عبداللهيان: إيران لن تردّ على هجوم الجمعة طالما أنّ مصالحها لم تتضرّر الأردن.. مروحة سقف تكسر جمجمة طفل رئيس الجامعة الأردنية: يجب عدم نسيان أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تستبيح حقوقنا وحرياتنا وزارة الداخلية: الإفراج عن عن 15 شخصا من موقفي اعتصامات الرابية ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى 34049 شهيدا و76901 مصاب منذ 7 أكتوبر بدء العمل بالتوقيت الصيفي في فلسطين استشهاد ٣ فلسطينيين خلال اقتحام الاحتلال لطولكرم لماذا لم يشمل العفو العام غرامات المسقفات والابنية والمهن؟ صناعة الأردن: الدعم الملكي يدفع بقطاع المحيكات نحو المزيد من الاستثمارات مباراة حاسمة للمنتخب الأولمبي أمام أندونيسيا بكأس آسيا غدا أبو السعود يحصد الميدالية الذهبية في الجولة الرابعة ببطولة كأس العالم أبو السمن يعلن انطلاق العمل بمشروع تحسين وإعادة تأهيل طريق الحزام الدائري الصفدي لـ CNN: نتنياهو "أكثر المستفيدين" من التصعيد الأخير في الشرق الأوسط يوفنتوس يتحرك لتدمير مخطط روما يجوّع ابنه الرضيع حتى الموت لتعزيز الصحة الروحية

القسم : بوابة الحقيقة
الإرهاب الأبيض يضرب نيوزيلندا
نشر بتاريخ : 3/20/2019 2:29:01 PM
د هايل ودعان الدعجة

بقلم: د. هايل ودعان الدعجة

 

يبدو ان الحضارة الغربية في هذه الايام باتت امام لحظة الحقيقة ، بعد ان اصبح من المتعذر عليها التخفي او التستر لمدة أطول او أكثر خلف شعارات وطروحات  ، طالما طرحتها ووفرت لها المساحات والفضاءات الكافية للولوج من خلالها في مشروعها ( القيمي ) الى ابعد نقطة ممكنة ، متجاوزة من اجله المسافات والحدود الجغرافية ، بحجة انها تحمل رسالة انسانية تبرر لها الذهاب بعيدا ، وربما اتباع اي وسيلة حتى وان بدت غير شرعية طالما انها تسعى الى ترويج سلعتها القيمية ، التي ثبت زيفها وبطلانها على وقع السقوط المدوي لمنظومتها القيمية والاخلاقية ، وبانها مجرد اداة مصلحية تجيز لها استهداف دول وشعوب بعينها تقع في اطار هذا المشروع المنوي ترويجه ، وبما يخدم اجنداتها ومصالحها الخاصة ، حتى اذا ما تمكنت من تحقيق ذلك ، كشرت عن انيابها واخذت تعيث الفوضى والخراب على كامل المساحة المستهدفة ، ممثلة بمنطقتنا الجغرافية ذات الملامح العربية والاسلامية ، مستخدمة شتى انواع الاسلحة الدعائية العدائية في شيطنتها ونشر بذور الفتنة والنعرات الطائفية والمذهبية والدينية والعرقية والاقليمية فيها ، لتبقى تعاني من الانقسامات والنزاعات والخلافات . حتى اذا ما انجزت مهمتها الخارجية ، عادت الى الداخل .. الى اوطانها ، لتطهرها ممن لجأوا اليها من الخارج  تأثرا وتعلقا بمشروعها القيمي ، ليجدوا انفسهم امام الحقيقة المرة ، ممثلة بتصاعد وتيرة التيارات اليمينية المتطرفة في هذه البلدان الغربية ، لدرجة انها اخذت تنافس وبقوة في الانتخابات التشريعية والرئاسية محققة نتائج لافتة ، عززت من حضورها في المشهد السياسي هناك ، اما من خلال الانتقال الى مراحل المنافسة النهائية في الانتخابات الرئاسية ، وان كانت لم تحسمها ، واما من خلال زيادة حصتها من المقاعد البرلمانية في رسالة واضحة ومهمة الى قدرتها الى الذهاب الى ابعد من ذلك مستقبلا ، وربما في المستقبل القريب ، بحيث تصبح في دائرة صنع القرار ، وتصبح قريبة جدا من تحقيق برامجها واجنداتها العنصرية الشعبوية ، ذات النزعة القومية المتطرفة ، المستندة الى خطاب الكراهية تجاه الاجانب واللاجئين والمهاجرين والاقليات وفي مقدمة ذلك الاقلية المسلمة ..في إشارة الى ان صعود اليمين المتطرف ، وتأييد خطابه العنصري يمثل تغيرا في المزاج العام الغربي ، ويعبر ايضا عن مخاض سياسي جديد في المجتمعات الغربية قد يقود الى احداث تغيرات في الخارطة السياسية لهذه المجتمعات ، بطريقة قد تؤثر في مستقبل الأنظمة السياسية والمنظومة القيمية الديمقراطية فيها في ظل الزيادة اللافتة في شعبية هذه الأحزاب المتطرفة ، كحزب الجبهة الوطنية في فرنسا  ، وحزب البديل في المانيا  ، وحزب الحرية في النمسا ( خسر رئيسه نوربرت هوفر الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرا بفارق 16الف صوت حيث حصل على 49.7% ، وحصل الحزب على 40 مقعدا من اصل 183 مقعدا في المجلس الوطني ) ، وحزب الفجر الذهبي في اليونان ( حل ثالثا في الانتخابات التشريعية ) وحزب الشعب في سويسرا ( حصل على حوالي 30% من الأصوات في الانتخابات التشريعية ) ، وحزب الحرية في هولندا ( زعيمه خيرت فيلدرز المعادي للاسلام ) وحزب الاستقلال في بريطانيا . ما يؤشر الى انتشار خطاب الكراهية والعنصرية والتطرف في المجتمعات الغربية بصورة قد تشعل الصراعات الحضارية والدينية في الساحة العالمية . في تأكيد على وجود ارضية شعبية تدعم التوجهات العنصرية والمتطرفة . وما قام به الارهابي المجرم والمتعصب اليميني القومي المتطرف المتشبع بالاسلاموفوبيا ، برينتون تارانت منفذ مجزرة نيوزيلندا في مسجدي مدينة كرايست تشيرتش ، الا نتاج لهذه العقلية العنصرية في ظل ازدياد جرائم الكراهية في المجتمعات الغربية بنسب كبيرة ولافتة في الاونة الاخيرة ، وبدوافع دينية تحمل طابعا اسلاموفوبيا ( جرائم الكراهية الاسلاموفوبية ) بعد انتشار الخطاب المعادي للاسلام ، والتي ترتكب باسم تفوق العرق الابيض ، انتصارا للنزعة القومية البيضاء ، بحجة حماية الحضارة الغربية والعرق الابيض من الغزاة الاجانب ، بطريقة قادت الى اثارة تساؤلات عالمية مقلقة  عن مدى تحول النزعات اليمينية الشعبوية والقومية المتطرفة في الغرب الاوروبي والأمريكي الى ادوات ايديولوجية ، تتكاثر وتنتشر باضطراد ، لتنقض على الاخر وتقتله لمجرد اختلاف لونه او عرقه او دينه ، ما يمثل تهديدا للعالم ، نتيجة بث معتقدات عنصرية ومتطرفة متعلقة بتفوق العرق الابيض .  حتى ان هناك من يتهم قادة في العالم الغربي في الوقوف خلف مخاطر القومية البيضاء وتغذيتها . لا بل ان من يسمون بالقوميين او المتطرفين او العنصريين البيض او الجدد من انصار تفوق العرق الابيض ، قد اشادوا بالارهابي المجرم تارانت مرتكب مجزرة المسجدين في نيوزيلندا ، وعبروا عن فرحتهم وسعادتهم بهذه المجزرة ، واصفين مرتكبها الارهابي بالبطل . في اشارة الى تنامي هذه الظاهرة اليمينية المتطرفة بشكل قاد الى الحديث عن عنصرية مؤسسية في الغرب .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023