القسم : بوابة الحقيقة
لوين رايحين ...!
نشر بتاريخ : 10/21/2018 12:53:23 PM
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

بقلم: م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

 

كانت الدموع المحبوسة في عيونهم واضحة وضوح الشمس لكل من أمعن النظر، فقد كان والد ووالدة الطفل يحاولون التماسك وهم يستقبلون جلالة الملك والملكة لتعزيتهم في مصابهم الجلل بفقدانهم فلذة كبدهم "هاشم" صاحب الأعوام الثلاثة، والذي رحل نتيجة تصرف أرعن جاء كطعنة في قلب كل أردنية وأردني محبين ومخلصين لوطنهم، ولا ندري كيف لهؤلاء السماح للشيطان السيطرة عليهم والتحكم بهم للتصرف بطريقة يعملون بها على تدمير صورة وطنهم الذي بني بسواعد المخلصين من بناته وأبنائه على مر سنوات طوال حتى أصبح بأجمل صورة في عيون كل من يعرفه ويستنشق هواه.

 

نعم لقد رحل هاشم بسنواته الثلاث وكأنه واحد من أولادنا رحمه الله وجعله من طيور الجنة وألهم أهله الصبر والسلوان، لكنه رحل وهو يعاتب كل مسؤول في بلادنا لا يضع مخافة ربه نصب عينيه في عمله، بل ويعاتب كل من له سلطة أو كلمة في مجتمعنا كيف تسمحون بمثل هذه التصرفات بيننا، رحل ليكون درساً قاسياً لنا جميعاً وليقرع جرس الانذار في قلوبنا وعقولنا بأن علينا الاصطفاف صفاً واحداً للحفاظ على وطننا من هؤلاء العابثين وأمثالهم ممن لا يهتمون لتدمير الوطن على رؤوس كل من فيه ولو في لحظة طيش لم تحسب عواقبها.

 

ولعل الكلمات التي خرجت من جلالة الملك "نحن لوين رايحين" خلال لقائه مجموعة من الاعلاميين في بداية الشهر الحالي بعد أيام قليلة من تلك الجريمة والتي أصابتنا في قلوبنا جميعاً خير معبر عن الفوضى والخوف والذعر التي أراد هؤلاء أن ينشروها في قلوب أهل هاشم وقلوب الشعب الأردني بأكمله من خلفهم، ولكن خابوا وخسروا فأمثال هؤلاء لم يفهموا بأن هذه الأرض الأردنية لطالما خرجت من بناتها وأبنائها من الأبطال الراسخين من لم يهتزوا لأصعب المحن والتحديات، ومستعدين لفداء وطنهم وأهلهم وقيادة وطنهم الهاشمية بماء عيونهم وخلاصة قلوبهم على الدوام.

 

ولعل من العلامات التي كانت ملفتة لنا في ذلك اللقاء هو إرتداء جلالة الملك الزي العسكري خلاله وكأنه إشارة واضحة لأن قائد البلاد دائم الاستعداد للحرب والقتال مع الفساد والظلم وهو مايجب أن يكون حافزاً لنا جميعاً مسؤولين وشعباً لنكون سيوفاً قاطعة في وجه الفساد والفاسدين أينما كانوا، وفي وجه كل من يتصرف بطريقة تسئ لوطننا وأهلنا وقيادتنا، فهذا الوطن هو رأس المال الذي نفاخر به الدنيا ويملأنا الفخر والاعتزاز عندما نراه جميلاً في عيون الآخرين كما نحبه أن يكون وكما نعتقد أنه يستحق أن يكون دائماً.

 

حفظ الله الوطن من كل شر وسخر له كل محب مخلص يعمل لرفعته والحفاظ عليه والمضي به قدماً نحو الأفضل دائماً باذن الله.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023