شقيق الشهيد وصفي التل في ذمة الله مبروك ليث نجاحك بمشروع التخرج رقابة الاوقاف الداخلية تتهم البعثة الاعلامية بالحج بالانشغال بالتسوق إعلام عبري: مقتل 3 جنود وإصابة 2 في استهداف سيارة عسكرية في جباليا زراعة جرش تطلق المدرسة الحقلية الرابعة بكفرخل كلية التمريض في جامعة جرش تحتفل بأداء قسم المهنة لطلبتها المتوقع تخرجهم تدريبات "النشامى" دون إنارة في مسقط قبل المواجهة الحاسمة أمام عٌمان رونالدو يوجه رسالة تهنئة لنجوم بلاده مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي آل خزنة كاتبي الف مبروك لـ احمد ابو الهيجاء ومحمد ابو خاروف ولي العهد لخريجي الكلية الجوية: بكم ستزهو سماء الأردن الغالي القضاة ينفي حضوره غداء الاوقاف بمكة الذي انسحبت منه البعثة الاعلامية مجهول يضع حفاضة طفل على رأس رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في مقهى الحملة الأردنية و"الخيرية الهاشمية" توزعان وجبات في محافظات غزة انتهاء المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول

القسم : بوابة الحقيقة
2019م.. لتكن جامعاتنا العربية نافذة الأمل والتغيير
نشر بتاريخ : 1/15/2019 6:31:39 PM
فادي محمد الدحدوح
      
بقلم: فادي محمد الدحدوح

انطلقت شمس 2019، وأفئدة المجتمعات العربية ترنو لفجر مشرق يزيل ضباب عمر طويل من الألم والجراحات ونزيف مستمر من التراجع.. ولن يتأتى ذلك إلا من خلال بحث علمي موجه بكافة مناحي الحياة، ولعل مؤسساتنا العلمية وركيزتها مؤسسات التعليم العالي تعد حلقات الترابط في مشروع من الثقافة الشمولية الكونية. ولا تكتسب الجامعة لقبها كمؤسسة تعليم عالي، كونها تقدم تعليما يلي تعليم آخر، وإنما هي أعلى في كونها تلامس ينابيع الإبداع في ذوات مريديها فتتعهّدها وتصقلها وتضفي إلى العلوم رصانة البحث.
 
تعتبر جامعاتنا العربية بمثابة المستهلك الأساسي للمعرفة الغربية، والتي تتمثل في كل أنواع العلم والتكنولوجيا والمجلات والدوريات المختلفة ودُور النشر، ومصادر جمع المعلومات وبنوكها وغير ذلك من الوسائل المعرفية الحديثة التي تعتمد عليها المؤسسات العلمية الجامعية الأكاديمية. حتى أن بعض الدول العربية والتي حظيت بمكانة علمية وتكنولوجية حديثا؛ تفتقد إلى السيطرة والتحكّم على وسائلها المعرفية وعمليات إنتاجها وتوزيعها.

إن وضع جامعاتنا العربية يتطلب من العلماء والباحثين وأساتذة الجامعات والطلبة جهدًا مميزًا للإستفادة بالحد الأقصى من عولمة العلوم والمعلومات ومصادرها، وبغير هذا فإن الهوة سوف تزداد بين من يملك ناصية العلوم والتكنولوجيا والمعلومات ومن لا يمتلكها. ويتطلب هذا أيضا إدراك المنظومة القيمية المتعلقة بحسن إدارة الوقت واستثماره وتعظيم الاستفادة منه.

إن مرحلة إنتاج المعرفة هي الأرقى من اكتساب المعرفة، حيث ينطوي إنتاج المعرفة على امتلاك الجامعات العربية القدرة على الإضافة إلى رصيد المعرفة الإنسانية الذي يعرفه جميع البشر ولهذا نتساءل: ما هو حال إنتاج المعرفة في الجامعات العربية في المجالات العلمية والتقنية، والأدبية والإنسانية والاجتماعية والفنية؟ 
نجد صعوبة في الحصول على معلومات حديثة ودقيقة ومتكاملة حول مُخرجات أنشطة البحث العلمي في مؤسسات التعليم العالي العربي. غير أنه يمكن بشكل عام قياس مُخرجات البحث العلمي من خلال المنشورات العلمية، وبراءات الاختراع، والابتكارات وقد ذكر تقرير التنمية العربي وبعض الدراسات أن هناك فقراً في إنتاج الكتب في البلدان العربية مقارنة بعدد السكان، كما أن الأسواق تكاد تخلو من الابتكارات العربية، وهذا يشير إلى أن البحث العلمي في البلدان العربية لم يرقى بعد إلى مرحلة الابتكار التي تمكن من دخول مشارف اقتصاد المعرفة واطراد التنمية الإنسانية. 

إن مؤسسات التعليم العالي العربي مطالبة مع بداية السنة الجديدة أن تنطلق للدرجة الإبداعية، وتصبح قادرة على تنمية مهارات التعامل مع المستقبل، كمهارات التوقع، وتعني القدرة على التنبؤ بالأحداث قبل وقوعها، ومهارات التشارك، وهي عملية عقلية تؤدي إلى فهم واضح، مشترك وفعال للمشكلات، وبلورة نتائجها من خلال التعاون والتعاطف والتحاور، وهناك مهارات اقتحام المجهول التي تتمخض عن تدريب المتعلم على حل المشكلات، وألعاب المحاكاة، والخيال العلمي، والربط بين المعارف العامة والمهارات الفنية والمزاوجة بين الخبرة الشخصية والعملية والأكاديمية.

      إن صناع القرار في الجامعات العربية مطالبين بضرورة إدراك التحول في طبيعة المعرفة ومكانتها ودورها في المجتمعات المعاصرة، والعمل المكثف المتواصل على إصلاح مراكز صناعة وإنتاج المعرفة المتمثل في مراكز المعلومات والجامعات العربية بشكل خاص بما يضمن لها أن تكون مواكبة لعصر الانفجار المعرفي وتساهم في إنتاج المعرفة، كما يشمل ذلك عدم فصل عملية الإصلاح لمؤسسات التعليم العالي بالإصلاح الشامل في مجتمعاتنا، وفي هذا المقام نركز أكثر على إصلاح مراكز إنتاج المعرفة لما لها من أولوية في تصحيح وتطوير الرؤية والمسار المستقبلي للتعليم العالي. 

ولا بد إذن من الصدام الحضاري الإيجابي الذي سيؤدي بدوره إلى حوار يوصل إلى التجديد الذي ينعكس على بعث مجد هذه الأمة من جديد وإشراق دورها العلمي المعتمد على جذور حضارة غائرة في أعماق التاريخ.
وختاماً إن لم نسارع مع بداية السنة الجديدة إلى التوجه نحو وظيفة إنتاج المعرفة، فسيظل تعليماً قاصراً لا قيمة له في دفع حركة التنمية الوطنية إلى أفق عالمي. والمقصود بإنتاج المعرفة ليس المعرفة التقنية ذات الصلة بالطبيعة والعلوم الطبيعية فقط، ولكن إنتاج المعرفة في العلوم الإنسانية أيضاً أمر ضروري ومهم لأي نهضة أو تقدم. 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023