!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023