البحث الجنائي يلقي القبض على طاعن المعلم داخل إحدى المدارس قبل أيام ارتفاع أسعار الذهب محليا دينار للغرام الأمن العام يدعو المواطنين إلى توخي الحذر خلال المنخفض الجوي القادم سلطة وادي الأردن تعلن حالة الطوارئ وتحذر من تشكل السيول " الوحدة الوطنية" : لن نشارك بمسيرة الجمعة - أمن واستقرار الاردن في مقدمة أولوياتنا الأونروا: جميع سكان مخيم جنين البالغ عددهم 30 ألف نسمة غادروه وفد من نواب وأعيان الكرك يزور جامعة مؤتة لبحث سبل دعمها وتطوير خدماتها “مالية النواب” تناقش تقارير ديوان المحاسبة لوزارة الصحة ترامب: الولايات المتحدة تريد السيطرة على قطاع غزة السعودية رداً على تصريحات ترامب: قيام دولة فلسطينية موقف راسخ وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاربعاء 5- 2 -2025 أنثروبيك تطور تقنية ثورية لمنع إساءة استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي ترمب: أريد أن أرى الأردن ومصر تستقبلان فلسطينيين من غزة ترامب يُنشئ صندوق ثروة سياديًا أمريكيًا قد يشتري تيك توك الهند.. أقنعت زوجها ببيع كُلْيته ثم فرّت بالمال مع عشيقها

القسم : بوابة الحقيقة
بواعث الخيلاء الأميركي
نشر بتاريخ : 1/27/2018 11:58:21 AM
أ.د. محمد الدعمي


بقلم: أ.د. محمد الدعمي

ربما كمن الخيلاء الذي شاب طرائق تفكير العقل الأميركي منذ مدة طويلة على “أسطورة العالم الجديد”، أي على ذلك الشعور الوسواسي بالتفوق على بقية دول العالم بسبب الثروات والطبيعة الجغرافية الوفيرة المنعزلة التي حباها الله للولايات المتحدة الأميركية، بوصفها بوابة “عالم جديد” مختلف عن “العالم القديم”.

هذا هو الأساس الثقافي والفكري المستزرع في قعر العقل الأميركي والذي جعله يشعر بالتميز على دول العالم، بل حتى على مكافئه الأوروبي الذي خدم مصدرا أساسا للثقافة وللجذر السكاني للأميركان البيض، بطبيعة الحال. وهذا، كذلك، هو مكمن الشعور المتواصل بأن كل ما يحدث في أميركا تفكيرا وإنجازا إنما هو شيء جديد وطلائعي لا يمكن أن يحدث إلا في بيئة “الحرية” و”الديمقراطية”، “الشجاعة” و”الأقدام” الأميركية.

والحق، فقد تمادى العقل الأميركي في خيلائه تحت ضغط هذا الشعور، درجة تحوله مسببا لنظرة دونية لكل ما يمكن أن ينتج عن الدول والكيانات الكبيرة الموجودة في “العالم القديم”: أي في ذلك العالم حيث تكون كل الأشياء من إيحاء الماضي، وليس من وحي “العالم الشجاع” حيث يفكر “الإنسان الألفي الجديد”، أي الأميركي، على نحو طلائعي لا يمكن أن يقارن بطرائق تفكير الإنسان في سواه من قارات العالم القديم، هذا هو منبع شعارات شائعة هناك من نوع: “لنفكر على نحو ملحمي”. ليس هذا فقط هو منبع الشعور بالتفوق، ذلك أن العقل الأميركي تراوده أحاسيس غامرة تفيد بأنه الخلاصة النهائية لحركة التاريخ (على نحو خفي وخيطي) أي على نحو لا يمكن أن يرتد إلى الماضي أو يكرره (بشكل دوري) كما حدث للإمبراطوريات التاريخية الكبرى التي غالبا ما كانت تستجيب لنمط تطور تاريخي دوري متكرر (الولادة، الذروة، الانحطاط)، إذ يمكن أن يختزل هذا النمط التطوري على نحو ثلاث حقب: (1) البداية (2) الوسط، ثم (3) النهاية. ربما كان هذا هو أهم أسباب الشعور الملحاح بأن أميركا لن تشهد ما شهدته الإمبراطوريات والكينونات الكبرى عبر التاريخ، بافتراض تقدمها وتطورها على نحو تراكمي لا نهائي، وليس على نحو يستجيب للحركة الدورية في التاريخ. وإذا كان هناك ثمة “دورية”، فلا بد من الإذعان لها، لأنها تكون دورية من النوع الذي قدمته الولايات المتحدة يوم عبرت المحيطات والقارات كي تغزو “بلاد الرافدين” التي تعد “مهد الحضارات الأولى”، حيث ولد الحرف الأول والقرية الأولى، الزراعة وحيث تشكلت التجمعات البشرية الأولى (دويلات المدن) بعد انتقال الإنسان من طور جمع القوت البدائي، إلى طور إنتاج القوت (من الصيد والجمع، إلى الزراعة والصناعة)، وبهذا تقلب رحلة مكتشف أميركا “كريستوفر كولومبس” رأسا على عقب.

كمنت الفكرة المفيدة في قلب الحركة الدورية للتاريخ من العالم الجديد (على نحو معاكس) إلى العالم القديم، حيث “تقمص” الإنسان الأميركي المعاصر شخصية كولومبس (الإنسان الأميركي الأول) كي يستكشف حضارات العالم القديم على سواحل أنهار بابل وسومر، أكد وآشور.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023