نشر بتاريخ :
11/05/2025
توقيت عمان - القدس
8:07:01 PM
توصل علماء
إلى اكتشاف "إشارة دموية" فريدة تمكنهم من التنبؤ بخطر الإصابة بمرض
الزهايمر قبل نحو 11 عامًا من ظهور الأعراض السريرية. ووفقًا لتقرير نشره موقع
"ساينس أليرت"، فإن هذا الاكتشاف يفتح آفاقًا جديدة للأطباء لاتخاذ
تدابير وقائية مبكرة وبدء العلاج في مراحل مبكرة من المرض.
وأوضح
الباحثون أن الكشف المبكر عن مرض الزهايمر يوفر دعمًا أفضل وخيارات علاجية أوسع
للمرضى، كما يمنح العلماء فرصة أكبر لدراسة آليات تطور المرض.
وتمكن فريق
دولي من الباحثين من تحديد مؤشر حيوي محدد في الدم لدى الأفراد الذين لديهم
استعداد وراثي للإصابة بالزهايمر، حيث يمكن لهذا المؤشر أن يدل على المرض قبل ظهور
أي علامات إدراكية لمدة تصل إلى 11 عامًا.
وأشار العلماء
إلى أن هذا المؤشر الحيوي هو بروتين "بيتا-ساينوكلين"، الذي يمكن قياس مستوياته
بسهولة من خلال فحص دم بسيط. ويعتبر هذا البروتين مؤشرًا على تلف الوصلات العصبية
بين الخلايا العصبية في الدماغ، وقد تعزز ارتباطه بالخرف بشكل كبير في الأبحاث
الحديثة.
وقال باتريك
أوكل، طبيب الأعصاب في "المركز الألماني للأمراض العصبية": "تعكس
مستويات هذا البروتين في الدم مدى تلف الخلايا العصبية، ويمكن تحديدها بسهولة
نسبية".
وقام الباحثون
بتحليل عينات دم مأخوذة من 178 فردًا مسجلين في قاعدة بيانات أبحاث مرض الزهايمر.
وشمل المشاركون مجموعة متنوعة من الأشخاص، بما في ذلك من ظهرت عليهم أعراض الخرف
ومن لديهم طفرات جينية مرتبطة بالمرض.
ومن خلال
النمذجة الإحصائية، وجد الفريق مستويات أعلى من بروتين "بيتا-ساينوكلين"
في دم حاملي الطفرة الجينية الذين لم تظهر عليهم أعراض بعد، مقارنة بمن لا يحملون
الطفرة. وكانت أعلى المستويات موجودة لدى الأفراد الذين ظهرت عليهم بالفعل أعراض
مرض الزهايمر. واعتبر الباحثون هذه النتائج دليلًا قويًا على ارتباط هذا البروتين
بالضرر المبكر المصاحب للخرف.
وعلى الرغم من
أن الدراسة لم تتبع جميع المشاركين بمرور الوقت، إلا أن المؤشرات المتعلقة بالتطور
النموذجي لمرض الزهايمر وظهور الأعراض تشير إلى أن فحص هذا البروتين يمكن أن يوفر
إنذارًا مبكرًا للمرض قبل أكثر من عقد من الزمان.
وأوضح العلماء
أن هذه النتيجة تتسق مع آلية عمل بروتين "بيتا-ساينوكلين"، الموجود في
الوصلات العصبية بين الخلايا، حيث يتم إطلاقه عند تلف هذه الوصلات. ويبدو أن هذا
التلف يحدث في المراحل المبكرة من تطور الخرف، مما يقدم المزيد من الأدلة حول
كيفية بدء المرض.
وقال ماركوس
أوتو، طبيب الأعصاب في جامعة هاله للطب في ألمانيا: "إن فقدان كتلة الدماغ
والتغيرات المرضية الأخرى التي تحدث في مرض الزهايمر تظهر في مراحل لاحقة".
وأضاف: "بعد ظهور الأعراض، كلما زادت حدة الضعف الإدراكي، ارتفع مستوى
بيتا-ساينوكلين في الدم. وبالتالي، يعكس هذا المؤشر الحيوي التغيرات المرضية في كل
من مرحلة ما قبل ظهور الأعراض ومرحلة ظهورها".
ويرى الباحثون
أن هذا المؤشر الحيوي لا يقتصر على التشخيص المبكر، بل يمكن أن يساعد في تحديد
سرعة تطور مرض الزهايمر وتقييم مدى فعالية العلاجات المختلفة في حماية الخلايا
العصبية. كما قد يساعد في قياس تلف الدماغ الناتج عن حالات أخرى مثل السكتة
الدماغية.
وفي ظل
إمكانية تشخيص مرض الزهايمر في وقت مبكر، يمكن للعلاجات الواعدة الجديدة، مثل
الأجسام المضادة للأميلويد، أن تؤخر ظهور الأعراض لسنوات، ولكنها تميل إلى أن تكون
أكثر فعالية عند استخدامها في المراحل المبكرة من المرض.
واختتم أوكل
قائلاً: "في الوقت الحالي، يتم تشخيص مرض الزهايمر عادةً في وقت متأخر جدًا.
لذلك، نحن بحاجة إلى تطورات في التشخيص. وإلا فلن نتمكن من الاستفادة الكاملة من
هذه الأدوية الجديدة".
الحقيقة
الدولية - وكالات