القضاة ينفي حضوره غداء الاوقاف بمكة الذي انسحبت منه البعثة الاعلامية مجهول يضع حفاضة طفل على رأس رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في مقهى الحملة الأردنية و"الخيرية الهاشمية" توزعان وجبات في محافظات غزة انتهاء المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول إذاعة "يوم القيامة" تخرج إلى الأثير برسائل غامضة! منحة للموظفين السوريين بقيمة 500 ألف ليرة بمناسبة عيد الأضحى الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء في قصر بسمان الزاهر ولي العهد يرعى حفل تخريج دورة مرشحي الطيران/54 في كلية الملك الحسين الجوية تقرير: 72% من اللاجئين السوريين في الأردن لا ينوون العودة حاليا تحديد موعد صلاة العيد وأماكن المصليات هرب فوق سيارة!.. طفل ينجو من هجوم كلاب ضالة في إيدون بإعجوبة - فيديو قصف عنيف يخلّف 52 شهيدا في غزة في يوم انخفاض البطالة في الأردن بمقدار 0.1% لتسجل 21.3% في الربع الأول وزير التربية يكرم طالبا وقف خارج أسوار المدرسة احترامًا للسلام الملكي جرش .. مراقبو التوجيهي يؤدون القسم

القسم : بوابة الحقيقة
هل البحث العلمي أولويّة وطنيّة؟
نشر بتاريخ : 9/4/2018 1:39:18 PM
أ.د. علاء الدين الحلحولي

بقلم: أ.د. علاء الدين الحلحولي

 

لقد اثار مؤخراً مقال الاستاذ صالح عبدالكريم عربيّات معقول ولا جامعة، التساؤلات و الاستغراب من موقف الجامعات الاردنية و دورها المنشود في قيادة الأجيال و تطويرها بحثيّا و علميّاً و عمليّا بما يضمن صناعات وطنيّة بسيطة و لو عود كبريت. لقد كان لكلمات المقال الأثر في نفس كل باحث حريص على الوطن ليسأل نفسه نعم ولما لا؟ لماذا لا نستطيع تحويل افكارنا الى منتجات او تخريج طلاب ريادييّن و اصحاب أفكار يمكن ان يعكسوا افكارهم الى شركات صغيرة فمتوسطة وغيرها. أبناؤنا  يتميزوا في الخارج (عند الغرب) و يتقلدوا مناصب و يقودوا مجموعات بحثيّة ولهم والحمد لله الأثر الطيب أينما وجدوا. فهم اكفياء، متميزون، روّاد تغيير، طيبون ومثابرون. وفّرت لهم هذه الدول العيش الكريم و المختبرات الحديثة و مدارس للأولاد مجّانيّة و شبكة مواصلات رائعة وسهولة في الحصول على المعلومة والمواد و الأجهزة. رواتب مجزية و دعم مالي للمشاريع كبير ومتوفّر بتنافسيّة شريفة. تواصل مباشر مع الشركات العالمية والمتوسطة والصغيرة. لا جهد في متابعة شراء مواد واجهزة التجارب من خلال البيوقراطية المقيتة و الانتظار أشهر للحصول على المطلوب لإتمام تجارب بسيطة. و بالرغم من كل هذه التسهيلات والحياة الهنيئة هنالك العديد من الزملاء المتميزين تنازل عن كل شيء و فضّل العودة الى الوطن مفعما بالحياة والأمل ليعطي و يبني يدا بيد لِغَد افضل.

 

 بعد العودة، يغرق هذا الانسان الموهوب بما لم يحسب حسابه ولا يحمد عقباه، مدارس الأولاد و اسعارها اللامعقولة، التدريس و الحمل فوق العادي، قلّة المصادر البحثيّة، متطلبات الترقية والتثبيت، قلّة الدعم المالي للابحاث، قلّة برامج الدراسات العليا التطبيقيّة، عدم اكتراث الصناعة بالتعاون الحقيقي والشراكة مع الجامعات وغيرها.

 

 و كدكتور في الجامعة، فلا بد له من التركيز على الرسالة الاولى وهي تدريس الطلبة و تهيأتهم للمستقبل. وقد اثبتت جامعاتنا قدرتها العظيمة في تخريج أفواج متميّزة بَنَت وتبني دول العالم. انتشر أبناؤنا في كل مكان واثبتوا جدارتهم العالية و قدرتهم غير العاديّة على التكيّف مع الظروف و تخطيها و النجاح. تستقبلهم الدول فتتبناهم و تترجم علمهم الى عمل و صناعة. فلنكن صادقين مع أنفسنا، هل البحث العلمي كان يوماً أولويّة وطنيّة لا متطلّبا لا بدّ منه. حتى صندوق البحث العلمي- متنفس الباحثين- تم كسر استقلاليّته ليصبح دائرة في وزارة التعليم العالي. بالملخّص، ازيد على كلام الاستاذ صالح بأن من واجبنا الوقوف صفّا واحداً لننتج ولو منتجات بسيطة نرضي به أنفسنا و ندعم الاقتصاد لعلّ البحث العلمي يصبح أولويّة وطنيّة ومطلب عام.

 

أمّا على صعيد الجامعات، فهي مثقلة بالديون و الكوادر الإداريّة المكتظّة و قلّة الإمكانيات. نفتخر بجامعاتنا لأنِها في خضمّ الأحداث المتقلبّة و شحّ الموارد ما زالت تنافس وتستقطب الطلبة. فاليوم يشهد الشرق الأوسط تطوّراً كبيراً في مستوى الجامعات و مراكز الأبحاث ونحن نبحث لنا عن موطئ قَدَم فيما بينهم ولكن هل من مهتمّ؟

 

اقترح ان نراجع أنفسنا ونقرّر ماذا نريد، جامعات تعليميّة ام تعليميّة و بحثيّة؟ كوادر مؤهلة مستقلّة ام مقيّدة؟ ادارات جامعيّة ام قيادات؟

 

وبهذه المناسبة اتقدّم بالشكر الجزيل الى جميع الزملاء الذين يبذلون أقصى ما عندهم ليخرّجوا اجيالاً متعلّمة قادرة على الإسهام و بكفاءة ببناء الوطن والعالم..

 

*الجامعة الالمانية الاردنيّة

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023