حالة من عدم الإستقرار الجوي تسود المملكة سفارة الإمارات تشرف على تنفيذ مشروع افطار صائم في الاردن بمبادرة من الهلال الاحمر الاماراتي انتهاء المهلة الثانية للاشتراك في "التوجيهي" أنشطة متنوعة تقيمها المراكز الشبابية في الكرك وفيات من الاردن و فلسطين اليوم الجمعة 29 – 3 -2024 مدرب الصين السابق يعترف بقبوله الرشوة بديلا لصلاح ..التعمري على رادار ليفربول الانجليزي اختبارات جديدة للذكاء الاصطناعي تقيم سرعة الاستجابة لاستفسارات المستخدم ‫6 عوامل ترفع خطر تضخم البواسير الكاف يعلن موعد نهائي دوري الأبطال والكونفدرالية الأفريقية اتهام تونالي بمخالفة لوائح المراهنات الأردن يرحب بإصدار محكمة العدل تدابير احترازية مؤقتة جديدة بشأن الحرب على غزة محلل سياسي : السيناريو الاقرب في غزة .. استمرار حرب الاستنزاف - فيديو استبعاد رئيس جنوب إفريقيا السابق من الانتخابات المقبلة صلاح يقنع زميله في ليفربول بتغيير عادته الغريبة قبل المباريات

القسم : بوابة الحقيقة
نحو مجتمع سلمي خالي من الكراهية
نشر بتاريخ : 1/2/2019 9:25:13 AM
أ.د صلحي فيصل الشحاتيت

 بقلم : أ.د صلحي فيصل الشحاتيت .. رئيس جامعة العقبة للتكنولوجيا

 

إن الرأي العام الذي يتفق عليه علماء الاجتماع وعلماء النفس، أن الاسرة هي المرحلة الأولى التي من خلالها يمارس الطفل، أولى العلاقات الاجتماعية والانسانية، وهي المسؤولة عن إكساب الطفل، أنماط السلوك الاجتماعي كافة.

لقد أكدت العديد من الدراسات أن الطفل الذي يتعرض لأفعال العنف في سنوات حياته الأولى سوف يميل في شبابه إلى التورط في إرتكاب افعال عنفية، حيث أن معظم الآباء والأمهات، يستخدمون في تربيتهم لأطفالهم، نفس الاستراتيجيات التي استخدمها معهم، آباؤهم وامهاتهم، وهذا يعني أن العنف ينتقل ببساطة من جيل إلى جيل، وهو ما يؤكد على صدق المقولة (العنف يولد عنفاً).

والمدرسة كمؤسسة اجتماعية ايضاً لها دور مهم في عملية التنشئة الاجتماعية للتلميذ. وقد تفشل المدرسة نتيجة عوامل متعددة في وظيفتها الاجتماعية والتربوية، منها ما يتعلق بالتلميذ، ومنها ما يتعلق بالمعلم، ومنها ما يتعلق بالنظام التعليمي بصفة عامة، وذلك يعود إلى أداء الدورالصحيح في العملية التربوية التعليمية.

وتعد مرحلة الجامعة من المراحل المهمة للشباب، في تطلعاتهم نحو المستقبل، وفيها تتجسد أهدافهم، والسعي لتحقيقها في مجتمع يتغير باستمرار، من الناحية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، مما ينعكس على الأمن الاجتماعي والنفسي للشباب. فدور الجامعات يتأتى من خلال إمكاناتها التثقيفية، في التنشئة لغرض الموازنة بين حرية الطالب، وبين غرس ثوابت، قيمية، ثقافية، معتدلة قائمة على مبدأ قبول الآخر. بمعنى إن الجامعة تمثل البوتقة التي تنصهر فيها، مختلف التوجهات الفكرية والثقافية والدينية، فضلاً عن أن الجامعة يقع على عاتقها، مسألة التمييز بين ما هو معتدل فكرياً ومقبول، وبين ما هو متطرف مرفوض.

وقدانتجت المنظومة التعليمية حالة مركبة من التعاطي المجتمعي سواء بين الطلبة من مختلف المشارب والانتماءات أو من خلال قيم التحضر وتشذيب الثقافات الضيقة والفرعية، وهنا تبقى المعادلة فاعلة وراهنة بحسب قدرة المؤسسات التعليمية ومراكز البحوث على تجاوز السلبيات، من خلال العمل على:

نشر روح التسامح بين الطلبة في الجامعة. و توجيه العاملين داخل الجامعة على ضرورة توعية الطلبة بذلك. وضرورة توعية الطلبة على التمسك بالقيم الدينية، والاجتماعية الفاضلة، والابتعاد عن القيم الشاذة. والعمل على تطوير شخصية الطالب من خلال توعيته على احترام الوقت. وتفعيل اللجان الارشادية والتربوية النفسية لغرض معرفة مشكلات الطلبة وايجاد حلول مناسبة لها.

إن الأردن وبفضل قيادته الهاشمية قد تميّز بالتلاحم التاريخي بين جميع مكونات وفئات الشعب وتعامل مع التعددية بكل حكمة، كما أن الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أطلق عددا من الأوراق النقاشية سعى من خلالها إلى حوار وطني هادف لبناء مجتمع تسوده قيم العدالة والمساواة وصون كرامة الإنسان وحماية الحريات العامة في مناخ من التفاهم والتسامح والتعاون. وقد استطاع جلالته إيجاد وحدة متماسكة ونموذجية في المجتع الاردني.

إن العنف والكراهية والتطرف، هي مظاهر لمشكلات اجتماعية وثقافية وفكرية، لها امتدادات في الماضي والحاضر، وآثارها تمتد لأجيال داخل المجتمع، ولهذا فإن الجميع معني بالحوار حولها، لاسيما المؤسسات الرسمية. والأمر نفسه ينطبق على الثقات من المفكرين والباحثين والاعلاميين والمرشدين، ذلك أن محاربة العنف بأشكاله مسؤولية الجميع و لأجل الجميع.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023